ضغط عملي و اقتصادي يثقل كاهلهم .. أطباء يشتكون من ” النظام الصحي ” في ألمانيا

تتعالى أصوات الأطباء الألمان، الذين يشتكون من النظام الصحي، المعمول به في ألمانيا حالياً، بسبب الضغط الكبير في العمل، فضلا عن الضغط الاقتصادي.

وقالت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، إن الطبيبة كاترين هانزن (اسم مستعار)، التي تعمل في مستشفى صغير في ولاية سكسونيا السفلى، تشعر دائما بالخوف من أن يموت شخص بين يديها، جراء الضغط الكبير التي تتحمله وحدها في المستشفى.

وتعاني كاترين من نقص الأطباء، فهي تقوم أثناء مناوبتها لـ 24 ساعة، بخدمة أربع أقسام وعشرات المرضى لوحدها، وبعد المناوبة، تواصل عملها غالباً، وتقوم بالزيارات الصباحية الروتينية، والعناية بشديدي المرض، وكتابة التقارير الطبية، وفوق كل ذلك، لا يتم تعويضها مالياً عن الساعات الإضافية، وقالت كاترين: “يجب أن يموت شخص ما قبل أن يتغير النظام”.

وبحسب استطلاع رأي فإن نسبة كبيرة من الأطباء، غير راضين عن ظروف عملهم، وقد اشتكى الأطباء من قلة فرص الاستراحة، وقلة الكوادر البشرية، والوقت الكثير الذي يتم هدره بالأوراق، 35 من الأطباء الذين شاركوا باستطلاع الرأي، صرحوا بأنهم يؤدون أسبوعياً عشر ساعات إضافية.

وتحدث الأطباء أيضاً عن ضغط اقتصادي، احتد منذ وضع “الباقات المرضية” للمستشفيات، حيث يتلقى المستشفى أموالاً مقابل الحالة المرضية والمدة الخاصة بها بشكل ثابت، ولذلك تقوم المستشفيات بإجراء عمليات قدر الإمكان، لتحقيق المرابح.

وخلال السنوات العشرين الماضية، ارتفع عدد المرضى سنوياً إلى أربعة ملايين شخص.

المشكلة ذاتها يعاني منها الطبيب “بنيامين دوبنر”، في مستشفى بمدينة هامبورغ، حيث يعمل في فترات محددة 25 ساعة متواصلة، وبعد ثلاث ساعات نوم، يعود مجدداً للعمل، فلا يوجد متسع من الوقت للعائلة، أو حتى لتطوير المهارات الطبية الخاصة بالطبيب.

أكثر ما يزعج بنيامين هو عدم الاكتراث من قبل المستشفيات بتوظيف يد عاملة بشكل أكبر، للتماشي مع الضغط الكبير.

وقال بنيامين: “بعد أيام قليلة من بدء العمل كطبيب، تم تركي وحدي في القسم مع شديدي المرض، الأطباء يتم رشهم بالماء البارد، ويعيشون تحت قلق دائم من أن تسوء حالة المريض، عندما يتغيب أحد الزملاء ينهار النظام كله، لكن مع ذلك، يجب بطريقة ما أن نتماشى مع ذلك، العديد من المدراء الإداريين في المستشفيات يستغلون طيبة الأطباء، فعندما تقول لك ممرضة بعد أربع ساعات إضافية، وقبل أن تتوجه إلى منزلك، إن أحد المرضى يشتكي من شيء ما فستبقى، لا خيار لديك”.

وعلى الرغم من ذلك، تمضي الكثير من الساعات الإضافية دون أن يتم احتسابها، لأنه لا يوجد أطباء يكتبون عدد الساعات الإضافية بالضبط، ويقومون بتوقيعها من قبل رئيس القسم، للاعتراف بها.

ويرى تيودور أودن، عضو لجنة الأطباء المساعدين لدى رابطة هارتمان، ضرورة نقد قاعدة الانسحاب “Opt-Out-Regelung” التي يتم فرضها على الأطباء أثناء توقيعهم عقد العمل، وتشترط تلك القاعدة على الأطباء، بأن يعملوا بأكثر من عدد الساعات الموقع والمتفق عليه في العقد، وقت الحاجة.

وأضافت المجلة، بحسب ما ترجم عكس السير، أن رؤساء المستشفيات قاموا بتحميل تلك المشاكل للمدن والولايات التي لا تدعم المستشفيات بالمال الكافي، وخاصة لزيادة عدد شديدي المرض لفترة طويلة، وغلاء سبل المعالجة الطبية.

وبسبب الفجوة بين التكاليف الواقعة على عاتق المستشفيات، والدعم القليل من الولايات والمدن، توجب على المستشفيات تحقيق التوازن وحدها، وقع ذلك بثقله على عاتق الموظفين والأطباء.

ومؤخراً وقف موظفون إداريون وأطقم التمريض في الشارع في الشمال الألماني، مطالبين بزيادة 7 بالمئة على الراتب، فيما طالبت “رابطة ماربورغ الطبية”، الولايات والمدن بالاستثمار الحقيقي في المستشفيات، ووضع أسس ثابتة لعدد المرضى لكل طبيب في المستشفيات، كما هو الحال مع ما تم إقراره بخصوص المصحات النفسية لعام 2020.

لكن لإزالة بعض العبء عن الأطباء، تحتاج المستشفيات إلى ثورة رقمية، حيث تمييز الأدوية برمز رقمي “QR-Code”، وملف طبي إلكتروني للمرضى يختصر الكثير من الوقت على الأطباء، ويجعل العمل أكثر جدوى، وخاصة في أقسام الطوارئ، بتلك الطريقة يستغل الأطباء الوقت بعملهم الحقيقي كأطباء، وليس في الكتابة والأوراق.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها