لا مقارنة مع الوطن و لا مجال للعودة إليه .. ألمانيا : عالم مصري يخطط لفتح محل بيع مواد غذائية بعد انتهاء عمله في معهد البحوث

يخطط عالم مصري، حاصل على شهادتي دكتوراه، لفتح متجر للأغذية العالمية، في مدينة آشرسليبن، في ولاية ساكسونيا أنهالت الألمانية.

وقالت صحيفة “ميتل دويتشه تسايتونغ“، الخميس، بحسب ما ترجم عكس السير، إن حلمي يوسف، البالغ من العمر 44 عاماً، والعامل لمدة سبعة أعوام في معهد لايبنتز، لعلم الوراثة النباتية وبحوث النباتات، في مدينة غاترسليبن، بتنفيذ خطته المحفوفة بالمخاطر، وهي بيع الأغذية العالمية، ابتداءً من حزيران القادم.

وأضافت الصحيفة أن الرجل وصل إلى ألمانيا، قبل سبع سنوات، بعد عمله في جامعة القاهرة، وذلك لطموحه في خيارات البحث الجيدة هنا.

ويعلق يوسف حول عمله الجديد، أن الأهم بالنسبة له، هو معيشة أسرته، المكونة من زوجة وخمسة أطفاله الخمسة (الأصغر 5 أشهر، والكبرى 16 عاماً)، أما بالنسبة لنوع العمل، فليس بنفس القدر من الأهمية.

وتثمن الأسرة، المقيمة حالياً في مدينة غاترسليبن، حياتها في ألمانيا، مقارنةً مع نظيرتها في الوطن، ويعلق يوسف حول ذلك: “أولادي يستطيعون لعب كرة القدم، حتى وهم في مثل هذه المدينة الصغيرة، وهذا ما لم يكن ممكناً في القاهرة، حتى النظام المدرسي لا يمكن مقارنته مع النظام المعمول به في القاهرة”.

ولا ينسى الرجل أن يمدح النظافة والقدرة التنظيمية في ألمانيا، مع مواكبته للعروض المقدمة من مؤسسات الأبحاث في الدول الأوربية الأخرى، كالسويدية والبريطانية.

ويقول يوهانس هيلمان، مدير شؤون العاملين في معهد لايبنتز، إن معظم العلماء، يعملون فقط لفترة زمنية محدودة، وهذا هو الحال مع يوسف، حيث أن “المعهد يتيح دوماً الفرص لباحثين جدد، حتى أنه لا يتم قبول إلا 10% فقط من طلبات الباحثين”.

ويضيف أنه في حالة المصري، لا تتوفر أي أموال عامة إضافية لتمويل متابعة عمله، ولا توجد إمكانية لمواصلة العمل على مشاريع أخرى في المعهد، مع تأكيده على تقدير عمل يوسف “كغيره من الباحثين في المعهد، الذين يعدون جميعهم، في الحد الأدنى، جيدين جداً”.

ويعتبر المدير أن ترك المعهد، هو جزء من الحياة الطبيعية لحملة الدكتوراه، وأن العمل في البحث، بطبيعته مؤقت، وأنه لا بد للباحث التحول إلى مجالات بحث أخرى، سواء في الإدارة أو في قطاع الاقتصاد الخاص.

ويظهر يوسف، رغم كل الصعوبات، قناعة منقطعة النظير، فهو يرى أن كسب المال من متجر البقالة في آشرسليبن، أمر لا بأس به، في البداية، دون أن ينسى طموحه، على المدى الطويل، في توسيع مهاراته في اللغة الألمانية، والحصول على فرص عمل في مجالات أخرى.

وختمت الصحيفة بقولها، إن الأمر الأهم بالنسبة ليوسف، هو عدم حدوث شيء واحد فقط، وهو اضطرار أسرته، على شق طريقها من جديد، في بلد آخر.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها