روائي روسي ألماني معروف : ” كلنا سوريون ” و هذه هي الأسباب
أجرت صحيفة “شفيبيشه” لقاء مع الروائي الروسي الألماني فلاديمير كامينر الذي يكتب عن اللاجئين والمآسي الإنسانية وهجرته الخاصة.
وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن كامينر نشر أكثر من 23 كتاباً، في البلدان الناطقة بالألمانية وحدها، فيما بلغ إجمالي تداول كتبه والكتب الصوتية أكثر من 3.7 مليون نسخة.
وأضافت الصحيفة أن كامينر (50 عاماً)، والذي ولد في موسكو، يعيش في برلين منذ عام 1990، وهو متزوج ولديه طفلان، وتصدر كتابه الجديد “ألمانيا بالذات- قصص جيراننا الجدد” منذ عدة أسابيع المراكز العليا لقوائم الكتب الأكثر مبيعاً.
نص لقاء الصحيفة مع الروائي، بحسب ما ترجم عكس السير.
الصحيفة : في كتابك الحالي، قلت: “كلنا سوريون”، ماذا تقصد بهذا؟
فلاديمير كامينر: “يوجد وراء كل قصة عائلية على الأقل جزء من قصة لاجئ، انظروا إلى عائلتي اضطرت أمي إلى الفرار من موسكو في عام 1941، وفي عام 1990، طلبت اللجوء الإنساني في في برلين الشرقية، وكنت محظوظاً للغاية، لكنني أعرف الشعور البدء من الصفر في بلد جديد”.
وأضاف الروائي: “يذكّرني بعض الشبان السوريين بنفسي، لقد أرادوا فقط أن يخرجوا من عالمهم الضيق ولديهم الطموح لتجربة أنفسهم بطريقة جديدة”.
الصحيفة: في كتابك “ألمانيا بالذات”، تكتب عن المواقف الغريبة في التعامل مع اللاجئين، ألم تفكر قبل اختيار مثل هذا الموضوع الحساس؟”.
فلاديمير كامينر: لا، لأنني أبحث دائماً عن المآسي الإنسانية من أجل التطرق إليها، الفشل الممتع هو شيء أحبه كثيراً، وبعد حدوث مآس، خاصة عندما يتصادم عالمان، لا يعرف أحدهما الآخر على الإطلاق.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، تم إيواء اللاجئين في قرية براندنبورغ حيث أعيش، لقد تمكنت من مراقبة الوضع وردود الفعل عن كثب، لكن الواقع غريب جداً: بمجرد أن كتبت الكتاب، كان اللاجئون قد فروا من جديد”.
الصحيفة : هل هذه مزحة؟
فلاديمير كامينر : “لا، لقد انتقل السوريون من قريتنا إلى مدينة كوتبوس لأنهم اعتقدوا فجأة أنهم رأوا مستقبلهم فيها، ثم أرادوا العودة إلى هنا، وأعربوا عن أسفهم لهذه الخطوة وقالوا إن المستقبل لن يكون في مدينة كوتبوس، ولكن الآن لا أحد يعرف ما إذا كان هذا ممكناً على الإطلاق”.
الصحيفة : هل لذلك تكمن السعادة دائماً في مكان آخر للاجئين؟
فلاديمير كامينر: “بالضبط، يعتقد المرء أنه يجب أن يذهب إلى مكان آخر ليكون سعيداً وهذا يبقى واحداً من الأوهام البشرية الكبيرة، هناك المزيد والمزيد من اللاجئين والسياح، الجميع يريد أن يرحل، لكن يمكن أن يكون اللاجئون اليوم سائحي الغد والعكس صحيح”.
وأضاف: “أحيانا أشعر بأن العالم كله يفر من نفسه، ولكن طالما أننا لا نفهم أن الأرض مستديرة ونخرج مرارا وتكرارا في نفس الأماكن، مع نفس المشاكل، فهذا لا معنى له، إنه لأمر مؤلم وتحد كبير أن ندرك في النهاية أننا جميعا لدينا نفس المشاكل في كل مكان، سواء في أوروبا أو آسيا أو أفريقيا أو أمريكا”.
الصحيفة : يعتبر الألمان أبطال العالم في السفر، هل يحبون بشكل خاص الهروب من الواقع؟
فلاديمير كامينر:” أعتقد أن هذه ليست ظاهرة ألمانية نموذجية، هناك حكاية عن هذا الموضوع في الاتحاد السوفياتي ومفادها أن يهوديا روسيا كبيرا هاجر إلى إسرائيل، لكنه سرعان ما عاد إلى الاتحاد السوفيتي، وقام بذلك عدة مرات بين ذهاب وإياب، لذلك قال شرطي الحدود له: عليك أن تقرر المكان الذي تفضله! عندها قال الرجل العجوز: أعلم ذلك: إن المكان الذي أفضله هو على الطريق!”.[ads3]