دراسة : أعضاء الحيوانات الذكرية تحدد مصير سلالتها !

كشفت دراسة أن الحيوانات الذكورية ذات الأعضاء التناسلية الكبيرة مهددة بشكل أكبر من غيرها بالانقراض لكون اهتمامها بتنمية هذه الأعضاء تركها عاجزة عن اكتساب صفات أخرى تجعلها أقدر على البقاء.

وتعتمد غالبية الحيوانات على التناسل لأجل البقاء، لهذا السبب يوجد جنسان للنوع الواحد، وكثيرًا ما يكون الذكر مختلفًا في المظهر والسلوك عن الجنس الآخر، لأن ذلك يساعده على اجتذاب أنثى، وتأمين التزاوج معها.

من الأمثلة على ذلك الألوان الزاهية لبعض ذكور الطيور وممارستها رقصات مثيرة لاستدراج الأنثى ذات المظهر أكثر احتشامًا. لكن دراسة جديدة أشارت إلى جانب آخر يقوم بدور في بقاء الأنواع هو حجم الأعضاء التناسلية.

بحسب الدراسة التي أجراها علماء في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في الولايات المتحدة فإن حجم الأعضاء التناسلية لنوع واحد على الأقل كان كارثيًا على بقائه، وفق ما اوردت صحيفة “إيلاف”، ويشير تحليل صدفيات متحجرة إلى أن ذكور هذا النوع ذات الأعضاء التناسلية الكبيرة والطويلة كانت معدلات انقراضها تزيد عشر مرات على ذكور النوع نفسه، لكن بأعضاء تناسلية أصغر حجمًا.

يقول العلماء إن الطاقة التي صرفها الأسلاف الأوائل لذكور هذه الصدفيات على تنمية أعضاء تناسلية أكبر تركتها عاجزة عن اكتساب صفات أخرى تجعلها أقدر على البقاء، ولو بأعضاء تناسلية أصغر حجمًا.

وأوضح الباحث جين هانت عضو فريق الباحثين أن دراسة أظهرت أنه عندما تكون الذكور ذات أعضاء تناسلية أكبر وأطول، فإن هذه الأنواع لا تبقى طويلًا، ويكون خطر انقراضها أكبر.

درس هانت وفريقه 6000 عينة من الصدفيات، بعضها من مجموعات محفوظة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي وجامعة ساوثرن ميسيسبي وجامعة ولاية لوزيانا. تضم العينة 93 نوعًا من الصدفيات عاشت منذ 85 إلى 65 مليون سنة.

وفي حين أن بعض الأنواع عاش 20 مليون سنة فإن أنواعًا أخرى لم تعش إلا بضعة آلاف من السنين. وكان الفرق بين البقاء والانقراض حجم عضو الذكر وشكله. وإذا كانت الأعضاء التناسلية الأكبر تستطيع إنتاج عدد أكبر من الحيوانات المنوية، وبذلك زيادة فرص النجاح في تكاثر النوع، على ما يُفترض، فإن هذا يكون على حساب القدرات اللازمة للتكيّف من أجل التعامل مع التهديدات البيئية.

قال هانت إن التشديد على ثنائية شكل الجنسين مهم، حين يدرس العلماء كيف يمكن أن تواجه حيوانات أخرى خطر الانقراض.
ويبدو أن الحيوانات، ومن أجل البقاء، تحتاج إيجاد توازن بين تحسين القدرة على التناسل وتطوير قدرات أخرى تحتاجها للبقاء. فإن ذكر الصدفيات لا يستطيع أن يعيش بحجم عضوه التناسلي الكبير وحده.

لاحظ هانت أنه إذا كان تخصيص طاقة كبيرة للتناسل جعل من الصعب على الأنواع أن تتكيف مع تغير الظروف، فإن الشيء نفسه يمكن أن يصح على أنواع يُخشى عليها اليوم من الانقراض.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها