علماء صينيون ينجحون في زراعة الأرز بصحراء دبي
أعلن فريق من العلماء الصينيين أنهم نجحوا في زراعة الأرز وسط الصحراء الاستوائية في #دبي ، ما يتوقع أن يساهم في رفع قدرة المناطق الصحراوية على إنتاج الحبوب وضمان الأمن الغذائي لها.
وقال الفريق الذي يرؤسه “أبو الأرز الهجين الصيني” يوان لونغ بينغ، إن الأرز تجاوز أكبر إنتاج له 500 كلغ في كل مو (الـ”مو” الواحد يساوي 666.67 متر مربع أو 0.16 فدان)، ما أعجب خبراء التقييم القادمين من الإمارات ومصر والهند كثيراً.
وقال يوان إن هذا الإنتاج العالي قد تجاوز توقعه أيضاً، مشيراً أن الفريق سيقوم بتقييم إنتاج دفعة أخرى من الأرز في يونيو (حزيران) حتى يختار أفضل سلالة ليطور الصنف الهجين المناسب لمناخ الصحراء المحلية.
وتلبية لدعوة من مكتب الهندسة التابع لمكتب حاكم دبي، بدأ الفريق القادم من مركز البحث والتطوير للأرز القابل للزراعة بالبيئة المالحة والقلوية في تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرق الصين، في الزراعة التجريبية لعشرات الأنواع من الأرز الهجين في الصحراء الاستوائية بدبي منذ يناير (كانون الثاني) العام الجاري.
وقال نائب مدير المركز تشانغ قوه دونغ، بحسب ما نقلت وكالة “شينخوا” الصينية، إن زراعة الأرز في صحراء دبي كانت تواجه تحديات عديدة مثل الاختلاف الكبير في درجات الحرارة بين النهار والليل والحرارة القاسية مع اجتياح العواصف الرملية أحياناً، ولكن أكبر التحديات هو مشكلة الري والتسميد.
وشرح أن رمال الصحراء لا يمكن أن تحتضن المواد العضوية، كما يجري الماء البحري تحت الأرض بعمق 7.5 متر فقط.
في هذا السياق، قال إن الري التقليدي من السطح لا يعمل هنا بسبب نقصان المياه العذبة محلياً، كما أنه قد يؤدي إلى تملح التربة حتى تشدد حالة التصحر.
ولمجابهة ذلك، استخدم الفريق تقنية زراعية طورها المركز لاستصلاح التربة وتسوية المشكلة، وكان الجزء الجوهري للتقنية هو شبكة الري الذكية التي تتكون من أنبوبتين مزودتين بعدة أجهزة حساسة، إذ يمد الأنبوب الأول المياه والأسمدة إلى جذور الأرز بشكل تلقائي وفقاً للطلب الذي يرد من الأجهزة الحساسة، بينما يعيد الأنبوب الآخر المياه والأسمدة الزائدتين من الرمل من أجل استخدامهما في الأنبوب الأول مرة أخرى.
وأشار أن الشبكة تتمكن من تقديم المياه والأسمدة بكمية دقيقة وعلمية حسب احتياجات الأرز في مختلف فترات نموه.
كما أضاف أن التقنية الزراعية ستساعد في استصلاح تربة الصحراء من خلال زيادة المواد العضوية فيها عقب ثلاث سنوات من زراعة الأرز، ما سيجعل الأرض قابلة لزراعة محاصيل أخرى ذات عائد اقتصادي أكبر.
إلى جانب ذلك، كشف ليو جيا يين مدير تنفيذي المركز عن خطته لإطلاق 100 هكتار من مزرعة تجريبية بالتعاون مع الجانب الإماراتي وسط صحراء دبي في النصف الثاني من العام الجاري، لكي يحسب التكاليف ويثبت تقنية الزراعة بشكل أكثر ويبلور المعايير الفنية لتعميم زراعة الأرز في المناطق الصحراوية.
كما يعزي المركز ومكتب الهندسة لمكتب حاكم دبي أن تعمم هذه التقنية في الدول العربية الأخرى، سعياً وراء تحسين الظروف البيئية في المناطق الصحراوية وحل مشاكل الفقر والجوع، حسبما قال ليو.[ads3]