ألمانيا : صحيفة تتحدث عن تجربة ناجحة لمدرس سوري يعمل كـ ” مربي أطفال ” و معاناته بسبب ” لم الشمل “

تحدثت صحيفة ألمانية عن رجل سوري، يمارس تدريباً مهنياً كمربي في روضة أطفال في مدينة رافنسبورغ، في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية.

وقالت صحيفة “درسدنر نوير ناخريشتن“، الجمعة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن أطفال منزل الأطفال “بولربو” تحت عمر الـ 3 اعوام، يحبون علي، المربي الجديد، ويطلبون منه حملهم، ويحاولون دائماً جذب انتباهه، حتى أن فتاة صغيرة تناديه “بابا”، حسبما يقول الرجل السوري.

ويتدرب علي، البالغ من العمر 37 عاماً، منذ أيلول 2017، كمربي، في المرفق الذي تديره جمعية مقاطعة رافنسبورغ، التابعة للصليب الأحمر الألماني.

وينقسم التعليم المهني، إلى ثلاثة أيام تدريب عملي في روضة الأطفال، ويومين في معهد الأخصائيين الاجتماعيين في رافنسبورغ.

ويجد علي متعةً في العمل مع الأطفال، حيث أنه عمل في سوريا، قبل فراره في كانون الأول 2016، كمدرس صف أول في مدرسة ابتدائية في دمشق.

ويقول علي إن الفرق بين مهنة التدريس والتربية، هو “التزام المدرس بمنهاج دراسي، في حين أن المربي يتعامل مع الأطفال، في ضوء الحريات الكبيرة المتوفرة لهم”.

ويضيف أن “الأطفال في ألمانيا يتمتعون بحقوق أكثر، مما هو موجود في سوريا”.

ومن مهام الرجل الجديدة، كمربي، تقديمه زجاجات الحليب للأطفال، وتغيير حفاظاتهم، ما يجر إليه في بعض الأحيان استغراب وسخرية أصدقائه، فيما يعتبر هو ذلك، أمراً عادياً.

وعلى الرغم من سعادة علي بعمله الجديد، إلى أنه يشعر بالحزن بين الحين والآخر، حيث أنه لم يستطع لم شمل زوجته وطفلتيه (8 أعوام، وعامين ونصف)، الذي ما زالوا يعيشوا في سوريا.

ويقول علي إنه لم يرَ طفلته الصغيرة ولم يحملها بين ذراعيه أبداً، وما يفاقم ألمه واشتياقه أنه، في كل يوم، يرى طفلاً بعمرها، لكنه يحاول رغم ذلك، الفصل بين حياته المهنية وحياته الشخصية.

ولا يجد زملاء علي في المنشأة، سوى الإيجابيات في شخصه، حيث أنه يجيد التعامل مع الصغار، ويمنحهم العواطف والحرية والاحترام.

واستطاع الرجل الحصول على علامات جيدة في تدريبه المهني، ما جلب له الثناء من مديرة المنشأة، التي تقول إن “أصل علي واختلافه الثقافي عنا، لم يكن مشكلةً ابداً، لا بالنسبة للموظفين أو الأطفال أو أولياء الأمور”.

وختمت الصحيفة بقول مدير جمعية مقاطعة رافنسبورغ، جيرهارد كرايس: “إن علي، لا يتمتع بوضع خاص في المنشأة، كونه لاجئاً، رغم أن رعايته وتوجيهه قد تكون أكبر من الآخرين، وهذا ما تفرضه عملية الاندماج، لكننا نفتقر إلى المربين، خاصة من الذكور، ونحن نهتم بتوظيف علي، بعد أن ينجز تدريبه، نظراً لقيمة عمله بالنسبة لنا.”

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها