الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا ؟

بالنسبة الى مراقبين ديبلوماسيين في بيروت، خرق القائم باعمال نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى في الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد في جلسة استماع عن سوريا امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي الاسبوع الماضي جدار الصمت الديبلوماسي الاميركي حول خطوط العمل الاميركية في سوريا التي يسودها غموض والتباس لم تساهم في توضيحها التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون. وعلى ضوء توافق اميركي روسي في سوريا على الاقل وفقا لتصريحات تيلرسون فان مواقفه لم تحدث اي تغيير في الانطباع المعمم عن تسليم الولايات المتحدة الملف السوري كلا لروسيا في ظل غياب اي مصالح مباشرة ترغب الولايات المتحدة في المحافظة عليها في سوريا بعد الانتهاء من تنظيم داعش. فاللامبالاة الاميركية في الشأن السوري التي فهم على ضوئها تراجع الدول المعارضة لبقاء بشار الاسد في اتجاه دفع المعارضة الى تقديم تنازلات تسمح بالتحاور مع الاخير وربما بقائه لفترة حتى انتهاء ولايته ظلت طاغية. وساترفيلد سلط ضوءا حول استراتيجية اميركية في سوريا في المدى المنظور ليست غائبة كليا اقله وفقا لما توحي به الادارة الروسية للملف السوري من مناطق خفض التصعيد الى مؤتمر سوتشي الذي تأمل روسيا ان يطيح مؤتمرجنيف وهي لا تتماهى مع الادارة الروسية او الخطة الروسية لسوريا وفق ما يوحي به كلام تيلرسون سابقا. وهذا امر يبدو جديدا بالنسبة الى المراقبين. فساترفيلد اكد ان الولايات المتحدة لن تعترف باي انتصار لروسيا او للنظام من دون انتقال سياسي منتقدا خطط موسكو لعقد مؤتمر في سوتشي ونافيا ان تكون الحرب انتهت كما قالت روسيا. واهمية هذا الموقف انه يدحض بعض وقائع الامر الواقع ليس لجهة امتلاك روسيا غالبية الملف السوري فهذا امر لا يمكن مقارعته بل لان انتصار محور تشكله روسيا مع ايران يثقل نفسيا ومعنويا على الوضع في المنطقة كما يثقل عملانيا ايضا في اطار الحرب الدعائية والاعلامية القائمة في هذا الاطار. بعض المراقبين يعتبر ان الوقائع على الارض التي استجدت في تعرض طائرات روسية للتدمير في مطار حميميم كانت مؤشرا على دحض الواقع الميداني المنطق الروسي حول انتهاء الحرب والاعلان عن بدء سحب القوات الروسية كما شكله ايضا هجوم قوات النظام السوري على الغوطة بحيث اعلنت الامم المتحدة مقتل 85 شخصا هناك في الايام العشرة الاولى من السنة وكذلك شكوى تركيا من خرق مناطق خفض التصعيد في ادلب. بالنسبة الى هؤلاء المراقبين فان موقف ساترفيلد بدد اعطاء واشنطن موسكو شيكا على بياض في ادارة الواقع السوري وتأكيد لبقاء قوات اميركية هناك راهنا على غير ما تسعى روسيا وايران بذريعة ان الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية انتهت وان لا شرعية للقوات الاميركية التي لم تستأذن نظام الاسد بالوجود في سوريا وعليها تاليا ان ترحل. يضاف الى ذلك سحب البساط من تحت مؤتمر سوتشي الذي يساهم رفض نظام الاسد التعاون والتحاور في مؤتمر جنيف في السعي الى حصر الرعاية لحليفيه الروسي والايراني الى جانب تركيا. ومع ان فرنسا سبق ان اعترضت وسحبت هذا البساط من خلال اعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال الاسابيع الماضية ان ليس جميع المعنيين بالملف السوري موجودون على طاولة سوتشي، فان الانظار هي على واشنطن في الدرجة الاولى كونها موجودة على الارض في سوريا وهي من ترغب روسيا في ان تكون شريكا يعترف بانجازاتها هناك.

