أمين “ إخوان مصر ” : نرفض رفع السلاح و تنظيم الدولة و لن نترك المشهد السياسي
قال محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها مصر والسعودية والإمارات “تنظيما إرهابيا”، إن جماعته تتمسك بالسلمية، وترفض تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، ورفع السلاح بوجه الجيش والشرطة، مشددا على أن الجماعة لن تترك المشهد السياسي أو تقبل بالمصالحة مع النظام الحالي.
جاء ذلك في مقابلة متلفزة أجراها مساء الأربعاء الإعلامي أحمد طه، عبر فضائية الجزيرة مباشر القطرية، مع القيادي البارز محمود حسين وهو قليل الظهور منذ مغادرته مصر قبيل الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في صيف 2013.
وقال حسين في المقابلة التي أجريت على هامش الذكرى الـ90 لتأسيس الجماعة في مارس/ آذار 1928، إن عبارة مرشد الإخوان المحبوس حاليا محمد بديع “سلميتنا أقوى من الرصاص” نعمة حفظت مصر من الانزلاق للحرب الأهلية.
وأضاف “سلميتنا أقوى من الرصاص عبارة (قيلت فوق منصة مظاهرات رابعة العدوية المؤيدة لمرسي في صيف 2013) نحن معها ونؤيدها وسنظل عليها حتى نلقى الله”.
وأكد أنه لا يدري إذا كان تنظيما “حسم”، و”لواء الثورة”، حقيقيين أم لا، غير أنه شدد على أنه وجماعته لا يقرون تلك الأفعال (يقصد أعمال العنف)، و”من يفعل ذلك ليس إخوانيا حتى ولو ادعى غير ذلك”.
ولفت أن تنظيم داعش الإرهابي “تنظيم خارج عن نهج الإسلام العام، ونرفضه”، مشددا على أن جماعته تؤكد أن “السلاح لا يوجه إلا للاحتلال الأجنبي، وترفض أن يرفع في وجه الجيش والشرطة”.
ومؤخرا أدرجت واشنطن، ولندن، تنظيمي حسم ولواء الثورة على القوائم الإرهابية لديهما، إثر عمليات قالت السلطات المصرية إنها إرهابية أعلن التنظيمان مسؤوليتهما عنها.
فيما يتمركز تنظيم إرهابي ثالث المعروف حاليا باسم ولاية سيناء في شمال شرقي البلاد، وتلك التنظيمات تستهدف العناصر الشرطية والعسكرية بشكل شبه مستمر.
وأوضح حسين أن جماعته لم تتخل عن فكرة الخلافة (فكرة دينية تشير عادة لتوحد المسلمين تحت راية واحدة) حتى هذه اللحظة، مستدركا “لكن يمكن أن تكون كاتحاد كونفدرالي أو غيره على نحو الاتحاد الأوروبي مثلا”.
وأضاف “لا نحدد صيغة معينة أو اسم لها وكل وفق الظروف التي يأتي فيها، ولكن المهم أن تكون الفكرة اتحادا وتنسيقا، وليس معنى هذا أن يترأسها شخص ربما تكون مؤسسة”
وتمسك بموقف جماعته بتولي المرأة كل المناصب بالدولة ما عدا الرئاسة، متحفظا على ذكر أخطاء وقعت بها الجماعة في تاريخها.
كما تمسك محمود حسين، برفض فكرة حل تنظيم الإخوان التي ينادي بها إسلاميون بعدة أقطار، مؤكدا أن “التنظيم ضروري، وواجب (..) وليس عابرا للأقطار بل كل تنظيم مستقل بذاته”
كما رفض فصل الشأن السياسي الحزبي عن نظيره الدعوى داخل الجماعة، ردا على انتقادات رأت أن الإخوان أخطأت عندما أخرجت حزبها المنحل الحرية والعدالة من رحمها وصار تابعا لها مما أوقعها في الكثير من الأخطاء.
وحول الأزمة الداخلية للجماعة التي اندلعت منذ أكثر من عاميين بين تيارات اختلفت على شكل الإدارة والمواجهة للنظام، أعلن محمود حسين أنها انتهت داخل مصر تقريبا، مضيفا “لم يتبق إلا مجموعات (ضد قيادة حسين وآخرين يقصد) في الإسكندرية (شمال) والفيوم وبني سويف (وسط)”
وحول رؤيته لحل الأزمة المصرية والتخفيف عن كوادره وقياداته الموقوفين بمصر، أكد الأمين العام، أنه لا وسيلة في يد الإخوان “إلا أن يهب الشعب ضد النظام”، نافيا أن يكون الأخير تواصل بشكل مباشر مع الجماعة.
وأوضح أن هناك أفراد قريبين من النظام رفض تسميتهم، “سألوا قيادات بالإخوان عن رؤيتهم للمخرج من الأزمة”، مضيفا “ربما لا يعبرون عن النظام أو أن الأخير لا يريد أن يكون في الواجهة (..) ونحن على أية حال نرفض الحوار معه”.
ورفض حسين مقترح بخروج سجناء الجماعة من محبسهم في مقابل الخروج من المشهد السياسي، مؤكدا أن ” الإخوان جزء من الشعب ولن نقبل أن نحصل على حريتنا ويستعبد الشعب”.
ووفق مراقبين تراجعت شعبية الإخوان قبيل عام من الإطاحة بمرسي، المنتمي للجماعة، التي عاشت فترات صراع شبه دائمة مع أنظمة سابقة بمصر.
وكشف أمين عام الإخوان عن أن جماعته ستدرس أي تعاون سياسي أو شعبي يمكنها من رحيل النظام، مستبعدا خروج التنظيم من المشهد السياسي قائلا “هذا طرح غير مقبول أن يذبح الضحية ويترك الجاني”
وتوقع الأمين العام لجماعة الإخوان أن “يكون هناك تحركا شعبيا يغير المشهد” دون أن يحدد موعدا.
وحول مواقف الجماعة حال تغير المشهد بمصر، قال حسين: “أعلنا منذ 2013 أننا نؤمن بفترة تشاركية لفترة انتقالية لن نحكم فيها وحدنا سنشارك فقط”.
ونفى ما يتردد عن كون الجماعة ستعلق “المشانق” للإعلاميين”، حال عادت، قائلا “نحن مع محاكمات عادلة ناجزة لكل من أجرم”، دون تفاصيل.
وتوقع أن يكون مستقبل جماعته أكبر بكثير فضلا عن رحيل النظام، مشيرا إلى أن جماعته تعافت بنسبة كبيرة، دون أن يقدم دلائل على ذلك في وقت يراها النظام المصري مناهضة ضده، ويرفض المصالحة معها ويتهمها بالإرهاب وضيق الأفق. (ANADOLU)[ads3]