ألمانيا : تفاصيل جديدة عن منفذ عملية الدهس في مونستر
عاش سكان مونستر ساعات عصيبة بعد وقوع عملية دهس في قلب المدينة، وكان الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي، يتجه نحو “إسلاميين” أو لاجئين وراءه، غير أن الشرطة حذرت من التكهنات، لتعلن من بعد أن مرتكبه ألماني غريب الأطوار.
لم تتضح بعد دوافع قيام الألماني، ي ر (48 عاماً) بهجوم دهس، مستخدماً سيارة “فان” في مدينة مونستر بولاية شمال الراين ويستفاليا بغرب ألمانيا، السبت، فخلف قتيلين و20 جريحاً، ستة منهم في حالة خطيرة، قبل أن ينتحر برصاص مسدس كان بحوزته، حسب ما أفادت الشرطة الألمانية.
ويتابع الرأي العام الألماني بترقب كبير التحقيقات حول دوافع الإعتداء، ومن جهته يعتزم وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر الاطلاع بنفسه، الأحد، على وضع التحقيقات في مدينة مونستر غربي ألمانيا، وفق ما أعلن بيان لوازرة الداخلية الألمانية.
وكان زيهوفر أعلن أمس بعد الحادث أن السلطات الأمنية التابعة للحكومة الاتحادية في حالة تبادل وثيق للمعلومات مع سلطات ولاية شمال الراين- فيستفاليا، التي قالت من جهتها إن المحققين يبحثون في كل الاتجاهات.
اختار المهاجم مطعم “غروسر كيبنكيرل”، بقلب مدينة مونستر المعروفة بأنها مدينة جامعية، لتنفيذ هجومه، فهو لا يقطن بعيدا عنه، ثم إن المكان هو منطقة المشاة في قلب مونستر، قريباً من البلدة القديمة، وأختار الهجوم في يوم عادت الشمس فيه لتشرق من جديد على ألمانيا بعد غياب طويل، حيث خرج الألمان في عطلة نهاية الأسبوع للتمتع بالشمس والتسوق.
ونفذ هجومه حوالي الساعة الثالثة والنصف، عصر السبت، بسيارة مرخصة باسمه، وهو ما قاد الشرطة بسرعة إلى تعقب خيط الجريمة، بعدما كانت هناك تكهنات بافتراض وجود إرهابيين، ذوي خلفيات إسلاموية، وراء الهجوم الجبان، كما وقع من قبل ، في مناطق متفرقة من أوروبا.
وقال هربرت رويل، وزير داخلية ولاية شمال الراين ويستفاليا: “في الوقت الراهن لا يوجد دليل على وجود خلفية إسلاموية”، وأضاف أن “مرتكب الجريمة، وفقاً للحالة الراهنة للتحقيقات، هو مواطن ألماني وليس كما يُدَّعى في كل مكان، أنه لاجئ أو ما شابه”.
واستبعد خبير في الإرهاب في حوار مع قناة “ان تي في” الإخبارية، صباح الأحد، وجود “خلفية إسلامية” أو “يمينية متطرفة” وراء الهجوم “لأنه في العادة يعلن الجناة في هذه الحالة عن هوياتهم باستخدام شعارات ترمز إلى انتماءاتهم”، حسب اعتقاده.
وعثرت الشرطة في السيارة المستخدمة في الهجوم على “كابلات”، وكانت هناك مخاوف من وجود عبوات ناسفة فقامت بإخلاء المنطقة المحيطة من الهجوم، وضرب سياج أمني حولها، قبل أن ترفعها من المكان، صباح الأحد.
وقامت قوات خاصة، السبت، بنسف باب شقة المهاجم في مونستر، وتفتيشها وعثرت على بندقية آلية “كلاشينكوف”، لا تصلح للاستخدام.
وتناولت وسائل إعلام عديدة شخصية المهاجم، وقالت مجلة دير شبيغل الألمانية في موقعها، إن المعلومات تفيد بأنه يعاني من اضطرابات نفسيه، وأنه حاول الانتحار مؤخراً، وهو ينحدر من منطقة “زاورلاند”، بجنوب شرق ولاية شمال الراين ويستفاليا، كما كان يعيش في الفترة الأخيرة منعزلا ويصفه جيرانه بأنه “شخصية غريبة”، وكان يبحث دائماً عن الشجار، ومعروفاً للشرطة بسبب تهديداته، واتلافه لممتلكات في محيطه الشخصي.
وكان المهاجم يعمل “مصمماً”، ويبدو أن نشاطه في عمله تراجع كثيراً، في السنوات الأخيرة، ويفترض أنه أقام فترة طويلة في شرق ألمانيا، قبل أن يعود من جديد إلى مونستر، حسب شبيغل.
وكانت مواقع أخرى مثل “زود دويتشه تسايتونغ” قد تحدثت، أنه ينتمي إلى المشهد اليميني المتطرف في ألمانيا، والذي ينشط بصفة خاصة في شرق البلاد.
وتقول شبيغل، حتى لو كان مرتكب جريمة الدهس في مونستر لم يقم بفعلته بدوافع أيدولوجية، وإنما بدافع اليأس الشخصي، فإن جريمته يمكن أن يكون استلهمها من رسائل الكراهية أو الأعمال الإرهابية “ولذلك فإن المحققين يفحصون الآن الأجهزة التقنية، التي عثروا عليها في منزله”.
ومن الصدف المحزنة، أنه في يوم السابع من نيسان، العام الماضي، أي قبل عام بالضبط من جريمة مونستر، كانت قد تعرضت منطقة المشاة بقلب العاصمة السويدية ستوكهولم، لهجوم إرهابي بسيارة أيضاً، قتل فيه خمسة أشخاص وجرح كثيرون آخرون.(dw)[ads3]