بي بي سي : ” الهجرة قد تنهي حكم ميركل ” !
بعد ثلاثة أشهر فقط من توصل المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى اتفاق مع حزبين آخرين لتشكيل ائتلاف حكومي، يواجه هذا الائتلاف أزمة كبيرة بسبب ملف الهجرة.
فقد أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر إن بلاده سترد كل لاجىء يحاول دخول ألمانيا على أعقابه إذا كان مسجلا في دولة أوروبية أخرى. وأضاف إن هذا الاجراء سيدخل حيز التنفيذ ما لم تتوصل ميركل إلى اتفاق جديد حول الهجرة مع القادة الأوروبيين قبل نهاية الشهر الجاري.
وأضاف أن هذا سيشمل أيضا الأشخاص الذين قدموا طلبات لجوء في دول أوروبية أخرى.
ويضم الائتلاف الذي يحكم ألمانيا والذي تم التوصل إليه بعد ستة أشهر من المفاوضات والمساومات كلا من حزب ميركل، الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والاتحاد المسيحي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي الديموقراطي.
ويتحالف حزب ميركل مع حزب الاتحاد المسيحي البافاري منذ 70 عاما
وأكد زيهوفر، زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، أن أمام ميركل مهلة زمنية محدودة لإعادة النظر في سياستها في هذا مجال الهجرة وإلا فان الحزب سينسحب من الائتلاف الحاكم مما يعني انهيار الحكومة.
وتصاعدت حدة الخلاف بشأن الهجرة بين ميركل وحلفائها من الحزب المحافظ في الآونة الأخيرة إذ بات ملف الهجرة يسيطر على المشهد السياسي في القارة الأوروبية.
فقد شهدت القارة صعودا للتيارات اليمينية الشعبوية التي تتخذ من هذا الملف وسيلة للتحقيق مزيد من الشعبية والمكاسب الانتخابية، مثل ايطاليا وقبلها النمسا.
ترحيل عراقي إلى ألمانيا بعد “اعترافه باغتصاب وقتل فتاة ألمانية”
ويطالب حزب زيهوفر بأن يكون لألمانيا الحق في رفض المهاجرين الذين تم تسجيلهم بالفعل في دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي وتعارض ميركل مثل هذا الاجراء لأنه يمثل تراجعا عن سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها منذ 2015 وتقويضا لسلطتها.
كما يمثل ذلك تراجعا عن اتفاقية نظام الحدود المفتوحة للاتحاد الأوروبي (شينغن) في وقت تتعمق فيه الانقسامات داخل التكتل الاوروبي حول هذا الملف.
وقال رئيس حكومة ولاية بافاريا إن حزبه يطالب بوضع خطة شاملة للحد من تدفق المهاجرين إلى المانيا ووقفهم على الحدود وسيترك الأمر لوزير الداخلية كيفية تنفيذ هذه الخطة.
وأضاف “إن أحد أهم بنود الخطة تنص على إمكانية إعادة المهاجرين على الحدود. الغالبية العظمى من الألمان تؤيد ذلك من حيث المبدأ ونحن نؤيد خطة كهذه لهذا السبب. نترك لوزارة الداخلية مهمة وضع الخطة موضع التنفيذ ولا يهمنا كثيراً الوقت الذي ستستغرقه عملية وضع الخطة موضع التنفيذ بل مدى فعاليتها”.
ويعقد الاتحاد الأوروبي قمته في 28 و29 يونيو/حزيران الجاري.
وتعول ميركل كثيراً على توصل الدول الأعضاء في الاتحاد إلى اتفاقية جديدة حول الهجرة.
ويدعو الحزب البافاري دول الاتحاد الأوروبي إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي عبر تشديد الاجراءات الامنية والرقابة وتوزيع المهاجرين الذين تتم الموافقة على طلبات لجوئهم بشكل عادل على الدول الأعضاء وإعادة الذين ترفض طلباتهم على وجه السرعة من حيث أتوا.
وقد زاد الحزب البافاري من حدة ضغوطه على ميركل في ملف الهجرة لإبرام اتفاق اوروبي جديد حول الهجرة، بسبب اقتراب موعد الانتخابات في الولاية.
ويرى المراقبون إن سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها ميركل في موضوع المهاجرين لعبت دورا أساسيا في صعود اليمين المناهض للمهاجرين المتمثل في حزب البديل لألمانيا الذي بات يمثل المعارضة في البرلمان الألماني.
وتعمل ميركل جاهدة على ابرام اتفاقية اوروبية لحل مسألة الهجرة، كما تسعى التوصل الى اتفاقيات ثنائية شبيهة مع الدول التي تعتبر محطة وصول للمهاجرين واللاجئين مثل اليونان وايطاليا شبيهة بالاتفاقية التي توصل إليها الاتحاد الاوروبي مع تركيا عام 2016. (BBC)[ads3]