سوريا من دون الأمريكيين تقلق دول المنطقة

تشير آخر التقارير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى على الأرجح على رأس السلطة في سوريا وأن القوات الأمريكية ربما تغادر سوريا في القريب العاجل. ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يزور الولايات المتحدة حالياً، دعا الأمريكيين في مقابلة له مع مجلة التايم إلى عدم مغادرة سوريا في الوقت الحاضر، وأعرب عن أمله في ألا يتحول الأسد، الذي تشير الأدلة على أنه باق في السلطة، إلى دمية في يد الإيرانيين.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال منذ أسبوع تقريباً أن القوات الأمريكية ستغادر سوريا في القريب العاجل، وأمر بتجميد مساعدات إعادة الإعمار المخصصة لسوريا التي تبلغ 200 مليون دولار، والتي كان وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون قد أعلن عن تعهد بلاده بدفعها خلال قمة عقدت في الكويت في فبراير الماضي لمناقشة إعادة إعمار سوريا. الرئيس ترامب قال إن على دول المنطقة أن تدفع حصتها في إعادة بناء سوريا وأن مهمة الولايات المتحدة في قتال تنظيم داعش انتهت مع هزيمة التنظيم.

ويشعر السعوديون بالقلق من رحيل الأمريكيين من سوريا لأنهم يعتقدون أن ذلك قد يترك فراغاً ستسارع إيران على الأرجح لملئه وتوسع نفوذها وتطور شبكة ميليشياتها في البلد. لكن أولويات الولايات المتحدة تغيرت على ما يبدو. فالحرب المستمرة على الإرهاب في أفغانستان تحتل أعلى سلم الأولويات لدى الإدارة الأمريكية التي بدأت تنشر مزيداً من القوات الأمريكية في أفغانستان منذ أسبوع لتعزز قواتها المقاتلة هناك في مواجهة حركة طالبان.

وفي جميع الأحوال فإن قرار الرئيس ترامب بمغادرة سوريا لا يعني بالضرورة ترك الساحة للإيرانيين لأن الوضع السوري يختلف عن الوضع العراقي في مرحلة ما بعد الغزو الأمريكي. فسوريا حالياً ليست فقط ساحة للإيرانيين، بل تنتشر فيها القوات الروسية وبالتالي فإن موسكو تملك نفوذاً سياسياً وعسكرياً قوياً على الأرض، بالإضافة إلى الوجود التركي القوي في شمال سوريا. وكان من الملاحظ أن الولايات المتحدة حافظت على صمتها عندما هاجم الأتراك مدينة عفرين في شمال سوريا، والتي كان الأكراد الموالون للولايات المتحدة يسيطرون عليها. رغبة الولايات المتحدة في تخفيف حدة التوتر مع تركيا، وهي عضو في حلف الناتو، خاصة في مرحلة ما بعد الانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جعل الرئيس ترامب يتبع مقاربة مختلفة في تعامله مع العمليات التركية في سوريا. ومن ناحية ثانية، فإن قاعدة انجرليك العسكرية الأمريكية في تركيا هامة جداً بالنسبة لواشنطن ولذلك فإنها تسعى للحفاظ عليها.

لذلك ربما قرر الرئيس ترامب مغادرة سوريا وإفساح المجال لروسيا وتركيا وإيران للتعامل مع المشاكل الداخلية هناك باعتبار أن هذه الدول لديها تاريخ طويل من المصالح والاستثمارات في ذلك البلد.

ومن وجهة نظري فإن الإيرانيين في هذه المرحلة يعانون من ضعف في الموارد البشرية والمالية ولذلك فإنهم قد لا يستطيعون المساهمة أكثر في الملف السوري، وأن معظم المهام الجديدة التي قد تترتب من انسحاب الأمريكيين قد تتحملها موسكو لإعادة الاستقرار إلى سوريا ودعوة الدول الإقليمية للمساهمة في محادثات السلام وإعادة البناء.

من الواضح أن الروس لن يسمحوا للإيرانيين تعريض مصالح الولايات المتحدة وحلفائها من الدول العربية وإسرائيل للخطر. هناك مساحة كبيرة من الأرضية المشتركة التي تجمع بين السعودية وروسيا وتدفعهما للتفاهم المتبادل، مثل التفاهم ين روسيا ومنظمة أوبك وصفقة الأسلحة الكبيرة التي عقدتها السعودية مؤخراً مع روسيا.

وفي جميع الأحوال، ليست هناك ضمانات حقيقية بأن الرئيس الأسد لن يطلب من الإيرانيين مغادرة بلاده بعد أن تنتهي الحاجة إليهم. لذلك يبقى الوضع مفتوحاً على جميع الاحتمالات.

کاملیا انتخابی فرد – CNN

* صحفية أمريكية / إيرانية، كاتبة ومحللة سياسية تكتب عن إيران والسياسة الخارجية الأمريكية وقضايا منطقة الشرق الأوسط[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. وينهم … الاكراد اللي حاربو خارج مناطقهم ضد داعش ؟؟!!
    قلنالكم ..رح تنباعو وما حدا سائل فيكم ورح توقفو بالجانب الخاطئ كما وقفتهم سابقا …
    عاد طلعتو من المولد بلا حمص … حتى أراضيكم نفسا رح تتاخد

    وين دولتكم … خلصتونا من داعش وهلق رح نخلص منكم … والتصفيات النهائية صارت بين النظام والثوار … متل ماكانت في البداية رجعت في الأخير واضحة … أحرار ضد عبيد البوط

  2. وين الجيش الحر ليقوموا بالهجوم على الاحتلال الأميركي اللي احتل مناطق النفط بسوريا. ويدافعون على الأراضي السورية.