علماء : حليب خلد الماء يساعد البشر في مواجهة مقاومة الصادات الحيوية

يعد خلد الماء حيوانًا غريبًا، فهو أحد آخر الثدييات البيوضة التي ما زالت على قيد الحياة، ولديه زعانف سامة وجسم مغطى بالفرو ومنقار يشبه مناقير البط.

واكتشف العلماء أمرًا مدهشًا جديدًا، وهو احتواء حليب خلد الماء على بروتين فريد قد يساعدنا في مواجهة مقاومة الصادات الحيوية.

ومثلت الصادات الحيوية خيارنا الأساسي لعلاج أمراض عديدة لنحو 70 عامًا، مثل السيلان والالتهاب الرئوي. وكلما زاد معدل استخدامها، تزداد مقاومة الجراثيم لها، فتطورت “جراثيم مقاومة” لا تتأثر بأنواع عديدة من الصادات الحيوية.

ويعرض ذلك ملايين الأرواح للخطر سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. وقالت الأمم المتحدة في العام 2016 أن الخطر وصل إلى “مستوى الأزمة”، وفق ما اوردت شبكة “مرصد المستقبل”، ووصف الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون ذلك بأنه “خطر كبير بعيد المدى على صحة البشر والإنتاج الغذائي المستدام والتنمية”.

ويبحث العلماء عن وسائل إبداعية تساعد البشرية في مواجهة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. واكتشفوا في العام 2010 أن حليب خلد الماء يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا.

وخلافًا للثدييات الأخرى التي تفرز الحليب من أثدائها، فإن حيوانات خلد الماء تفرز الحليب عبر الجلد الذي يغطي بطنها كي يشربه صغارها، ويحتوي هذا الحليب على خصائص مضادة للبكتيريا كي يحمي الصغار منها.

ولمعرفة العوامل التي تجعل حليب خلد الماء مضادًا للبكتيريا، أنتج فريقٌ من الباحثين في منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا وجامعة ديكين أحد بروتيناته في المختبر.

وعندما درسوا تركيب البروتين تفصيليًا، فوجئوا بشيء فريد تمامًا، وهو أنه ذو طيات ثلاثية الأبعاد تجعله شبيهًا بالجديلة، وسماه العلماء “شيرلي تمبل”، تشبيهًا للشعر المجعد الذي يميز تلك الممثلة.

ويعتقد الباحثون أن هذه البنية الفريدة قد تساعد في تطوير أدوية جديدة لمواجهة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية. ويسعون إلى الحصول على تمويل لمساعدتهم في إجراء مزيد من الأبحاث لتسريع إنتاج مضادات حيوية جديدة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها