ألمانيا و تركيا تؤكدان على أهمية إحياء الحوار و تطبيع العلاقات بينهما
في معرض تعليقه على إطلاق سراح الصحفي الألماني-التركي دينيز يوجيل من محبسه في تركيا، قال وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابريل السبت في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن: “أعتقد أنه يتعين علينا استغلال هذه اللحظة لإحياء كافة أشكال الحوار مع تركيا، مع العلم أن هذا لن يكون أمرا سهلا، ولن يقودنا إلى أوقات يسيرة بين عشية وضحاها… لا أعرف طريقة أخرى سوى استغلال المواقف الجيدة للاتجاه نحو الأفضل”.
وذكر غابريل أنه يتعين بالطبع التحدث عن موضوعات صعبة خلال هذه المحادثات، مثل إعادة تأسيس قضاء مستقل وقضايا حقوق الإنسان وحرية الصحافة في تركيا، مشيرا إلى أنه ليس من المتوقع بالطبع الاتفاق فورا في الرأي مع تركيا في مثل هذه القضايا، وقال: “لكن بدون الحوار مع الجانب التركي لا أعلم كيف ينبغي أن نمضي قدما”.
في نفس السياق، كان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قد أعرب عن اعتقاده بأنّ الطريق صار الآن ممهدا نحو تطبيع العلاقات بين ألمانيا وتركيا، مؤكداً في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية على هامش مؤتمر ميونخ الدولي للأمن: “الحالات الفردية مثل حالة دينيز يوجيل لا يمكن أن تعكر صفو علاقاتنا أو تدميرها بالكامل”، في إشارة إلى العلاقات بين بلاده وألمانيا.
وناشد يلدريم الحكومة الألمانية تخطي خلافات الأشهر الماضية، وقال: “الانتخابات مرت، وكذلك الاستفتاء، هذه الصعوبات صارت خلفنا الآن”.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين ألمانيا وتركيا توترت للغاية عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا في تموز/يوليو عام.2016 ويعزو يلدريم سبب توتر العلاقات إلى، الاستفتاء حول تعديل الدستور في تركيا في نيسان/ ابريل 2017 ، بعد حظر البلديات الألمانية لظهور سياسيين أتراك في الحملات الانتخابية التركية. ويعزوه كذلك الى الانتخابات التشريعية في ألمانيا، حيث كان أردوغان قد تدخل فيها من خلال دعوته للجالية التركية في ألمانيا بعدم التصويت للأحزاب الألمانية الكبيرة.
وفي المقابل يعزو الجانب الألماني سبب توتر العلاقات إلى اعتقال عدد من المواطنين الألمان في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب. وكان يوجيل 44/ عاما/ أبرز هذه الحالات.
ووصل يوجيل مساء الجمعة إلى برلين عقب إطلاق سراحه أمس من الحبس الاحتياطي في أحد السجون التركية بناء على أمر محكمة، بعد أن قضى في الحبس الاحتياطي نحو عام.
وما يزال هناك خمسة ألمان يقبعون في السجون التركية لأسباب سياسية، كما تقول برلين. وذكر يلدريم أن هذه الحالات لا ينبغي لها أن تتسبب في توتر العلاقات الألمانية-التركية، مؤكدا أن بعض السجناء الألمان كانوا على اتصال بانقلابيين، وقال: “هؤلاء حاولوا إلغاء الديمقراطية في تركيا وقتل الرئيس التركي”.
وأشار يلدريم إلى أن هناك 3064 تركيا يقبعون في السجون في ألمانيا، وقال: “عندما يصبحون في السجن فإنه لا يهم تماما ما إذا كان ذلك لدوافع سياسة أم لا”، مضيفا أن هؤلاء السجناء الأتراك ينتظرون أن تساعدهم الحكومة التركية مثلما تساعد الحكومة الألمانية مواطنيها. (DPA – DW)[ads3]