كيف تكتشفين التفاح المغلف بالشمع ؟

عندما تنوي شراء التفاح فإنك ستختار بالطبع الحبات اللامعة والصلبة والنضرة التي توحي لك بأنها قطفت للتو عن أمها.

البعض منّا يعرف أن التفاحات المصفوفة بترتيب فائق في المتجر، والتي تطل علينا من بين أوراق التغليف الملونة، تكون عادة مغلفة بطبقة رقيقة من الشمع الذي يضفي عليها ذلك اللمعان المغري. والبعض الآخر لا يدري أن التشميع المغلف لقشور التفاح هو تشميع مضاف من فعل التاجر أو المنتج الذي يريد تجميل منتجاته حتى يدفعنا لشرائها.

وإن كنت توافق على القول إن تناول تفاحة في اليوم يبعد عنك الطبيب، عليك إذاً أن تعرف أي تفاح تختار لكي تبقي الطبيب بعيداً عنك بالفعل.

لماذا يُغلف التفاح بالشمع؟

أسباب ثلاثة تجعل المسوقين للتفاح يعمدون إلى تغليفه بالشمع. فبعد قطفه وغسله من الأتربة والغبار وما يمكن أن يكون قد علق عليه من شوائب، ينشّف ويغلف بطبقة من الشمع المخصص لذلك.

السبب الأول: بعد الغسل يفقد التفاح المادة الشمعية الطبيعية الموجودة على قشرته، والتي تعطيه لمعاناً طبيعياً، لذلك يستعاض عنها بغلاف شمعي يجعل الثمرة لامعة وتشجع المستهلك على شرائها.

السبب الثاني: أن المادة الشمعية تحمي التفاح من أية حشرات يمكنها أن تتكاثر على قشرته أو تدخل إلى لب الثمرة بعد اختراق القشرة، وهذا يتلف التفاح ويجعله غير صالح للتسويق والاستهلاك.

السبب الثالث: أن التفاح يُنقل لمسافات بعيدة أحياناً من مصدر انتاجه إلى الأسواق، وأغلب الأحيان يعبر القارات ويخزن لفترات طويلة، ولكي تتم المحافظة عليه طوال مدة التخزين، لا بد من اعتماد سبل تبطيئ عملية نضجه وكذلك خسارته للماء الموجودة فيه. فالتفاح خلال تنفسه يخسر الماء التي بداخله فتتجعد قشرته ويصبح أثقل وزناً، والشمع يقوم بمنع تسريبه للماء ويبطئ عملية النضج ويبقيه صلباً وكأنه طازج.

هل نتناول التفاح بقشره؟

من المضار التي يسببها الشمع للثمار أنه يمنعها من التنفس وبالتالي يوقف تسرب الأوكسجين إلى داخلها. فالشمع إذاً بمثابة الحاجز المانع للأوكسجين.
والشمع أيضاً يخفي عيوب بعض ثمار التفاح التي تكون “مضروبة” من داخلها، فيجعلها لامعة، أنيقة وجذابة، في حين قد تحوي الفطريات والهريان الداخلي غير المرغوب فيه.

كيف يمكنك أن تكتشف إذا كانت التفاحة التي تريد تناولها مشمعة أم لا؟. التفاحة الطبيعية المقطوفة عن الشجرة تترك على كفيك عند فركها ما يشبه البودرة البيضاء وهذه هي القشرة الشمعية الطبيعية. أما إذا اشتريت من السوق تفاحة تستوفي كل المواصفات التسويقية اللازمة من لمعان وصلابة فهذا يعني بأنها مشمعة، خصوصاً إذا كانت مستوردة من قارة بعيدة ومخزنة لمدة طويلة.

بإمكانك حفّ القشرة بحافة السكين فتجد أنك أزلت طبقة شمعية ستكون شديدة الوضوح، أو بظفرك حتى يمكنك التأكد من وجود الشمع على القشرة.

بإمكانك إزالة الشمع عن التفاح. قد لا يكون الماء الفاتر كافياً وحده لإزالة الشمع، ولكن لو غمّست قطعة قماش بالخل الأبيض وفركت القشرة جيداً يمكنك التخلص من الشمع. البعض يقشر الثمار ويتخلص من القشرة نهائياً لكن الكثيرين يحبون قرمشة قشرة التفاح عند قضمها.

هل يضر الشمع بصحتنا؟

هناك مصادر كثيرة للشمع المستخدم في تشميع الفواكه، بعضها ذات مصدر حيواني مثل شمع النحل، شمع الحشرات الصيني، شمع الشيلاك تفرزه حشرة لاكا وشمع العنبر المستخرج من الحيتان وغيره. أما الشمع النباتي فمصدره شمع نخيل الكرنوبا البرازيلي، شمع نبتة الفربيون، شمع قصب السكر، شمع النخيل وغيره. وهناك الشمع الصناعي ومنه شمع الأوزوكريت والشمع المعدني.

والشمع لا يستخدم في تغليف حبات التفاح فقط وإنما يشمعون به أيضاً الأفوكادو، الليمون، البرتقال، الموز، الخيار، البندورة، العنب، الخوخ، البطيخ، الشمام والباشن فروت.

تتعارض الآراء بالنسبة لسلامة المادة الشمعية. البعض يرى أنها ضارة بالصحة وأنها لا تصلح للاستهلاك الآدمي، بل وصلت بعض المصادر الطبية للقول بأنها مواد مسرطنة.

المؤيدون وجدوا أن مادة الشمع لا تضر لا سيما ذات المصدر الطبيعي، ولكن لدى هؤلاء بعض التحفظات لأن إحدى المواد التي تستخدم في تسييل الشمع خضعت للبحث والتجريب على الفئران فسببت لهم الأورام السرطانية، ولكنهم يشيرون إلى عدم إثبات ضررها على الآدميين. المادة المستخدمة هي “مورفلين”، التي تتفاعل كيماوياً مع مادة النتريت الموجودة في غذائنا فتنتج مادة الـ “ان-نيتروسومورفلين” التي أثبتت الدراسات سمّيتها وسرطنتها على الفئران. أما مادة “بينوميل” وهي إحدى المبيدات للفطريات التي تتكون على الفواكه والتي تستخدم في حفظها أيضاً فقد صنفته وكالة حماية البيئة الأميركية بأنها “عامل مسرطن محتمل للإنسان”.

من حق المستهلك، وسط اللغط والجدل حول صلاحية استخدام البشر للشمع، أن يعرف مصدر الشمع إن كان طبيعياً أم صناعياً، ومن واجب جمعيات حماية المستهلك مراقبة جودة المنتجات وأن تفرض على المنتجين والتجار وضع معلومات وافية وواضحة على منتجاتهم عند التسويق، حتى يكون المستهلك على دراية بما يدخل إلى جسمه من مواد قد تكون ضارة بصحته، خصوصاً أن بعض أنواع الشمع هي صناعية كيماوية ومن مشتقات البترول.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها