” مايكروسوفت ” تبني سراً نسخة أقل حجماً و أكثر حداثة من ” ويندوز “
تعمل شركة #مايكروسوفت على بناء نسخة جديدة من نظامها التشغيلي الأحدث لأجهزة الحواسيب #ويندوز 10، وذلك بالاعتماد على المشروع الداخلي “Windows Core OS”، والمعروف اختصارًا باسم WCOS، والذي يعزز من خطوات مايكروسوفت فيما يتعلق برؤية نظام ويندوز موحد، ويهدف إلى تحويل ويندوز 10 إلى منصة معيارية ويضع الأسس المستقبلية لنظام ويندوز القادر على العمل على مختلف الأجهزة، وذلك من خلال الاستغناء عن المكونات القديمة من أجل الوصول إلى نظام تشغيل أكثر حداثة.
ويساعد هذا المشروع على إيجاد تشكيلات جديدة من ويندوز 10، مما يتيح لمايكروسوفت المرونة المطلوبة من أجل بناء تجارب ويندوز جديدة للأجهزة المتواجدة اليوم، والأهم من ذلك للأجهزة التي سوف تتواجد مستقبلًا، بحيث تتناسب تلك التجارب مع مختلف الاحتياجات والبيئات، وفق ما ذكرت البوابة العربية للأخبار التقنية، وبحسب المعلومات فإن مايكروسوفت تعمل سرًا على تطوير نسخة أكثر حداثة من ويندوز 10، بالاعتماد على مشروع Windows Core OS، والتي تحمل في الوقت الحالي الاسم الرمزي بولاريس Polaris.
وتأمل مايكروسوفت من خلال مشروع Windows Core OS في أن تتمكن من نقل كل جهاز يعمل بنظام التشغيل ويندوز، ببطء ولكن بثبات، نحو النسخة الجديدة من النظام المخصصة لأجهزة الحاسب التقليدية مثل أجهزة سطح المكتب والحواسيب المحمولة والحواسيب الهجينة من فئة إثنان في واحد.
وتعمل نسخة بولاريس على توفير بيئة سطح مكتب جديدة بدلًا من بيئة سطح المكتب التقليدية التي اعتاد عليها مستخدمو الحواسيب الشخصية، إذ تعتبر واجهة سطر الأوامر Windows Shell بمثابة أحد المكونات القديمة التي تتجه الشركة إلى استبدالها ضمن بولاريس، جنبًا إلى جنب مع الاستغناء عن المكونات والتطبيقات القديمة مثل المفكرة Notepad أو الرسام Paint، ويعني ذلك أن الحواسيب العاملة بواسطة بولاريس لن تكون قادرة على تشغيل برامج Win32 بشكل ضمني.
وكما هو الحال مع جميع نسخ ويندوز 10 المبنية اعتمادًا على Windows Core OS، فإن بولاريس تتضمن ميزة CShell المصممة من قبل مايكروسوفت، والتي تعني توفيرها واجهة مستخدم رسومية جديدة تمامًا، وكانت مايكروسوفت قد استخدمت واجهة Windows shell بشكلها الحالي منذ إصدار ويندوز 95، بما تتضمنه من ميزات وعناصر لم تعد مستخدمة أو لا تتوافق مع الأجهزة الحديثة.
ويسمح التبديل إلى CShell بتوسيع نطاق ويندوز 10 إلى مجموعة متنوعة من الأجهزة مثل الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية وأجهزة الحاسب الهجينة من فئة إثنان في واحد مع إزالة المكونات والميزات القديمة والزائدة من أجل توفير نظام تشغيلي أكثر سرعة وأخف حجمًا مع عمر بطارية وأداء ممتاز، وفي نفس الوقت، فإن التحول إلى CShell وتطبيقات منصة ويندوز العالمية المتوفرة من خلال متجر مايكروسوفت يعني أن المستخدمين لن يكونوا قادرين على الترقية من بولاريس إلى النسخة الكاملة من ويندوز 10 برو، كما أن مستخدمي ويندوز 10 الحاليين لن يكونوا قادرين على الترقية أو التبديل إلى بولاريس.
وبالرغم من ذلك فإنه من المؤكد أن نسخة ويندوز 10 برو المتاحة اليوم سوف تبقى متواجدة بالنسبة للمستخدمين الذين يحتاجون إلى إمكانيات متقدمة أو اللاعبين الذين يحتاجون إليها، في حين تتواجد بولاريس على الأجهزة الجديدة، وذلك بشكل يشابه نظام macOS الذي ما زال متواجدًا إلى اليوم على الرغم من أن آبل تحاول دفع iOS إلى مختلف الناس من خلال الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية، بحيث سوف تعتبر بولاريس بمثابة النسخة الجديدة المستخدمة بشكل كبير من ويندوز 10 للمستخدمين العاديين.
