تعهدات بمليارات الدولارات في مؤتمر الكويت للمساهمة في إعمار العراق

تعهدت الدول الحليفة للعراق في مؤتمر في الكويت الأربعاء بتخصيص مليارات الدولار على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات للمساهمة في إعادة إعمار هذا البلد الخارج من حرب مدمرة مع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.

وبعد ساعات قليلة من افتتاح اليوم الثالث والختامي لمؤتمر إعادة إعمار العراق، وصلت تعهدات الدول إلى نحو 25 مليار دولار، بينما يأمل العراق في أن يحصل على تعهدات بنحو 88 مليار دولار في نهاية اليوم.

واعلنت تركيا انها ستخصص خمسة مليارات دولار للعراق على شكل قروض واستثمارات، بينما قالت بريطانيا، التي قادت مع الولايات المتحدة اجتياح العام 2003، انها ستمنح العراق تسهيلات ائتمانية في مجال الصادرات تصل الى مليار دولار سنويا ولمدة عشرة اعوام.

اما الكويت، التي تعرضت الى اجتياح عراقي نفذه النظام السابق عام 1990، فقد قررت تخصيص ملياري دولار على شكل قروض واستثمارات، بينما تعهدت السعودية بتخصيص مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق و500 مليون دولار اضافية لدعم الصادرات العراقية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أعلن الثلاثاء خلال مشاركته في مؤتمر الكويت عن توقيع اتفاقية بين مصرف التجارة الخارجية الامريكي والعراق لمنح بغداد قروض بنحو ثلاثة مليارات دولار.

وكانت بغداد اعلنت أنها “انتصرت” على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في كانون الأول/ ديسمبر بعدما استعادت القوات العراقية، مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، أجزاء واسعة من البلاد كانت المجموعة المتطرفة سيطرت عليها في منتصف العام 2014.

وإلى جانب الدمار الكبير الذي خلفته الحرب، فان النزاع تسبب في نزوح الملايين، ولا يزال هناك 2,6 مليون نازح يقيمون في مخيمات في مناطق مختلفة من البلاد الغنية بالنفط.

لكن العراق الذي عانى ماليا في السنوات الماضية من تراجع اسعار النفط، يتطلع الاربعاء إلى طي صفحة الحرب هذه والانطلاق نحو اعادة اطلاق العجلة الاقتصادية، مشرعا أبوابه امام الشركات الأجنبية والمستثمرين.

وقبيل اعلان الدول عن مساهماتها، طالب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش المجتمع الدولي بتقديم الدعم “بالسياسة والموارد”.

وقال متوجها إلى العراقيين “العالم مدين لكم جراء نضالكم ضد التهديد العالمي الذي فرضه تنظيم الدولة الاسلامية”، مضيفا “حان الوقت لاظهار امتناننا الخالص والتعبير عن تضامننا مع الشعب العراقي”.

من جهته، قال أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان بلاده تدرك “حجم الدمار” الذي لحق بالعراق جراء الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ورأى ان اعادة الاعمار “عمل لن يتمكن العراق من التصدي له وحده”، داعيا المجتمع الدولي الى “المشاركة في هذا العمل وتحمل تبعاته”.

كما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان الاتحاد ستقدم 400 مليون دولار على شكل مساعدات انسانية، بعد يومين من تعهد منظمات غير حكومية في اليوم الاول من المؤتمر بتقديم 330 مليون دولار على شكل مساعدات ايضا.

– الفساد والارهاب

بينما تعلن الحكومات عن مساهماتها في مشروع اعادة الاعمار، يسعى العراق الذي عانى في النسوات الخيرة من انخفاض اسعار النفط، الى طمأنة واستقطاب المستثمرين في القطاع الخاص الممثل في اجتماع الكويت بأكثر من الفي شركة ورجل أعمال.

وقال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي أمام ممثلين عن هذا القطاع العراق مفتوح امام المستثمرين”، مشيرا الى ان بغداد تعرض الاستثمار في اغلب القطاعات، من الزراعة الى النفط.

لكن بحسب رجال أعمال تحدثت اليهم وكالة فرانس برس في المؤتمر، يعد الفساد المستشري أحد أكبر التحديات امام بغداد في سعيها لجمع الاموال واستقطاب المستثمرين، رغم قولهم ان الحكومة العراقية تتحرك لمواجهة هذه الآفة ولتوفير بيئة ملائمة للاستثمار.

وفي خطابه الاربعاء، أقر رئيس الوزراء حيدر العبادي بوجود فساد في الدولة العراقية، لكنه تعهد بمحاربته كما حارب “الارهاب”.

وقال العبادي “نؤكد أن اصرارنا على محاربة الفساد كفيل باضفاء بيئة ناجحة، تحت عمل واضح وشفاف، ولن نتوقف عن محاربة الفساد، تلك الآفة الخطيرة التي لا تقل خطورة عن الارهاب، بل هي احد الاسباب لنشوء الارهاب”.

كما اعلن انه فِي الأسابيع القليلة الماضية أطلقت الحكومة “حزمة إجراءات لتحسين بيئة الاستثمار في العراق، ستظهر اثارها على تبسيط الإجراءات لاعمال المستثمرين”.

وكان العبادي أعلن الثلاثاء أمام المستثمرين أن الحكومة تقود برنامجا اصلاحيا لمكافحة الفساد، يهدف كذلك إلى “تبسيط الإجراءات (…) من أجل المساعدة في الاستثمار وازاحة العقبات امام المستثمرين ورجال الأعمال العراقيين والأجانب ورفع العراقيل أمام المشاريع″.

ويحتل العراق المرتبة 166 من بين 176 دولة على لائحة البلدان الاكثر فسادا بحسب آخر لائحة اصدرتها منظمة الشفافية الدولية.

وقدم الاعرجي الثلاثاء صورة موجزة عن فرص وظروف ومكاسب الاستثمار قائلا إن المستثمرين “يواجهون مخاطر كبيرة، لكنها تأتي في مقابل ارباح كبيرة”.

في هذا السياق، دعا تيلرسون خلال مشاركته في أعمال المؤتمر، الحكومة الى اعتماد الشفافية ومحاسبة المفسدين.

وقبيل الحديث عن اعادة الاعمار، اكدت الولايات المتحدة ومعها الدول الاعضاء في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، ان المعركة مع هذا التنظيم لم تنته بعد.

وفي بيان ختامي عقب اجتماع للدول الاعضاء فيه، قال التحالف “علينا ان نبقي تركيزنا على العراق وسوريا حتى نحافظ على مكاسبنا”. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. الى جيوب العبادي والمالكي والصدر و قاسم سليماني
    كما حصل في دعم الجيش اللبناني من قبل السعودية ووصلت الاموال لميليشيا حزب اللات ليتاجروا بها بالمخدرات والحشيش