هل تساعد حمية الأناناس على حرق الدهون ؟
الأناناس فاكهة صيفية لذيذة، قلما تجد من لا يستسيغها، فهي غنية بعصارة حلوة المذاق والرائحة، وخفيفة على المعدة. لكنها مؤخراً تحولت إلى وسيلة رائجة لتخفيض الوزن عبر حمية خاصة تسمى بـ”حمية الأناناس”.
الحمية تقوم فكرتها على خسارة سريعة للوزن تصل إلى 4 كيلوغرامات خلال ثلاثة أيام فقط. وبالإضافة إلى تناول ما يقرب من كيلوغرامين من الأناناس يومياً، تشمل الحمية كميات محدودة من اللبن والشوفان وبعض الخضراوات والسمك.
ومن دون شك فإن للأناناس فوائد صحية ثابتة لا جدال فيها؛ فهو من الأغذية الغنية جداً بالفيتامينات، وبالألياف التي تنظم عملية الهضم. وبينما ينصح الخبراء بتناول كمية من الألياف تبلغ 14 غراماً لكل 1000 سعرة حرارية، يوفر كوب واحد من الأناناس نحو 2.2 غرام من الألياف.
لكن يظل السؤال الأهم هو: هل حقاً يمتلك الأناناس هذه القدرة العجيبة على تخفيض الوزن؟ حتى إن بعض الشركات التي تروج لمنتجات خاصة بالتنحيف أنتجت كبسولات مركزة تحتوي- على حد قولها- على خلاصات المواد الفعالة في هذه الفاكهة، والتي يمكن تناولها بدلاً من الأناناس نفسه، وتحقق الأعاجيب!
المتخصصة في التغذية العلاجية صفاء أبو الفيلات، قالت لشبكة “الخليج أونلاين” عن هذا الموضوع: إن “الأناناس، بالفعل، من الفواكه الغنية بعناصر غذائية متعددة، لها فوائد عظيمة، فهي تسهل الهضم، وتكافح السموم، وتهدئ الالتهابات”.
وتشير أبو الفيلات إلى أن “الأناناس مفيد كذلك في حالات فقر الدم، وقرحة المعدة، وعسر الهضم، والتهاب المفاصل. وهو يمنع انقباض المعدة، ويحمي الأسنان من التسوس لاحتوائه على مادة الفلورايد. كما أنه مدر جيد للبول، وهذا بحد ذاته يخلص الجسم من الكثير من السموم”.
لكن أبو الفيلات توضح أيضاً أنه رغم احتواء الأناناس على العديد من الفيتامينات والمعادن المهمة، فإنه وبسبب قدرته العالية على إدرار البول قد يتسبب تناوله مدة طويلة وبكميات كبيرة، في تخليص الجسم أيضاً من كثير من هذه العناصر الجيدة.
هنا لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن الكثير من الدراسات التي أجريت على الأناناس لم تؤكد وجود مواد خاصة في هذه الفاكهة تؤدي لخسارة الوزن، بعكس ما يروج له مبتدعو هذه الحمية والشركات.
بل إن هذه الدراسات تشير في الواقع إلى فواكه أخرى يمكنها المساهمة في حرق السعرات الحرارية مثل التفاح، فضلاً عن أن تناول الأناناس بكميات كبيرة قد يرفع نسبة السكر في الدم.
العديد من خبراء التغذية يؤكدون أن هذا النوع من الحميات السريعة يأتي بنتائج عكسية. فإدخال كميات محدودة جداً من الطعام إلى الجسم يبطئ عملية التمثيل الغذائي، ويتسبب بحرق أقل للسعرات الحرارية، ويكون معظم الوزن الذي تمت خسارته من الماء والعضلات وليس من الدهون.
تقول أبو الفيلات: “يلجأ الكثير من الناس لهذه الحميات لخسارة الوزن سريعاً، ولا سيما مع اقتراب مناسبات اجتماعية معينة مثل حفلات الأعراس وما إلى ذلك.. لكنهم سرعان ما يستعيدون الوزن الذي خسروه، وهذا أمر طبيعي. فهذه الحميات قاسية وتسبب الإرهاق والتعب، وهي مملة أيضاً لكونها قليلة المكونات وغير متنوعة”.
تتابع أبو الفيلات: “الأناناس فاكهة مفيدة إذا كانت ضمن برنامج غذائي صحي متنوع، أما حمية الأناناس المتعارف عليها فلا يجب أن يستمر في اتباعها أي شخص أكثر من خمسة أيام فقط، ومن يعانون السكري أو الضغط عليهم الابتعاد عنها تماماً”.
ويمزج البعض الأناناس وفاكهة الكيوي معاً في تعديل طفيف على هذه الحمية، مع الإبقاء على نوعية الطعام المصاحب ذاتها، وكميته المحدودة. وهؤلاء أيضاً لا يتوقفون عن الإشادة بخصائص الكيوي وقدرته “المذهلة” على حرق الدهون، وهو ما لم تثبت صحته علمياً حتى الآن.
الأفضل إذاً هو اتباع برنامج صحي معتدل السعرات الحرارية، يمكن أن يدخل ضمنه الأناناس كعنصر مغذ ومفيد، ولا بأس بقليل من الحركة والرياضة الخفيفة.[ads3]