اكتشاف جديد يبشر بإزالة ندبات الجلد

اعتدنا على رؤية ندبات الجلد بعد الإصابات المتوسطة والشديدة، لكن قد لا يستمر ذلك مستقبلًا. إذ طور باحثون طريقة لإزالة الندبات من خلال تحفيز التئام الجروح وتكوين جلد طبيعي بدلًا منها.

وتختلف الندبات عن الجلد الطبيعي، فهي لا تحتوي على خلايا دهنية أو بصيلات شعر وإنما تتكون أساسًا من خلايا عضلية ليفية. ولا تسبب الجروح الصغيرة ندبات لأنها تلتئم بتكوين جلد طبيعي يحتوي على خلايا دهنية تساعدها على التماهي مع النسيج المحيط بها.

ويشير هذا البحث إلى إمكانية تحويل هذه الخلايا العضلية الليفية إلى خلايا دهنية، ما يمكننا من جعل الندبات تبدو شبيهة بالجلد الطبيعي. وظن العلماء أن هذه العملية لا يمكن أن تحدث إلا في الأسماك والبرمائيات، واعتمدت الدراسة، وفق ما نقلت شبكة “مرصد المستقبل” عن دورية ساينس، على بحثٍ سابق أظهر العلاقة بين تكون الخلايا الدهنية وبصيلات الشعر في الجلد الجديد. وقد يتكونان بصورةٍ منفصلة، وتظهر البصيلات أولًا دائمًا.

وحاول الفريق تحفيز نمو بصيلات الشعر في ندبات موجودة في عينات من جلد الفئران والبشر. ولاحظ الباحثون أن البصيلات تطلق أثناء نموها بروتينًا إشاريًا يسمى بروتين التشكل العظمي يحول الخلايا العضلية الليفية إلى خلايا دهنية، وتتفوق نتائج هذا العلاج على الجراحات التجميلية الحالية، التي تقلل حجم الندبات لكنها لا تزيلها تمامًا.

وقال ماكسيم بليكوس، من جامعة كاليفورنيا إرفاين الأمريكية والمؤلف المساعد في الدراسة، لموقع فيوتشريزم: “ركزت العلاجات التقليدية للندبات على تقليل حجمها وليس إزالتها تمامًا، ولاحظنا في بحثنا تحول الخلايا العضلية الليفية، المسؤولة الرئيسة عن تكوين الندبات، إلى خلايا دهنية جديدة تمامًا. وهذا يعني قدرتنا على إزالة الندبة تمامًا واستبدالها بجلد طبيعي من خلال التجدد.”

لكن بعض القيود تحد من استخدام هذه التقنية، خاصةً في صورتها الحالية. ففي جروح الفئران، يوجد وقت كافٍ لعلاج الندبات يمتد من اليوم الخامس عشر بعد الإصابة “عندما تبدأ بصيلات الشعر الجديدة في التكون مجددًا” وحتى اليوم الثامن والعشرين عندما تتكون الخلايا الدهنية.

وأضاف بليكوس: “لدينا وقت طويل لتحفيز تجدد بصيلات الشعر والخلايا الدهنية في الجروح، وهذا أمر جيد للعلاجات المستقبلية المحفزة للتجدد”، لكننا نحتاج إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة إمكانية إطالة هذه المدة الزمنية إلى ما بعد اليوم الثامن والعشرين للإصابة. ولا نعرف بعد إن كان باستطاعة العلماء تعديل هذا العلاج لاستخدامه مع الندبات الأقدم أم لا.

وتوجد أيضًا اختلافات مهمة بين جلد الفئران والبشر تحتاج إلى إجراء مزيدًا من الاختبارات، وقال بليكوس إن عملية التجدد التي تحفز الجزيئات الإشارية في الفئران تطلب البرهان على وجودها في جروح الجلد في البشر.

وعلى الرغم من اختبار العلاج الجديد في عينات جلد بشري، ولكنه ما زال بحاجة إلى مزيد من العمل قبل تطبيقه على أشخاصٍ أحياء. ويمثل تطورًا مهمًا يوضح لنا حاجتنا إلى تعلم الكثير عن جلدنا، وقال بليكوس “أظهر بحثنا أن جلد الثدييات يتمتع بقدرة على التجدد أكبر مما ظننّا سابقا.”[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها