حتى تراقب تصرفاتهم .. الصين تعين موظفين للعيش داخل بيوت المسلمين !

بناءً على دعوة الجمعية الإسلامية في #الصين التابعة للدولة، يتوجب على جميع المساجد إثبات وطنيتها من خلال رفع علم البلاد، من الآن فصاعداً، كما تُجبر العائلات المسلمة على استقبال ممثل رسمي عن الحكومة يأتي للعيش معهم في منازلهم، حسب صحيفة La croix الفرنسية.

ويُعتبر هذا الإجراء خطوةً إضافيةً في عملية تشديد الرقابة التي يفرضها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على المسلمين في مقاطعة سنجان أو شينجيانغ، التي تقطنها أغلبية مسلمة من الإيغور الصينيين، وهي غنية بالنفط والغاز الطبيعي واليورانيوم.

في تقرير نُشر بتاريخ 13 مايو/أيار، استنكرت منظمة هيومن رايتس ووتش الرقابة والتلقين الذي تسلطه الحكومة على الأهالي، وقد امتدت الرقابة لتشمل حتى البيوت، وعلى امتداد عدة أيام من الشهر، تُجبر العائلات المسلمة على استقبال ممثل رسمي عن الحكومة يأتي للعيش معهم في منازلهم، حسب صحيفة La croix الفرنسية.

وقد أطلق هذا البرنامج خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016، مع رفع شعار “نموذج الوئام العرقي”. وقد ارتفع نسق هذه الحملة، منذ شهر ديسمبر/كانون الأول، مع تجنيد أكثر من مليون إطار، والزيادة في عدد أيام الاستقبال المفروضة على العائلات المسلمة.

ويعتبر ذلك بمثابة انتهاك لحرمة الحياة الخاصة وحقوق الأقليات، حسب منظمة هيومن رايتس ووتش، وأكدت الباحثة الكبيرة في شؤون الصين التابعة للمنظمة مايا وونغ “لقد أضحى مسلمو سنجان (أو شينجيانغ) يرزحون تحت رقابة كاملة داخل منازلهم الخاصة، تشمل مختلف جوانب حياتهم، بما في ذلك مأكلهم ونومهم”.

ويقوم “الضيوف” المكلفون بمراقبة العائلات المسلمة داخل بيوتها بتبادل الصور على شبكات التواصل الاجتماعي، لنقل هذا “الانغماس” داخل العائلة المسلمة. ويظهر “الضيوف” في هذه الصور وهم محاطون بأبناء العائلة المضيفة والبسمة تعلو محياهم، كما يشارك الضيوف في الطبخ مع أصحاب المنزل، ويساعدون الأطفال في إنجاز واجباتهم المدرسية، وقد يعينون الأهل أيضاً في الأعمال المنزلية.

يجبر الأهالي على تعلم لغة الماندرين الصينية، وهي اللغة الرسمية للصين، مع العلم أن الأويغور هم شعب أصوله تركية في الأساس. كما يلقن هذا الإطار أصحاب المنزل النشيد الوطني الرسمي، ويحرص على مشاركة كافة أفراد العائلة تحية العلم الوطني. ولا يتردد هؤلاء “الضيوف” في حل المشكلات التي تواجه الأسرة المستضيفة في عدة مسائل، على غرار ما يتعلق بنمط الحياة الصحي وإدمان الكحول أو حتى المعتقدات الدينية، التي وجدوا لها “حلولاً”، حسب الصحيفة الفرنسية.

ونوهت المنظمة غير الحكومية بأنه ليس هناك ما يدل على أن هذه العائلات لديها الخيار في رفض استقبال هؤلاء الضيوف، أو الذين يمكن اعتبارهم على الأقل غزاة. كما أشارت المنظمة إلى أنه لم يتم نشر أي صور من قبل العائلات المضيفة على شبكات التواصل الاجتماعي. ومن جهته، أشار الحزب الشيوعي الصيني إلى أن هذه الرقابة المتزايدة تهدف إلى مجابهة تقدم الإسلام الراديكالي ومكافحة الهجمات التي خلَّفت مئات القتلى في مقاطعة سنجان (أو شينجيانغ) خلال السنوات الأخيرة.

كذلك يجب على المساجد الصينية أن تعرب عن تعلقها بالبلاد، من خلال الألوان الوطنية، وهذا ما طالبت به الجمعية الإسلامية الصينية في مذكرة منشورة على موقعها الإلكتروني، كما بيَّنت هذه المنظمة، الخاضعة لسيطرة الحزب الشيوعي الكاملة، أنه “يجب أن تكون الأعلام بارزة للجميع”، الأمر الذي “سيُعزز الشعور بالانتماء الوطني والمواطنة، والروح الوطنية”.

وفي خلال الحرب الداخلية الصينية نالت منطقة سنجان ذات الأغلبية المسلمة استقلالها عام (1944م)، ولكن عادت إلى الدولة الصينية عام (1949م) عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية، إذ ضمت وصارت مقاطعة صينية.

أما بالنسبة لموظفي المساجد، فيتعين عليهم دراسة الدستور الصيني و”القيم الأساسية للاشتراكية”، كما شددَّت هذه الجمعية الإسلامية على أنه “بعد أكثر من ألف سنة من التطور، باتت الثقافة الإسلامية اليوم جزءاً من الثقافة الصينية”، ولتحقيق الاندماج التام بين الثقافتين، تدعو هذه الجمعية المسؤولين إلى “دراسة إبداعات الموروث الثقافي الصيني الكلاسيكي والممتاز”، وإلى تفضيل دروس الحكماء المسلمين الصينيين على تلك التي ينشرها دعاة الخارج.

يندرج هذا الإجراء ضمن عملية تشديد رقابة الحزب الشيوعي الصيني على جميع الأديان، بشكل عام، وقد انطلقت حملة وضع القواعد الجديدة، منذ شهر فبراير/شباط 2018، ويشهد الكتاب الأبيض، الذي أصدره المكتب الإعلامي لمجلس شؤون الدولة، تحت عنوان “السياسات والممارسات الصينية في مجال حماية حرية المعتقد الديني”، في أوائل شهر أبريل/ نيسان، على ذلك.

ووفقاً لما نقلت شبكة عربي بوست عن وكالة “الأنباء الصينية”، يدعو هذا المُؤلف “المؤمنين وغير المؤمنين” للمشاركة “بحماس في الإصلاح والانفتاح والتحديث الاشتراكي، من خلال مساهمتهم في تحقيق الحلم الصيني للتجديد الوطني العظيم”. والجدير بالذكر أن تاريخ الإسلام في الصين يعود إلى القرن السابع الميلادي، ويُقدر عدد المسلمين هناك بأكثر من 20 مليوناً، أي ما يُعادل 1.5% من إجمالي سكان البلاد، لكن مواطني سنجان المسلمين يعانون من انتهاكات واسعة لحقوقهم الشخصية والدينية.

وتشتد الرقابة على المسلمين الصينيين بشكل خاص في منطقة سنجان، الواقعة شمال غربي البلاد، التي يقطن بها 11 مليون مسلم من الأويغور، وفي الوقت الحاضر، تخضع هذه الأقلية لرقابة وتتبّع وقمع الحكومة الصينية على مرأى المنظمات الحقوقية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها