جماعات إغاثة تنتقد أمريكا لتعليقها أموال اللاجئين الفلسطينيين
بعث رؤساء 21 وكالة إغاثة إنسانية رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء للاعتراض “بأشد العبارات” على قرار بتعليق 65 مليون دولار من المساهمات الأمريكية المقررة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت الأسبوع الماضي إن واشنطن ستعلق 65 مليون دولار كانت خططت دفعها للوكالة، مضيفة أنها بحاجة لإجراء إصلاحات لم تحددها.
وجاء في الرسالة التي حصلت رويترز على نسخة منها أن رؤساء وكالات الإغاثة حذروا من “عواقب وخيمة” إذا تم الإبقاء على خفض المعونة.
وقالت الرسالة “نشعر بقلق عميق إزاء العواقب الإنسانية لهذا القرار بخصوص المساعدات الضرورية للحياة بالنسبة للأطفال والنساء والرجال في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة”.
ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت يوم الخميس الماضي أن يكون ذلك التحرك يستهدف معاقبة الفلسطينيين الذين انتقدوا بشدة إعلان ترامب الشهر الماضي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وكررت وجهة نظر الولايات المتحدة وهي أن وكالة (أونروا) تحتاج إلى إصلاحات، قائلة إن عدد اللاجئين الذين يشملهم برنامجها زاد كثيرا عما كان عليه سابقا وإنه يجب أن “يزيد المال الذي تقدمه الدول الأخرى أيضا حتى يتسنى استمرار صرف الأموال اللازمة لكل هؤلاء اللاجئين”.
وأضافت “نطلب من الدول أن تفعل المزيد… ونحن لا نعتقد أساسا أن لزاما علينا أن نكون المانح الرئيسي لكل منظمة في العالم”.
وقال إيريك شوارتز، رئيس وكالة (ريفيوجيز إنترناشيونال)، ومساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، إن التعليقات التي أدلت بها السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي الغرض منها هو معاقبة الزعماء السياسيين الفلسطينيين وإجبارهم على تقديم تنازلات سياسية.
وأضاف شوارتز في الرسالة “لكن من الخطأ معاقبة الزعماء السياسيين بحرمان المدنيين من المساعدات الضرورية للحياة. هذه مخالفة خطيرة وصارخة للسياسة الأمريكية بشأن المساعدات الدولية الإنسانية وهو ما يتناقض بشدة مع القيم التي تتبناها الإدارات الأمريكية والشعب الأمريكي”.
كما قالت الخارجية الأمريكية يوم الخميس الماضي إن الولايات المتحدة لن تقدم مساعدات غذائية منفصلة قيمتها 45 مليون دولار تعهدت الشهر الماضي بتقديمها للفلسطينيين في إطار برنامج (النداء الطارئ للأراضي الفلسطينية المحتلة) الذي تقوده (أونروا).
وقالت ناورت للصحفيين إن الولايات المتحدة أوضحت للأونروا أن المساعدات التي تبلغ قيمتها 45 مليون دولار كانت مجرد تعهد يهدف لمساعدة الوكالة في “التوقع والاستشراف” وليست ضمانة مكفولة.
وكان ترامب قد قال في تدوينة على تويتر في الثاني من يناير كانون الثاني إن الولايات المتحدة تمنح الفلسطينيين “مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا تنال أي تقدير أو احترام”.
ومن المرجح أن يؤدي قرار حجب بعض الأموال إلى زيادة صعوبة استئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ويلحق مزيدا من الضرر بثقة العرب في قدرة الولايات المتحدة على أداء دور الوسيط النزيه.
وانهارت آخر محادثات بين الطرفين عام 2014 لأسباب منها اعتراض إسرائيل على محاولة التوصل لاتفاق وحدة بين حركتي فتح وحماس ومنها البناء الاستيطاني الإسرائيلي على أراض محتلة يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها ولعوامل أخرى. (REUTERS)[ads3]