البشرية تنتظر هذا العام رؤية ثقب أسود لأول مرة في التاريخ ( فيديو )

يعتقد علماء الفيزياء الفلكية أنهم سيحققون سابقةً أولى في التاريخ خلال العام الحالي، قد تكون لها آثار هائلة في فهمنا للكون. والثقب الأسود نقطة في الفضاء لها جاذبية قوية لا يستطيع حتى الضوء الهروب منها. وتوقع ألبرت أينشتاين وجود الثقوب السوداء في نظريته للنسبية العامة، لكنه لم يكن مقتنعًا بأنها موجودة فعلًا. وحتى اليوم، لم يستطع أحد تقديم أدلة حسية على وجودها، لكن تلسكوب “إيفنت هورايزن” قد يغير ذلك.

يتألف تلسكوب إيفنت هورايزن من شبكة من التلسكوبات المنتشرة في أنحاء العالم التي تعمل معًا لتوفير جميع العناصر اللازمة لالتقاط صورة لثقب أسود.

وقال شيبيرد دوليمان، المدير العام لشبكة تلسكوبات إيفنت هورايزن “نحتاج أولًا إلى التكبير الفائق، أي ما يعادل القدرة على رؤية النتوءات على كرة جولف في لوس أنجلوس عندما تكون جالسًا في نيويورك، ثم نحتاج إلى وسيلة للرؤية عبر الغاز في درب التبانة والغاز الساخن المحيط بالثقب الأسود ذاته. ويتطلب هذا تلسكوبًا كبيرًا بحجم الأرض، وهنا يأتي دور فريق إيفنت هورايزن”.

وأنشأ فريق إيفنت هورايزن تلسكوبًا افتراضيًا بحجم الأرض فعلًا، وذلك باستخدام شبكة أطباق راديوية منتشرة في أنحاء الكوكب. وعملوا على مزامنة الأطباق لبرمجتها لمراقبة نقطة محددة في الفضاء في الوقت ذاته، وتسجيل موجات الراديو المستقبلة على أقراص صلبة. وسيتمكن من الفريق إنتاج صورة مماثلة لتلك التي يقدمها تلسكوب واحد بحجم الأرض، عبر جمع هذه البيانات لاحقًا.

وفي أبريل/نيسان من العام 2017، اختبر الفريق التلسكوب للمرة الأولى. وعلى مدى خمس ليال، وجه العلماء ثمانية أطباق منتشرة في أماكن متفرقة من العالم على “ساجيتاريوس إيه” وهي نقطة في وسط درب التبانة يعتقد الباحثون أنها موقع ثقب أسود هائل.

ولم تصل البيانات من تلسكوب القطب الجنوبي إلى مرصد هايستاك التابع لمعهد ماساتشوستس للتقنية حتى منتصف ديسمبر؛ لعدم وجود رحلات شحن من تلك المنطقة. وبعد أن حصل الفريق على بيانات الأطباق الراديوية الثمانية، سيبدأ بتحليلها على أمل إنتاج أول صورة لثقب الأسود.

ولا يثبت التقاط صورة لثقب أسود أنها موجودة فحسب، بل يحسن أيضًا فهمنا للكون. وقال دوليمان “للثقوب السوداء تأثير هائل على الكون. ويعتقد أن المجرات والثقوب السوداء الهائلة في وسطها تتفاعل مع بعضها البعض على مر الزمن، ولذلك، ستساعد مراقبة ما يحدث قرب أفق الحدث في فهم الكون على نطاق أوسع”.

وبحسب دويلمان، سيستطيع الباحثون مستقبلًا التقاط عدة صور لثقب أسود واحد على مر الزمن. وسيتيح ذلك للعلماء تحديد إن كانت نظرية أينشتاين للنسبية العامة صحيحة على صعيد الثقوب السوداء، فضلًا عن دراسة كيفية نمو الثقوب السوداء وجذبها للمادة، وفق ما اوردت شبكة “مرصد المستقبل”، ويعد رصد أبريل/نيسان لساجيتاريوس إيه المحاولة الأولى باستخدام تلسكوب إيفنت هورايزن، وما زال دوليمان متحفظًا في توقعاته.

وقال دوليمان لموقع فيوتشرزم “لا نعرف تمامًا ماذا سنرى، وقد تفاجئنا الطبيعة. لكن تلسكوب إيفنت هورايزن أصبح متوفرًا بين أيدينا لذلك سنعمل خلال الأعوام القليلة المقبلة على التقاط الصورة، لنرى شكل الثقب الأسود”.

وعلى الرغم من حماس الفريق لإمكانية إنتاج تلك الصورة التي ستكون سابقة في مجالها، فهم يحاولون العمل بدقة بالاعتماد على البيانات، ولم يحددوا موعدًا تكون فيه النتائج جاهزة، ونحن اليوم أقرب إلى التقاط صورة لثقب أسود أخيرًا، ولا ضير في الأمل بأن يحقق فريق إيفنت هورايزن هذا الهدف في العام 2018.

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. كل المسلمين يعلمون انها موجودة حيث ذكرت في القرأن الكريم بوصف “الخنس الجوار الكنس”التكوير- اي التي مهمتها التنظيفز والله أعلم