ألمانيا : ما هي دوافع المتطوعين في الريف الألماني لمساعدة اللاجئين ؟

قالت صحيفة ألمانية، إنه منذ مجيء عدد من اللاجئين من الشرق الأوسط وخاصة من سوريا إلى ألمانيا قبل ثلاث سنوات، شارك الآلاف في مساعدتهم.

وأضافت صحيفة “ألغيماينه تسايتونغ“، بحسب ما ترجم عكس السير، أنه في بلدية راين-سيلز، غربي ألمانيا، كان لا بد من الاعتناء بحوالي 500 طالب لجوء في ذروة موجة اللاجئين، وساهم العديد من المواطنين الألمان في العناية بهم.

وقالت عالمة الاجتماع في جامعة غوته فرانكفورت، غريتا فاغنر: “هؤلاء كانوا في الغالب أناس لم يشاركوا في أي شيء من قبل، أردت أن أعرف ما الذي يحفز هؤلاء الناس؟ وكيف تتم المساعدة؟”.

وذكرت الصحيفة أن فاغنر (36 عاماً) قابلت حوالي 20 متطوعاً في مساعدة اللاجئين وكانت مدفوعة مراراً وتكراراً بسؤال واحد: ما الذي يحفز المتطوعين لمساعدة اللاجئين؟

وفوجئت فاغنر بتغير البنية الاجتماعية وتغير دافع المساعدين بشكل كامل مع عام 2015 وأضافت: “حتى ذلك الحين، كان مساعدو اللاجئين في منازلهم في الأوساط الحضرية”.

وأضافت أنه بحسب إحدى الدراسات فإن نسبة المتطوعين في المناطق الريفية تضاعفت أربع مرات من أربعة إلى 16%، وأشارت إلى أن العديد من اللاجئين جاؤوا إلى الريف، وقالت: “هذه فرصة ممتعة للبحث الميداني الاجتماعي”.

وقالت إن “معدل الانسحاب من التطوع منخفض بشكل مدهش، حيث كان هناك في عام 2015 شعور بالسرور في تقديم المساعدة، ولكن في المدن كان الانخراط في المساعدة في كثير من الأحيان أقل من ذلك بكثير”.

وأضافت أن هذا يشرح أيضاً أحد الجوانب الأساسية لحياة المتطوع في بيئة القرية، مشيرة إلى أن هذا “ليس فقط عطاء اللاجئين، وإنما أيضاً عطاء للقرية وتصبح المساعدة، إذا جاز التعبير، مهمة مشتركة”.

ووجدت فاغنر أن دوافع المتطوعين هي دوافع “غير سياسية” على عكس العديد من المبادرات الطلابية، وقالت: “لا يوجد ضغط من المجموعات في القرى للتدخل في مساعدة اللاجئين، لكن الناس هناك يقولون لبعضهم البعض: أنا أساعد اللاجئين طالما يعيشون هنا في قريتي، لكن هذا لا يعني أن شخصاً ما مع أو ضد تشديد قانون اللجوء”.

وحاولت معرفة ما حصل عليه محاوروها من المهاجرين، موضحة أن “كثيراً من المساعدين يتوقعون فقط في المقابل أن يبذل اللاجئون جهوداً في الاندماج وأن يكونوا ناجحين”.

وأضافت أنه غالباً ما تلعب النساء دورهن في الأمومة مع اللاجئين، خصوصاً بعدما كبر أطفالهن، في حين يبحث الرجال عن وظيفة جديدة بعد تقاعدهم.

وذكرت: “بهذا المعنى، يحصل المساعدون أيضاً على شيء ما، وهو الشعور بالقدرة على القيام بشيء مفيد”.

وختمت بالقول إن بعض المساعدين لديهم تجاربهم الخاصة بعد هروبهم كأطفال بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالتالي يجدون أوجه الشبه مع وضع السوريين حالياً، ولذلك فإن العديد من المساعدين الأكبر سناً ما يزالون يذكرون ذلك.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها