بريطانيا : دعوات لترخيص استخدام مخدر القنب لأغراض طبية

دعا برلمانيون بريطانيون إلى ترخيص استخدام العقارات الطبية المستخلصة من عشب القنب المخدر بعد موافقة وزارة الداخلية على علاج صبي مصاب بنوبات صرع حادة بها.

ووصف النائب كريسبن بلانت، الرئيس المشارك للجنة البرلمانية لإصلاح السياسة الدوائية، القانون الحالي بقوله إنه “بصراحة مناف للعقل”.

وكانت وزارة الداخلية منعت في البداية بيلي كالدويل، 12 عاما، من تناول زيت القنب، لكنها تراجعت لاحقا عن قرارها.

وطالبت شارلوت، والدة الصبي بيلي، بتوفير هذا الزيت وجعله في متناول الجميع دون قيود، وتقول إن نوبات الصرع التي تصيب ابنها قلت بشكل كبير عند تناوله هذا الزيت، الذي يحتوي مادة تدعى تيتراهايدروكانابينول (تي أج سي)، ويحظر بيعه في بريطانيا.

وطلبت الأم اجتماعا مع وزير الداخلية ساجد جاويد لمناقشة ترخيص استخدام المخدرات الطبية لعلاج الأطفال المصابين بحالات تشبه حالة ابنها.

وقد صادر مسؤولون في مطار هيثرو، الاثنين، كمية من عقار زيت القنب جلبتها السيدة كالدويل من كندا لعلاج ابنها، وقد نقل الصبي إلى المستشفى بعد اشتداد نوبات الصرع عليه.

وقد سمح وزير الداخلية لاحقا باستخدام زيت القنب، بعد أن أوضح الأطباء أن استخدامه كان للإسعاف في طارئ طبي، وقد أعطي الصبي بيلي الزيت في مستشفيي تشيلسي وويستمنستر بإجازة خاصة لاستخدامه لمدة 20 يوما. ومنع من تناول العقار في منزله.

وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية إنه أعطيت له “رخصة استثنائية” لاستخدام العقار “لفترة قصيرة الأمد” وسيتم مراجعة الوضع بعد ذلك.

وشجع قرار وزارة الداخلية الأولي ثم تراجعها عنه، الدعوات من نواب من كل الأطراف إلى إصلاح القانون الذي ينظم استخدام الأدوية.

وقال بلانت، النائب عن حزب المحافظين، إن القانون الحالي قد استند إلى ادعاء “قديم” بأنه ليس للقنب فوائد طبية.

وقال لـ “هيئة الإذاعة البريطانية”، إن ثمة حقائق علمية راسخة جدا تشير إلى أن القنب يساعد في مختلف أنواع الصرع وأعراض التصلب العصبي المتعدد.

وأضاف “يجب أن نكون جادين الآن في الحصول على فوائد الأدوية وأن نغير الموضع السخيف صراحة، الذي نحن فيه”.

وقال وزير الصحة السابق دان بولتر، وهو أيضا من حزب المحافظين، إن الوضع الحالي “سخيف” وإنه سيسعى للحض على تعديل عاجل في القانون.

وأضاف “لا استطيع أن افهم بصدق لماذا نرى …مخدر القنب الطبي، عبر منظور تشريع عام 1971 لإساءة استخدام العقاقير الطبية، في حين أن تلك قضية طبية خالصة، إنها ليست قضية حظر عقار، وهذا ما يستدعي التغيير”.

وأكمل “علينا أن نتحرك في هذا الاتجاه بعيدا عن وزارة الداخلية وأن نسمح للأطباء بكتابة وصفات تضم هذا العقار كما هي الحال مع وصفهم أي عقار آخر، تحت إشراف طبي، ومن أجل مصلحة المرضى”.

ودعا نواب آخرون أيضا، من بينهم الرئيسة المشاركة لحزب الخضر كارولين بوكاس والنائب عن حزب العمال بول فلين والنائب عن حزب الديمقراطيين الأحرار نورمان لامب، إلى تشريع إجازة استخدام مخدر القنب الطبي.

وقال النائب عن الديمقراطيين الأحرار ووزير الدولة للشؤون الداخلية السابق، نورمان بيكر، إنه دعا إلى تغيير القانون بشأن استخدام الحشيش الطبي عندما كان في الوزارة، ولكن “واجه عوائق على طول الطريق” من وزيرة الداخلية حينها تريزا ماي ورئيسة الوزراء الحالية، التي اتهمها بأن لديها ” نوعا من الخوف المرضي من القنب”.

وبعد أن أُعطي بيلي زيت القنب السبت، قالت والدته إن ابنها الصغير كان محطما تماما مشددة على القول “يجب أن لاتمر أي عائلة أخرى بمثل هذه المحنة، وأن تسافر حول نصف العالم لجلب الدواء الذي يجب أن يكون متوفرا مجانا”.

وأضافت “تجربتي تجعلني بلاشك أرى أنه لا يمكن أن تستمر وزارة الداخلية في لعب دور في التحكم في إعطاء الدواء للأطفال المرضى في بلادنا”.

وفي عام 2017، وصف أطباء الرعاية الصحية هذا الدواء للصبي بيلي، بيد أن الطبيب المشرف في منطقته أبلغ والدته في مايو/أيار أنه لم يعد باستطاعته وصف هذا الدواء له، إذ قالت إدارة الصحة في أيرلندا الشمالية إن حشيش القنب غير مرخص باستخدامه كدواء في بريطانيا.

هل للقنب فوائد طبية؟

تعد مادتا سي بي دي وتيتراهايدروكانابينول من المواد المخدرة التي توجد بشكل طبيعي في راتينج نبتة الماريوانا، وقد رخص استخدام دواء ساتيفيكس، المستخلص من القنب، في بريطانيا، لعلاج التصلب العصبي المتعدد، ويحتوي العقار على مادتي “تي أج سي” و “سي بي دي”.

ويستطيع الأطباء، نظريا، أن يصفوه لمرضاهم لأشياء أخرى خارج هذا الترخيص، ولكن على مسؤوليتهم الخاصة، وإذا مرر مريض مصاب بالتصلب العصبي هذا الدواء المعطى له إلى أشخاص آخرين، سيتعرض للمساءلة القانونية.

وثمة عقار مرخص آخر هو نابيلون، يحتوي على نسخة صناعية من مادة تي أج سي، يمكن إعطاءه لمرضى السرطان لمساعدتهم في تحمل الغثيان أثناء العلاج الكيميائي.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها