ألمانيا : الحزب الاشتراكي الديمقراطي يطلق حملة لإقناع مناصريه بإقرار الائتلاف مع ميركل
يسعى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني السبت، لإقناع منتسبيه بالموافقة على تشكيل حكومة مع أنغيلا ميركل في حملة أطلقها السبت، لإخراج أول اقتصاد أوروبي من المأزق بعد خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية.
وتتشكل هذه الحملة لدى 464 ألف عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أهمية جوهرية بالنسبة للمستشارة المحافظة (63 عاما) التي تصدرت نتائج انتخابات 24 أيلول/سبتمبر بنسبة ضعيفة.
ويبدأ التصويت بالمراسلة الثلاثاء على أن تصدر نتائجه في الرابع من آذار/مارس. في الوقت التي تنظم فيه رئاسة الحزب سلسلة لقاءات إقليمية من أجل نشر مبادئ اتفاق الدخول مجددا في ائتلاف حكومي كبير في صفوف القواعد الحزبية.
وفي حال جاءت نتائج الاستفتاء إيجابية، ستتمكن ميركل التي تحكم ألمانيا منذ أكثر من 12 عاما، من بدء ولايتها الرابعة على الأرجح نهاية الشهر المقبل.
وفي حال الفشل، وهو ما يعني فشل تشكيل ائتلاف بين أبرز حزبين في ألمانيا، ستكون النتيجة المحتملة إجراء انتخابات مبكرة المستفيد الأول منها حزب البديل لألمانيا، إلا إذا قبلت ميركل تشكيل حكومة أقلية، وهو ما رفضته حتى الآن.
وقالت أندريا نالس التي قد تصبح نهاية نيسان/أبريل أول امرأة تتزعم الحزب، خلال افتتاحها في هامبورغ السبت أول مؤتمر إقليمي لكسب تأييد قاعدة الحزب “أغادر هامبورغ بتفاؤل كبير”.
وأوضحت ناليس “خرجنا بانطباع عام بأن اتفاق الائتلاف بالشكل الذي توصلنا إليه لقي تأييدا كبيرا” من قبل الحزبيين.
وفي رأي مماثل، قال راينر ليته (77 عاما) الذي ينتمي للحزب لوكالة فرانس برس في هامبورغ “أنا مع الائتلاف الحكومي الكبير وأرى من المهم تشكيل حكومة مستقرة”. وأضاف ليته “عندما نعي مسؤولياتنا لا يمكننا رفض اتفاق الائتلاف”.
لكن المشاورات تجري في وقت تشهد شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو أقدم حزب الماني، تدهورا سريعا في استطلاعات الرأي، ويشهد فترة اضطرابات لا سيما بعد بروز خلافات بين مسؤولي الحزب وحركة تمرد شبابية داخلية.
وأظهرت دراسة أجريت لحساب تلفزيون “آي أر دي” العام أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي حصل على 16% من نوايا الأصوات، أي يتقدم بنقطة واحدة فقط على حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف. وكان الاشتراكيون الديمقراطيون نالوا في انتخابات أيلول/سبتمبر 20,5% من الأصوات في أدنى نسبة تصويت في تاريخ الحزب الذي تتدهور شعبيته مذاك.
وأقرت نالس في حديث لمجلة “دير شبيغل”، “من المؤكد أننا ارتكبنا جميعا أخطاء في الأشهر الأخيرة أدت إلى انتقادات جاءت من القاعدة (…) لقد ردينا على هذه الانتقادات”.
وتقع على عاتق نالس مهمة التهدئة بعد تصفية الحسابات بين عدد من القادة أدت الثلاثاء إلى ترك رئيس الحزب مارتن شولتز منصبه قبل الموعد المقرر.
وقالت مانويلا شفيزيغ نائبة رئيس الحزب “الحرب القديمة على السلطة بين الرجال أضرت بالحزب”. وأضافت في حديث لصحيفة “شفيرنر فولكستسايتونغ”، “نحن النساء سنتصرف بشكل مختلف”.
وبعد أن كان قبل عام متساويا مع ميركل في استطلاعات الرأي، قاد شولتز حزبه إلى هزيمة تاريخية في الانتخابات التشريعية.
وبعد إعلانهم أنهم يفضلون الانتقال إلى صفوف المعارضة، اضطر قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى تغيير مواقفهم إثر فشل المفاوضات بين المحافظين والليبراليين لتشكيل حكومة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وهو تبديل في المواقف لم يرق لمناصريه، إذ يعتبر كثيرون أن الحزب بسبب تعاقب التحالفات مع المحافظين خسر جذوره اليسارية وفي النهاية ثقة الناخبين.
وكان إعلان شولتز أنه ينوي الحصول على حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد أن كان قال إنه لن يشارك بتاتا في حكومة تقودها ميركل.
وبعد تسوية المسائل الشخصية تعمل أندريا نالس على التركيز على “المضمون”، أي التحالف الذي يحمل “بصمة اشتراكية ديمقراطية”.
وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي حصل على عدة تنازلات في مجال الصحة أو التوظيف وست وزارات منها الخارجية، وخصوصا المالية التي هي غالبا من نصيب المحافظين.
وعلى المحافظين أن يكتفوا بحقيبة الاقتصاد والدفاع، ما أثار استياء داخليا غير مسبوق في صفوف المسيحيين الديمقراطيين الذين تتزعمهم ميركل.
ورغم الصعوبات، فإن نتائج استطلاع أجراه معهد “كنتر امنيد” ونشرت الجمعة، ستشجع قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي إذ أن ثلثي مناصريه يؤيدون الائتلاف الجديد.
ويشدد زعماء الحزب على الكارثة التي قد يعنيها تنظيم انتخابات جديدة على الحزب.
لكن ليس هذا رأي الشباب. وقال كيفين كونرت زعيم الشباب الاشتراكي “إذا كنا نخاف من انتخابات جديدة ففي وسعنا العودة إلى منزلنا”. (AFP)[ads3]