” برلين كلها ضد حزب البديل ” .. الآلاف يخرجون في مظاهرة مضادة لأخرى نظمها اليمين المتطرف في العاصمة الألمانية
انطلق الأحد متظاهرون من حزب “البديل من أجل المانيا” اليميني الشعبوي من محطة برلين المركزية إلى بوابة براندبورغ التاريخية مرددين الشعارات المفضلة لهذا الحزب : المستشارة الالمانية أنغيلا “ميركل يجب أن ترحل” و”نحن الشعب”. وخلال مهرجان خطابي، رفض زعيم الحزب اليميني الشعبوي، يورغ مويتن، تدفق مزيد من المهاجرين على ألمانيا.
وعلى الضفة الأخرى من نهر شبري في العاصمة الألمانية، حيث مقر مجلس النواب، تجمع آلاف الناشطين النقابيين ومواطنون وأعضاء في جمعيات وأحزاب تعبيراً عن رفضهم لمظاهرة اليمين المتطرف.
وأرغم هؤلاء مسيرة اليمين المتطرف على تغيير مسارها الأصلي بعد أن قطعوا أحد الجسور، ما أجبرها على سلوك طريق آخر.
وقالت الشرطة إنها اضطرت في أمكنة أخرى إلى استخدام الغاز المسيل للدموع للفصل بين متظاهرين من المجموعتين.
وأكد حزب اليمين المتطرف ان حافلة تنقل مناصرين له تعرضت للرشق بالحجارة والطلاء صباح الأحد.
وردد آلاف المتظاهرين المناهضين شعارات مثل “الدعاية النازية ليست حقاً” أو “برلين كلها ضد حزب البديل من أجل المانيا”.
وخشية وقوع أعمال عنف، تم نشر ألفي عنصر أمن، خصوصاً وأن مجموعات من اليسار المتطرف توعدت بتخريب مظاهرة اليمين المتطرف.
واستعادت بياتريكس فون شتورش، وهي إحدى قياديات اليمين المتطرف، أمام الحشود العنوان المفضل لحزبها : التنديد بالتهديد الذي يطرحه الإسلام. وقالت فون شتورش: “الرهان هو على الحرية في مواجهة الأسلمة”، في حين زادت شعبية حزبها، الذي استفاد من المخاوف التي أثارها وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد منذ 2015، غالبيتهم الساحقة من المسلمين.
وندد كريستيان نوبر (47 عاماً) بقرار ميركل استقبال المهاجرين، مضيفاً: “لم يعد الوضع مقبولاً مع ميركل، إذ تبذر الحكومة مبالغ هائلة على اللاجئين وتترك مسنين يعيشون في ظروف بائسة”.
وكان حزب البديل من أجل المانيا قد فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي بحوالي 13 في المائة من الأصوات ودخل البرلمان. ويؤكد هذا الحزب أنه يريد تعبئة الشارع ضد المستشارة الألمانية، خصمه اللدود.
وكانت قيادة الحزب قد صرحت للشرطة أنها تتوقع مشاركة عشرة آلاف شخص. لكنها خفضت توقعاتها هذا الأسبوع مشيرة إلى أنها تراهن على جمع 2500 إلى 5000 متظاهر. وبرر الحزب هذا التراجع بخوف الكثيرين من التعبير علناً عن مواقفهم المؤيدة خشية تعرضهم لإجراءات انتقامية في محيطهم أو مكان عملهم.
وتحرك المتظاهرون من الأحزاب المعارضة منذ أيام على شبكات التواصل الاجتماعي لـ”قطع الطريق أمام مناصري حزب البديل من أجل المانيا وعدم الترك الشارع لهم”. ويؤكد معظمهم على ضرورة منع حزب اليمين المتطرف من إيصال رسالته من خلال طرق سلمية.
وما يثير قلق الشرطة هو إعلان المناهضين لحزب البديل من أجل المانيا على الإنترنت أنهم “يفضلون الفوضى على هذا الحزب”. وتقع مواجهات بانتظام بين الشرطيين وناشطي اليمين المتطرف في برلين.
وقال أندرياس كالبيتس من كوادر حزب البديل من أجل ألمانيا: “كل شخص سيشارك في هذه التظاهرة يعلم أنها لن تكون هادئة”.
ويشغل هذا الحزب في الوقت الحالي أكثر من 90 مقعداً في البرلمان وهو أكبر أحزاب المعارضة، بفعل الائتلاف الحكومي الذي تم التوصل إليه بصعوبة بين محافظي أنغيلا ميركل والاشتراكيين الديمقراطيين.
وفي حين شددت الحكومة سياسة الهجرة بشكل كبير في العامين الماضيين، يستمرّ تقدّم “البديل من أجل ألمانيا” في استطلاعات الرأي وقد قلّص الفارق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. (AFP – DW)[ads3]