انتفخت بطونهن دون وجود جنين .. اعتقال محتالة في غينيا أوهمت النساء بقدرتها على علاج العقم

أعلنت السلطات الغينية عن اعتقالها من وصفتها بـ “معالجة بالأعشاب”، لقيامها بالاحتيال على المئات من النساء، وإقناعهن بقدرتها على علاجهن من مشكلة العقم، حتى اعتقدن أنهن حوامل بالفعل، بل وأمضين أكثر من عامٍ في انتظار طفل، بينما بطونهن يزداد حجمها يوماً بعد يوم دون وجود جنين!

فبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، قامت العشّابة “نيا فانتا كامارا” ببيع وصفة للنساء غير القادرات على الإنجاب، هي عبارة عن “خلطة” من أوراق الشجر والأعشاب، مسحوقة وممزوجة ببعض الأدوية الأخرى، تمنع خروج الغازات من البطن، سبّبت لهن جميعاً انتفاخاً شديداً شبيهاً بانتفاخ بطن المرأة الحامل.

وجاء في التقرير أن العشّابة باعت الخلطة لكل سيدة بمبلغ يعادل الـ33 دولاراً أميركياً، علماً أن معدّل الدخل الشهري في البلد الفقير، الواقع غرب إفريقيا، لا يتجاوز الـ48 دولاراً.

وتعتقد السلطات الغينية أن كامارا جمعت الآلاف من الدولارات شهرياً، بخداع النسوة الحالمات بالإنجاب، فيما برَّرت هي فعلتها بأنها كانت تحاول “المساعدة فقط”.

وقامت مئات من النساء اللاتي تعرضن لخداع العشابة بمظاهرة احتجاجية، منتصف يناير/كانون الثاني من عام 2018، بالتجمهر أمام مركز للشرطة يقع في العاصمة الغينية، حيث احتجزت السيدة، فيما أكّد تقرير BBC أن ضحايا وصفتها “العلاجية” الجهنمية يتراوح عددهن ما بين 200 و700 امرأة.

إحدى ضحايا “المعالجة” رَوَتْ لمراسل BBC، أنها ونسوة أخريات ذهبن معاً، قائلة: “لقد مضى على تعرّفنا إلى هذه المرأة من أجل العالج عام كامل.. في المرة الأولى وصفت لنا خلطةً من أعشاب ولحاء الشجر، جعلتنا نتقياً، وأكدت على أن هذا مفيد لنا.. وكلما تقيأنا ارتفعت معدتنا شيئاً فشيئاً للأعلى وزاد حجم بطوننا”.

وأكملت الضحية “عندما زرناها بعد ذلك فَحَصَتْنَا يدوياً، وأخبرتنا بأننا حوامل.

وأضافت أن المعالجة طلبت منهن عدم التوجه إلى طبيب، وأن عليهن أن يهدينها دجاجةً وقطعاً من القماش، كنوع من الاحتفال بالبشرى!

وقام طبيب تابع للسلطات الغينية بفحص ما يزيد عن 47 سيدة، امتد حملهن الكاذب ما بين 12 و16 شهراً! وأفاد أن الضحايا سيُعانين من مضاعفات مرضية بسبب “العلاج” على المدى الطويل.

العشّابة ادعت أنها لم تفعل أي شيء ضار “لقد اجتهدت من أجل أن أحقق للنسوة حلمهن، لكن الأمر بيد الله”، علماً أن المحكمة العليا في العاصمة كونكاري ستوجه لها تهمة تعريض حياة المواطنين للخطر والاحتيال.

وجاء في التقرير أيضاً، أن الرقم المرتفع للضحايا، يدل على ارتفاع نسبة النساء الغينيات اللاتي يلجأن للعلاج التقليدي، حتى وإن كلّفهن ذلك “ثروة”، في مقابل اللجوء إلى طبيب ممارس.

فيما يشير تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2006، أن ظاهرة اللجوء إلى العلاج التقليدي ليست متفشية في غينيا وحدها، إذ يلجأ إليها 80% من سكان القارة السوداء.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها