البابا فرنسيس يعرب عن “ الألم و العار ” جراء التعديات الجنسية على الأطفال
أعرب البابا فرنسيس في سانتياغو الثلاثاء، عن “الألم” و”العار” من التعديات الجنسية على الاطفال التي قام بها افراد من رجال الدين في تشيلي.
وفي خطاب ألقاه امام السلطات السياسية والمدنية في تشيلي، قال البابا فرنسيس وسط التصفيق “لا استطيع ان امنع نفسي من التعبير عن الألم والعار حيال الضرر الذي يتعذر إصلاحه والذي ألحقه بأطفال مسؤولون في الكنيسة”.
واضاف “ارغب في ان اتحد مع اخوتي في الأسقفية، لأنه اذا كان من المهم المطالبة بالاعتذار ودعم الضحايا بقوة، فانه يتعين علينا في الوقت نفسه ان نتعهد بألا يتكرر حصول ذلك”.
وقد استهل البابا فرنسيس يومه الاول في تشيلي بسلسلة لقاءات يسعى من ورائها الى مؤازرة كنيسة محلية أفقدتها فضائح الإعتداءات الجنسية على الأطفال صدقيتها.
ودعا البابا فرنسيس من جهة اخرى الى احترام “حقوق” و”ثقافة” الشعوب الاصلية.
واضاف ان من الضروري “الإصغاء” الى الشعوب الأصلية “التي غالباً ما تتعرض للنسيان، والتي تحتاج حقوقها الى ان تؤخذ في الاعتبار، وثقافتها الى الحماية، حتى لا يضيع قسم من هوية هذه الأمة وغناها”.
واوضح البابا فرنسيس انه “لا بد من الحفاظ على التعددية الاتنية والثقافية والتاريخية من اي محاولة للتقسيم او الهيمنة”. وقال ان “حكمة الشعوب الأصلية يمكن ان تشكل مساهمة كبيرة في الحماية البيئية للكرة الارضية”، ملمحاً بذلك الى موضوع آخر من مواضيعه المفضلة.
واضاف “من هؤلاء يمكننا ان نتعلم ان الشعب الذي يدير ظهره للأرض وكل ما يحيط بها، لا يمكنه تحقيق تنمية اصلية”.
ويتطلع المحللون باهتمام الى ما سيرد في خطاب البابا الأرجنتيني امام كهنة ورجال دين واكليريكيين، مساء في كاتدرائية سانتياغو. ثم يواصل البابا لقاءاته بعقد اجتماع مع خمسين أسقفاً تشيلياً.
وقد اطلق ناشطون من بلدان عدة، من فرنسا الى الولايات المتحدة، مروراً بألمانيا، الإثنين في سانتياغو منظمة عالمية من اجل التصدي للإعتداءات الجنسية على الأطفال في اطار الكنيسة وطلبوا من البابا ب “تحركات” ملموسة.
وأطلق هؤلاء الناشطون على المنظمة اسم منظمة “وقف تجاوزات الإكليريكيين”.
ويتعامل البابا فرنسيس الذي ينادي ب “عدم التسامح” مع الكهنة الذين يعتدون جنسيا على الأطفال، بحذر شديد مع هذه المسألة في تشيلي.
وقد دانت إحدى محاكم الفاتيكان في 2011 الأب الثمانيني فرناندو كاراديما، المدرب السابق الموهوب للكهنة، بتهمة القيام بتجاوزات جنسية مع أطفال، في الثمانينيات والتسعينيات. وقد أجبر على التقاعد.
لكن البابا فرنسيس اتخذ في كانون الثاني/يناير 2015 قرار تعيين المونسنيور خوان باروس على رأس أبرشية في جنوب البلاد، فيما كانت تحوم حوله الشبهات بتأمين الحماية في الماضي للكاهن العجوز المدان بالتعدي جنسياً على الأطفال.
واحتج على هذا التعيين خبراء علمانيون من اللجنة الفاتيكانية لحماية القاصرين، المكلفة بتقديم الاقتراحات للوقاية من التجاوزات الجنسية.
وكانت جماعة دينية ونواب ومنظمات علمانية تشيلية، بعثوا برسالة احتجاج الى الفاتيكان. ونفى المونسنيور باروس من جهته معرفته بتصرفات كاراديما.
وقبل ايام من وصول البابا، أعيد طرح هذا الملف الساخن، من خلال نشر رسالة بعث بها البابا فرنسيس في 2015 الى الأسقفية التشيلية، كما أكدت الأسقفية الجمعة. وهي تعكس بعضاً من ارتباك الفاتيكان المتعلق بملف المونسنيور باروس.
وكانت الكنيسة الكاثوليكية في تشيلي طلبت في نيسان/ابريل 2011، الصفح رسمياً عن كل حالات التجاوزات الجنسية على اطفال التي ارتكبها أفراد من رجال الدين، وعن تقاعسها حيال الشكاوى في السابق.
وتفيد معلومات منظمة “بيشوب اكاونتابيليتي” الامريكية غير الحكومية، ان 80 رجل دين في تشيلي ادينوا بتجاوزات جنسية في السنوات الأخيرة.
وإبان دكتاتورية بينوشيه، كانت الكنيسة مثار إعجاب للدور الذي اضطلعت به على صعيد حماية حقوق الإنسان. واليوم، يميل هذا البلد الذي يشكل الكاثوليك 74% من سكانه، الى العلمانية بوتيرة متسارعة. فالنسبة المئوية للأشخاص الذين يعلنون إلحادهم ارتفعت من 12% الى 22% بين 2006 و2014.
واستهدفت مجموعة من الهجمات في نهاية الاسبوع، خمس كنائس في سانتياغو، ويسود الاعتقاد ان تنظيمات فوضوية هي التي شنتها.
انتقال سياسي
والبابا فرنسيس هو البابا الثاني في التاريخ الذي يزور تشيلي بعد يوحنا بولس الثاني في نيسان/ابريل 1987.
في تلك الفترة، تسببت زيارة البابا بمواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة ومعارضين لبينوشيه، في حديقة هيغينز. وأصيب حوالى 600 شخص. وهتف يوحنا بولس الثاني قبل نقله بسرعة من الحديقة “الحب هو الأقوى”.
ومع ذلك فان البابا سيحتفل في اجواء هادئة بقداس في هذه الحديقة العامة نفسها، وهي ثاني اكبر حديقة في البلاد، حيث ينتظر ان تستقبل الثلاثاء حوالى 400 الف شخص.
وسيدخل البابا الثلاثاء ايضاً للمرة الأولى سجنا للنساء يضم 620 سجينة “فقيرة بين الفقراء” اللواتي ينتظرن زيارته بفرح كبير.(AFP)[ads3]