ألمانيا : جدل و انتقادات و اعتذارات بعد طباعة مصنع بيرة لعلم السعودية على أغطية الزجاجات

يواجه مصنع الجعة الخاص “ايش باوم Eichbaum”، عاصفة من الانتقادات، وذلك بعد طباعته علم السعودية، الذي يحتوي على الشهادتين، على زجاجات البيرة، المخصصة لنهائيات كأس العالم 2018.

وقال موقع “تيه أونلاين” الألماني، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الغطاء على زجاجات الجعة، أثار ردود فعل غاضبة من المسلمين المتدينين، بعدما قام رجل ألماني تركي، من مدينة لودفيغهافن، جنوبي ألمانيا، بتصوير زجاجات الجعة، بالعلم السعودي، ونشرها على موقع فيسبوك، في وقت مبكر من مساء الثلاثاء.

وبعد ذلك بوقت قصير، انهالت ردود فعل غاضبة، ليس من قبل المسلمين فحسب، بل من قبل اليمين الألماني أيضاً.

التنديد بما فعله مصنع الجعة، تصاعد مساء الجمعة، حيث تدخلت السفارة السعودية في برلين، واعترضت على الصعيد الدبلوماسي، وقالت الشركة إن مصنع الجعة أساء للعقيدة الإسلامية، وأثار غضب المسلمين.

في هذا الوقت، كانت الشركة على اتصال مع وزارة الخارجية الألمانية، والسلطات المختصة، لوقف الإنتاج، ولسحب المنتج من الأسواق، والاعتذار.

وفي مساء يوم الجمعة، أعلنت الشركة أنه سيتم إيقاف المنتج، بالإضافة إلى ذلك، سيقوم الموظفون بالنظر في منصات البيع بالتجزئة، وسيسحبون الزجاجات المعنية، وقالت الشركة في بيان لها: “نفترض انه بعد عطلة نهاية الأسبوع، سيتم سحب جميع الزجاجات الموجودة في السوق”.

وذكر الموقع أن أحد المساهمين الرئيسيين في هذه الضجة الإعلامية، هي منظمة “DOAM” في لندن، والتي كانت مخصصة في المقام الأول لتوثيق الانتهاكات ضد المسلمين، ولكنها تعد شركة محرضة بين السنة والشيعة، على حد تعبير الموقع.

وفي تغريدة للمنظمة، وصفت تصرفات مصنع الجعة بأنها “غير محترمة ومهينة للغاية”.

واعتذرت الشركة، وقالت إنها تتفهم الغضب، وإنها لم تكن تعرف أن العلم السعودي، موجودة عليه الشهادتان.

بدوره دعا حزب البديل اليميني، في مدينة هايدلبيرغ، في يوم الآباء، إلى مقاطعة “جعة الخضوع للمسلمين”، وذلك في إشارة لخضوع الشركة والعاملين فيها، للمسلمين الغاضبين.

وقال الموقع إن المسلمين في التعليقات أظهروا أيضاً عدم فهمهم للضجة الإعلامية، معتبراً أن هناك آراء فقهية مختلفة في الإسلام، فيما يتعلق بمسألة حظر الكحول، بحسب تعبير الموقع.

وأضاف أنه يتم إنتاج الكحول واستهلاكه بشكل قانوني في عدد من البلدان الإسلامية، لكن اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022 في قطر، أعلنت أنها ستحظر المشروبات الكحولية في الملاعب والأماكن العامة في البطولة، وأن كأس العالم يجب أن يكون ذا “طابع عربي وإسلامي”.

وفي العديد من التعليقات على الشبكات الاجتماعية، تعرضت العائلة المالكة السعودية، مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ذي التوجه الإصلاحي، إلى الانتقادات، حيث قيل في أحد ردود الفعل: “إن الأرض التي لديها أقدس الأماكن، ليست قادرة على حماية الإسلام”.

ومع ذلك، فشلت المملكة العربية السعودية، ومنتقدو الحادثة، في القيام بذلك في السنوات الأخيرة، فقد أنتج مصنع الجعة “Mauritius” عبوات جعة مشابهة، وعليها العلم السعودي، في كأس العالم 1994، بينما استبدلت شركة “Gaffel” الشهادتين، بمربعات صغيرة، في كأس العالم 2006، دون إثارة أي ضجة.

وأعربت السفارة الألمانية لدى السعودية، عن أسفها لما حصل، ورحبت بالإجراء السريع والقاطع الذي اتخذته الشركة، واعتبرت “أنها لم تتصرف بسوء نية عند استخدام العلم السعودي بطريقة غير ملائمة وغير مقبولة، واتخذت إجراءات فورية بعد أن علمت بتبعات استخدام العلم السعودي، وسحبت المنتج من السوق واعتذرت للمسلمين في ألمانيا والعالم”.

وأكدت السفارة على أن ما يقارب من 5 ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا، ويتمتعون بجميع الحريات المدنية مثل جميع المواطنين الآخرين، بغض النظر عن عقيدتهم أو جنسهم، وتعمل الحكومة الألمانية بشكل وثيق مع ممثلي الجمعيات الإسلامية في حوار مستمر ومنظم، يهدف إلى تعزيز المشاركة الإيجابية لجميع الطوائف الدينية في المجتمع الألماني.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها