ما هي الأسباب الحقيقية لانخفاض العملة الإيرانية
أزمة انخفاض قيمة العملة الإيرانية تتزايد، فالريال الإيراني يستمر في التهاوي مقابل العملة الأميركية، حتى وصلت قيمة الدولار الواحد إلى 50 ألف ريال هذا الأسبوع.
السلطات الإيرانية اعتقلت الأربعاء 775 شخصا قالت إنهم “يثيرون اضطرابا في أسواق الصرف” واتهمتهم بالمضاربة في العملة بما قيمته 200 ألف مليار ريال (ما يزيد على أربعة مليارات دولار)، حسبما قالت صحف حكومية.
لكن هذا الانخفاض المفاجئ قد تكون له أسباب أخرى غير المضاربة، حسب ما يرى الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية في معهد الدفاع عن الديموقراطيات سعيد قاسمي نجاد.
ويقول نجاد لـ”موقع الحرة” إن “المضاربين ربما يسهمون في وجود المشكلة، لكنهم ليسوا السبب الرئيسي لها”.
لا تمتلك إيران سوقا حرة للعملات، وتتحكم السلطات في سعر صرف الريال مقابل الدولار الأميركي.
ويوضح نجاد أن عدم ارتفاع سعر الصرف تبعا لمعطيات السوق بشكل دوري، يسبب هذا الانخفاض المفاجئ للعملة.
تضع الحكومة الإيرانية موازنتها كل عام وفقا لسعر صرف الريال مقابل الدولار الأميركي الذي تحدده.
قبل نهاية العام المالي وعندما يكون هناك عجز في الموازنة، تسمح الحكومة لسعر صرف الريال بأن يرتفع مقابل الدولار بشكل متعمد لتقليص عجز الموازنة، حسب ما يقول قاسمي نجاد.
يبدو أن إيران واجهت مشكلة في الحصول على سيولة من العملة الصعبة هذا العام، واضطرت، حسب تقرير غير رسمي، إلى ضخ كميات من الدولارات الموجودة لدى البنك المركزي، لكن ذلك لم يحل المشكلة أيضا، حسب الباحث.
واتخذ البنك المركزي الإيراني إجراءات أخرى كرفع سعر الفائدة إلى 20 في المئة، في محاولة لتشجيع الإيرانيين على ضخ أموال أكثر في النظام المصرفي.
ومن شأن هذه الإجراءات أن ترفع سعر الريال بشكل مؤقت.
حكومة روحاني قد تكون “سعيدة” بانخفاض عملتها، إذ إن الفريق الاقتصادي للرئيس الإيراني حسن روحاني يرى أن سعر الدولار في إيران منخفض ويجب أن يرتفع قليلا، لكنهم يخشون من ارتفاع الأسعار والتحركات الاجتماعية التي قد تصاحب خطوة كهذه.
ويساعد هذا الانخفاض المفاجئ لقيمة الريال الحكومة إذ سيكون بمقدورها في ما بعد خفض سعر صرف الدولار قليلا ليصل إلى السعر الذي تريده، حسب قاسمي نجاد الذي لا يعتقد “أنهم سيرفعون قيمة الريال للمستوى الذي كان عليه سابقا”.
وكان الدولار يساوي 10 آلاف ريال في 2010 لكن تشديد العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي منذ 2011 أدى إلى تراجع قيمة العملة الإيرانية.
وشهدت إيران مؤخرا تظاهرات في عدة مدن بسبب سوء الحالة الاقتصادية. (alhurra)[ads3]