وتبعًا لاستخدام النسخة الجديدة تطبيقات منصة ويندوز العالمية بدلًا من تطبيقات سطح المكتب التقليدية بشكل يشابه نوعًا ما نسخة Windows 10 S، فإن ذلك الأمر دفع مايكروسوفت إلى البحث عن سبل لجلب دعم تطبيقات Win32، أو تطبيقات سطح المكتب القديمة، إلى النسخة الجديدة من النظام التشغيلي، ويبدو أن تنفيذ ذلك سيتم من خلال المحاكاة الافتراضية عن بعد باستعمال RAIL، وهو بروتوكول سطح المكتب البعيد أو ما يعرف باسم التطبيقات البعيدة المتكاملة محليًا، مما يعني إمكانية تشغيل التطبيقات بشكلها الكامل ضمن صناديق محاكاة عند الحاجة دون تضمين المكونات القديمة المطلوبة لتشغيلها أصلًا.
وتتميز هذه النسخة بالعديد من الفوائد وفي مقدمتها الأمن، إذ ينبغي أن تكون بولاريس من الناحية النظرية النسخة الأكثر أمانًا من ويندوز لأجهزة الحاسب المكتبية والمحمولة، وذلك من خلال حفاظها على تطبيقات منصة ويندوز العالمية، جنبًا إلى جنب مع كونها أقل استهلاكًا للموارد وأفضل من حيث عمر البطارية والأداء بالنسبة لأجهزة الحاسب الأقل حداثة تبعًا لإزالة بعض المكونات القديمة.
واستغلت مايكروسوفت الفترة الماضية للعمل بشكل مستمر من أجل تحويل الإعدادات والوظائف القديمة المتبقية ضمن ويندوز 10 إلى منصة ويندوز العالمية، بحيث يجري تفكيك لوحة التحكم ببطء وإعادة بنائها ضمن الإعدادات، وذلك من أجل التحضير لأجهزة النسخة القادمة من ويندوز المعتمدة على Windows Core OS، حيث أنها لن تتضمن دعمًا للوظائف القديمة مثل لوحة التحكم.
ويرجح أن يجري إطلاق نسخة ويندوز 10 بولاريس كبديل لنسخة Windows 10 S، مع إمكانية توفر الإصدار الأولي منها بحلول عام 2019، وتستهدف هذه النسخة المستخدمين الذين يشترون أجهزة مثل حواسيب Surface أو MacBook Air أو iPad أو Chromebook أو أي جهاز آخر، ويقومون بمعظم أعمالهم من خلال متصفح الويب، جنبًا إلى جنب مع استخدام حزمة تطبيقات أوفيس والتطبيقات الأخرى مثل نيتفليكس أو سبوتيفاي.
وتنبع أهمية بولاريس من كونها تستغني عن العديد من المكونات القديمة التي لا يعرفها المستخدم العادي ولا يحتاج إليها ضمن ويندوز 10، مما يسهل على مايكروسوفت إمكانية التنافس مع أنظمة التشغيل الأخف حجمًا والأكثر حداثة مثل Chrome OS أو iOS، جنبًا إلى جنب مع دفاعها عن حصتها في سوق أجهزة الحاسب قبل أن تتمكن جوجل أو آبل من منافسها بشكل جدي من خلال أجهزة الحاسب المحمولة خفيفة الوزن العاملة بواسطة المعالجات المعتمدة على معمارية ARM، التي تناسب احتياجات المستخدم النموذجي، وهو ما تأمل مايكروسوفت تحقيقه مع بولاريس.
وختامًا يمكننا القول أن مشروع Windows Core OS يعد بمثابة صفقة رابحة لمايكروسوفت، إذ إنه يشكل مستقبل ويندوز، ويسمح للشركة ببناء نظام تشغيلي أكثر مرونة وأخف حجمًا للأجهزة بشكلها الحالي والمستقبلي، ويساعد على تبسيط وتسريع عملية تطوير ويندوز، ويسمح بتوفير المزيد من الوقت والموارد التي يمكن استخدامها بشكل أفضل لتحسين الميزات الموجودة حاليًا وبناء ميزات جديدة.[ads3]