تهديدات دونالد ترامب للبلدان الأفريقية تهدد المغرب في استضافة مونديال 2026
وجد ملف المغرب لتنظيم نهائيات #كأس_العالم 2026 نفسه مجدداً في مفترق الطرق بعد التهديدات التي اطلقها الرئيس الأميركي #دونالد_ترمب ضد البلدان الأفريقية التي تحظى بمساعدات اقتصادية أو عسكرية أو مالية من قبل واشنطن .
هذا وحملت التهديدات الأميركية في طياتها رسالة واضحة من الرئيس ترمب مفادها انه يتعين على بلدان القارة السمراء الاختيار بين المغرب و أميركا، حيث يدرك الجميع بأن تصويت البلدان الأفريقية المقصودة بهذه التهديدات لصالح ملف أميركا الشمالية المشترك يعني رداً منها للجميل واعترافاً به، اما منح اصواتها للمغرب فيعتبر نكراناً للجميل وإيعازاً لأميركا بوقف تلك المساعدات في سيناريو مشابه لما حدث مع منظمة “اليونيسكو” عندما سحبت الولايات المتحدة دعمها المالي للمنظمة بسبب القرارات التي اتخذتها ضد إسرائيل.
هذا واختار الرئيس الأميركي جيداً توقيت وعنوان تهديداته، فمن حيث التوقيت، فإنها تأتي بعدما نجح المغرب في تجاوز مطب لجنة “تاسك فورس” التي زارت المغرب في منتصف شهر أبريل، ووقفت على مدى جاهزية ملفه لإستضافة نهائيات كأس العالم، تمهيداً لتمرير الملف للتصويت خلال إنعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وذلك في الثالث عشر من شهر يونيو المقبل، بعدما كان المسؤولون على الملف الأميركي قد راهنوا على تقييم سلبي للجنة، يساهم في إخراج ملف المغرب من السباق ليحظى ملفهم بالتزكية .
هذا وجاءت تصريحات ترمب على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” المهددة لأفريقيا، في أعقاب تجرؤ العديد من الاتحادات الوطنية في أفريقيا على التصريح علانية بموقفها ودعمها المطلق للمغرب، انحيازاً له بحكم الجغرافيا، ورداً على تصريحات استفزازية سابقة للرئيس ترمب ، بالإضافة إلى ناقوس الخطر الذي دقته وسائل الإعلام الأميركية التي وقفت على تفوق ملف المغرب أمام منافسه الأميركي الشمالي.
اما من حيث العنوان، وفق ما اوردت صحيفة “إيلاف”، فإن الرئيس الأميركي يدرك جيداً أهمية الاتحادات الأفريقية كوعاء انتخابي ثقيل له تأثير كبير على نتائج الانتخابات بوجود 54 اتحاداً يشكلون تكتلاً تحت لواء الاتحاد الأفريقي (كاف)، الذي اعلن رئيسه الملغاشي أحمد أحمد عن دعم أفريقيا للمغرب ، غير أن ارتباط غالبية البلدان الأفريقية بأميركا على الصعيد السياسي أو المالي سوف يقوض سيادتها ويجبرها على مراجعة حساباتها تفادياً لغضب الأميركي ضدها ، في وقت يصعب على الولايات المتحدة ممارسة أي تهديدات او ضغط على الاتحادات الأوروبية او الآسيوية التي تمتلك سلطة قراراتها.
وكان المغرب قد بصم في السنوات القليلة الماضية، على حضور قوي في أفريقيا أعقب قراره المثير للجدل بالتراجع عن تنظيم كأس أمم أفريقيا لعام 2015 ، وهي بصمة تعكس الجهود التي بذلها لصالح الكرة الأفريقية، والتي رد عليها “الأفارقة” بمنح دعمهم المطلق لملف ” موروكو 2026 ” لتأتي تهديدات الرئيس الأميركي لتحبس انفاس المغاربة و الأفارقة معاً.
وقبل اقل من شهرين على إنعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم للفصل بين الملفين واختيار منظم مونديال 2026 ، فإنه يتعين على المسؤولين المغاربة تكثيف جهودهم لإقناع الاتحادات غير الأفريقية وغير الأميركية بالتصويت له خاصة الاتحادات الأوروبية التي تمتلك تأثيراً واستقلالية من دون التفريط في الاتحادات الأفريقية التي تحتاج إلى بعض الوقت لتجاوز مفعول التهديدات الأميركية و قد تحافظ على وعودها للمغرب في حال عرف “الفيفا” كيف يدافع عن سيادته برفضه التدخل السياسي في شؤونه.[ads3]