هل انتهت الحرب في سوريا ام لم تنته هي نقطة محورية لا يستهان بها وفق هؤلاء المراقبين ولا اوهام لدى غالبية المتابعين انه يمكن اقفال ملف الحرب بالاعلان فقط من جانب طرف ولو مؤثر عن انتهاء العمليات فيما يحظى النظام بغطاء متابعة محاولة استعادة المناطق التي خسرها وفيما تتعثر العملية السياسية او تنسف لئلا تؤدي الى اي نتيجة راهنا حتى استكمال السيطرة.. و نقطة انتهاء الحرب او عدم انتهائها لا تزال تحدث انقسامات بين الدول الكبرى الاعضاء في مجلس الامن في شكل خاص لانه يترتب على اي من الاحتمالين مترتبات معينة علما ان نجاح مجلس الامن في تمرير قرار حمل الرقم 2393 في كانون الاول الماضي هو الاول خلال العام الماضي وبعد مجموعة فيتوات من روسيا قارب عددها سبعة فيتوات وسمح بعبور المساعدات الى مناطق محاصرة اريد توظيفه في الاتجاهين اي ان الحرب انتهت فسمح بوصول المساعدات وانها لم تنته فلا تزال هناك مناطق محاصرة تحتاج الى قرار في مجلس الامن من اجل تأمين عبور المساعدات اليها. وتاليا فان صدقية فلاديمير بوتين الانتخابية والتي اراد ان يكون اعلان الانتصار في سوريا ومن قاعدة حميميم بالذات اللبنة الاساسية لانطلاق معركته الرئاسية الجديدة اصيبت ايضا. فيما يعتبر المراقبون المعنيون ان اظهار بوتين قدرته على حسم حرب في بلد ما في المنطقة على غير ما اصاب الولايات المتحدة من غرق في وحول الدول التي خاضت فيها معارك او حروب تعرض لتحد جدي خصوصا في مقتل جنود روس بعد اعلان انتهائه الحرب وكذلك اثر قصف الطائرات في حميميم. ولا يعتقد المراقبون ان روسيا قد تستطيع انقاذ النسخة المقبلة من مؤتمر سوتشي نهاية الشهر تحت وطأة احتمال تعريض الرعاية الاممية للملف السوري للطعن في ظل الانقسامات الحادة التي وصلت الى المسؤولين الاممين انفسهم فيتعطل سوتشي كذلك ما دام تعطيل مؤتمر جنيف قائما.

روزانا بومنصف -النهار اللبنانية[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. مهو اصلا ثورة عملتها امريكا لتدمير سوريا وبناء دولة كردية لكن اغلبكم لا يعلمون

  2. تستطيع أن تبدأ بالحرب ولكن لا تستطيع أن تنهيها والذي يقف مع طرف ضد طرف لايعرف بأن الجميع اتفقوا على تدمير سوريا وأولهم الشعار المخزي , شعار العار , شعار الأسد أو نحرق البلد . بوتين يستطيع اعلان انتصاره على القنوات التلفزيونية ولكنه على الأرض لايستطيع فرض أي شئ عمليتين بطوليتين أنهت كل عنجهيته رسالة الى كل الشعب السوري لأحد معكم وأعدائكم هم الجزّار بثار الفسد , حسن نص ليرة , ملالي الفرس وعصاباتهم من الحوثي الى الأفغاني الى الباكستاني ,السعودية ومن التم حولها , قطر, بوتين الطين , ترامب , نتن ياهو ,كلهم يخافون من المارد السوري على مصالحهم وكراسيهم

  3. ستستيقظ روسيا و من بعدها أمريكا على ضربات موجعه تنهي ادعاءاتهم بانتهاء الحرب على الإسلام.