انتقادات تركية حادة لتصريحات ماكرون حول القطيعة بين انقرة و موسكو

وجه المسؤولون الاتراك انتقادات حادة الاثنين الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اثر تصريحاته حول القطيعة بين انقرة وموسكو، واعلانه ان الضربات الجوية على سوريا فجر السبت ادت الى تباين بين هذين البلدين.

وتتزايد المؤشرات الى عدم ارتياح غربي تجاه التقارب بين تركيا — الدولة الاطلسية منذ 1952 — وإيران وروسيا بشأن سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو خلال مؤتمر صحافي مع الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ “نحن نفكر بشكل مختلف لكن (علاقاتنا مع روسيا) ليست ضعيفة إلى درجة يمكن للرئيس الفرنسي أن يقوضها”.

واضاف تشاوش اوغلو “لدينا علاقات قوية مع روسيا” الا انه استدرك “لكن علاقاتنا مع روسيا ليست بديلا من العلاقات مع الحلف الاطلسي أو مع حلفائنا”.

وأشاد ستولتنبرغ بمكانة تركيا في حلف الاطلسي الذي انضمت اليه بدعم اميركي قوي لترسيخ مكانة تركيا في الغرب ابان الحرب الباردة.

ويزور ستولتنبرغ انقرة حيث التقى ايضا وزير الدفاع التركي على ان يلتقي الرئيس رجب طيب اردوغان لاحقا.

وقد شدد على اهمية تركيا بالنسبة الى الاطلسي.

وقال “تركيا تفعل الكثير من اجل حلفنا رغم مواجهة تحديات امنية خطيرة (…) تركيا مهمة لحلف الاطلسي، والحلف مهم بالنسبة لتركيا”.

وأضاف “هذه هي قوة الاطلسي: 29 حليفاً يقفون معا ويحمون بعضهم البعض”.

– تصريحات لا تليق برئيس –

في مقابلة مع تلفزيون فرنسي قال ماكرون “بهذه الضربات وهذا التدخل، تمكنا من التفريق بين الروس والاتراك (…) الاتراك دانوا الضربات الكيميائية ودعموا العملية التي نفذناها”.

ورحب الرئيس التركي بالضربات الغربية في سوريا معتبرا انها رد “ملائم” على “الهجمات غير الانسانية” التي يشنها النظام السوري.

وشكل هذا التأييد التركي اختلافا علنيا نادرا حول الملف السوري بين انقرة وموسكو.

لكن تشاوش اوغلو صرح ان ماكرون اخطأ في تقديره وقال إن انقرة “تتوقع تصريحات تليق برئيس” وأن على ماكرون ان يعبر عن افكاره بطريقة “أكثر جدية”.

وكان نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ قد رد في وقت سابق الاثنين على تصريحات ماكرون قائلا “إن سياسة تركيا تجاه سوريا لا تقضي بأن نقف مع دولة ما أو ضدها”.

ويأتي هذا التوتر كحلقة جديدة في سلسلة التوترات بين انقرة وباريس بعد أن عرض ماكرون التوسط بين تركيا والمسلحين الاكراد المحظورين.

وقال اردوغان الاثنين انه ابلغ ماكرون هاتفيا ان على فرنسا ان تتحمل مسؤوليتها عن مجازر استعمارها للجزائر، وكذلك فشلها في الابادة التي حصلت في رواندا قبل ان يلقي المحاضرات على تركيا بشأن سوريا.

واضاف اردوغان في اسطنبول “انتم (الفرنسيون) قتلتم الناس هناك. هل ستتحملون مسؤولية ذلك؟”.

– “اختلاف حول العديد من القضايا –

من جهته، اكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان الضربات في سوريا “لم تحدث انقساما” بين موسكو وانقرة.

وصرح للصحافيين الاثنين “ليس سرا ان مواقف انقرة وموسكو تتباين حول عدد من القضايا. لكن ذلك لا يمنعنا من تبادل المشاورات حول هذه التباينات”.

وأكد ان هذه الاختلافات “لن يكون لها تأثير على امكانات التعاون حول عدد من القضايا”.

وخلال زيارة الى انقرة في وقت سابق من الشهر الحالي أطلق بوتين بناء اول مفاعل نووي تركي لانتاج الطاقة تبنيه روسيا.

من ناحية اخرى يراقب حلفاء تركيا الغربيون اتفاقها لشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية اس-400 التي يحذر بعض المسؤولين من انها قد لا تتطابق مع التكنولوجيا الغربية.

وتدهورت العلاقات في الاشهر الاخيرة بين انقرة وحلفائها في الحلف الاطلسي وخصوصا واشنطن بسبب دعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا للمقاتلين الاكراد الذين تعتبرهم تركيا “ارهابيين”.

وكان الاليزيه اعلن السبت ان ماكرون يأمل ب”تكثيف المشاورات” مع تركيا في الايام المقبلة بهدف ايجاد “حل سياسي شامل في سوريا”. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. روسيا إن كانت تفكر بشكل صحيح فعليها بالإتفاق مع تركيا وإيران إيجاد بديل سريع لبشار يرضي بحد الأدنى الدول العربية.
    وبهذا ستكسب الجميع وسيتم عودة اللاجئين وتكسب الشعب السوري.
    أما إن بقيت على موقفها الحالي فستبقى تعادي 80% من الشعب السوري والعرب والمسلمين وعلاقتها بتركيا ستبقى مبنية على الشك والنفاق والغرب سيستفيد بالنهاية لأن العرب لان ينسوا جرائم بشار وحتى ولو اتفق مع الحكام العرب ولن يكون هناك إعادة إعمار بل حالة متشنجة تنتظر جولة جديدة والنظام الإيراني بسبب فساده ومشاكله الداخلية وحروبه الطائشة لن يصمد طويلا.