مونديال للنقانق في فرنسا !
مونديال كرة القدم على الأبواب في روسيا إلا أن بلدة فانوسك في جنوب شرقي فرنسا تقيم مونديالاً آخر في عطلة نهاية الأسبوع، وهو مسابقة عالمية للنقانق.
هذه المسابقة وهي الأولى من نوعها تنظمها أكاديمية النقانق التي أسسها العام 2016 في أرديش (جوب شرق فرنسا) الصحافي السابق رينيه- لوي توما الشغوف بالنقانق، مع صديقين له.
وشجع الإعلان عن المسابقة كثيراً من الأشخاص على التقدم بطلب لتذوق النقانق المشاركة والحكم عليها. وتلقت الأكاديمية في غضون ثلاثة أيام 1500 طلب ترشيح بعد الإعلان عن سعيها إلى تشكيل لجنة تحكيم. وحجز ستة آلاف شخص بطاقات دخول إلى الحدث للتمتع بالأطايب التي تباع في الأكشاك المنتشرة فيه، على ما أفادت السلطات المحلية.
واختير 200 شخص في عضوية لجنة التحكيم في نهاية المطاف من الجنسين ومن كل الفئات العمرية، أصغرهم فتاة في العاشرة وأكبرهم في الثانية والثمانين ومن حوالى 10 جنسيات، هم فرنسيون بغالبيتهم بمشاركة بريطانيين وكنديين وسويسريين وإيطاليين وسويديين وأميركيين فضلاً عن «مجموعة كبيرة من البلجيكيين». ومن بين هؤلاء البلجيكيين بونوا شارلييه وهو مظلي سابق من الذواقة.
وفكرة المشروع مطروحة منذ فترة طويلة. فأحد أقارب ريني-لوي توما وهو تاجر أطعمة بالجملة في سوق رانجيس الدولية الشهيرة قرب باريس، طرح الفكرة في العام 1982 خلال زيارة لهما في السوق. بعد 36 عاماً على ذلك تحولت الفكرة الى واقع في فانوسك وهي بلدة يسكنها 950 نسمة فيها تقليد راسخ للنقانق واللحوم المقدّدة.
وهذا الإقبال لم يفاجئ ريني-لوي توما: «أتحدث منذ سنوات عن «حضارة النقانق» هذا الأمر يضحك كثيرين، إلا أن هذا النجاح دليل على أنها موجودة فعلاً».
وسيقع على عاتق أعضاء لجنة التحكيم الفصل بين نحو 140 نوعاً من النقانق من إعداد مئة منتج تقريباً من كل أرجاء فرنسا ودول أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وبلجيكا وسويسرا والنمسا، فضلاً عن كاليفورنيا وأستراليا وأستونيا وكيبك وليشتنشتاين.
وتستخدم في إنتاج هذه النقانق كل أنواع اللحوم من بقر وخنزير وثور وبط وحصان وإيل وكنغر. ويوضح جان-مارك أمار: «نحن نستخدم أيضاً لحم التمساح وطير الامو». وهو يملك شركة «باستيد» ومقرها في سيدني حيث يبيع النقانق واللحوم المقددة «على الطريقة الفرنسية» لكن باستخدام لحوم محلية.
والسبت تلقى أعضاء لجنة التحكيم التعليمات الأخيرة اللازمة قبل انطلاق المسابقة أمس حيث جلسوا في قاعة رياضية ممنوعة على الجمهور حتى لا يؤثر ذلك على تركيزهم، في دليل على جدية المسابقة.
وجاء في شرعة الأكاديمية أن الهدف ليس اختيار أفضل نقانق في العالم «فهذا أمر غير ممكن» بل «دعم المستهلكين والمنتجين». ووضعت لجنة علمية مؤلفة من خبراء عالميين منهجية التذوق والتصنيف.
وستوزع مساء الأحد نجوم وميداليات «رابلييه» على الفائزين، إذ أن الكاتب الفرنسي من عصر النهضة فرنسوا رابليه كان أول من استخدم كلمة «سوسيسون» أي نقانق بالفرنسية العام 1546 في كتاب «لو تيير ليفر».
وبيع في فرنسا العام 2017 قرابة 73 ألف طن من النقانق الجافة وفق أرقام الاتحاد المتخصص بهذه الصناعات. (AFP)[ads3]