عن الاكتفاء من العيش ” حياة مزدوجة ” .. صحيفة ألمانية تنشر مقالاً للاجئ سوري مثلي عن معاناته في سوريا و تغير حياته في ألمانيا

كتب شاب سوري مقالاً في صحيفة “دير تاغس شبيغل“، الإثنين، تحدث فيه عن تجربته كمثلي جنس في سوريا، وتصنيفه في ألمانيا كلاجئ سوري.

واستهل “مصطفى” مقاله، بقوله إن لطالما شعر بعدم عدالة مقولة “وراء كل رجل ناجح امرأة عظيمة”، بالنسبة له وبالنسبة لجميع الأشخاص المثليين، لأنه وفقاً لمنطق هذه المقولة، فسوف لن يكون رجلاً ناجحاً أبداً، نظراً لعدم احتمالية وجود امرأة عظيمة في حياته.

وأضاف الكاتب، بحسب ما ترجم عكس السير، أنه كان يبحث عن وطن في ظل النظام السياسي لسورية الأسد، فوجد أن النظام اغتصب حقوقه، وأخضعه إما للسجن أو لرقابة الشرطة الأخلاقية، لذلك بحث عن “الوطن” في الدين، ليجد أن “الإسلام يحظر ويعاقب المثلية الجنسية”.

ويقول مصطفى: “لم يكن هناك طريق ثالث، يدلني على وطن جديد، لقد كنت بلا مأوى، إن مصطلح الوطن يختلف معناه من شخص لآخر، بحسب الجيل أو الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها، ومستوى التعليم الذي حصل عليه.. فبالنسبة لوالدي، البالغ من العمر 75 عامًا، ترتبط كلمة الوطن بالأرض التي ولد فيها، لذلك يرفض مغادرة سوريا حتى اليوم”.

ويتابع الشاب: “لقد اضطر والداي لترك منزلهما في ضواحي دمشق، والعودة إلى قريتهم في جبل الزاوية، القريبة من إدلب، بسبب الاشتباكات العسكرية الدموية التي بدأت منتصف 2012 قرب منزلنا، وهناك في القرية يشعر والداي بأنهما في وطنهما، حيث توجد الأرض التي ورثها والدي من والده، وبنى فيها منزلًا جديدًا، وزرع الأشجار واعتبرها مملكةً صغيرةً ذهبية.. بالنسبة لأبي، يرتبط الوطن ارتباطاً وثيقاً بملكية الأراضي، لأن الأرض كانت مصدر الرزق الوحيد في طفولته، وكانت العامل الذي يضمن الاستقرار في الحياة.. لذلك ، يرى بضرورة انتقالها من جيل إلى جيل، وعلى الجميع الزواج وبناء منزل مجاور لها، والمشاركة في العمل وتوسيع أرض العائلة قدر الإمكان”.

“أما أنا، فقد ولدت في دمشق، بعيداً عن مسقط رأس والدي، ومصطلح الوطن، بالنسبة لي، لا يرتبط بفكرة ملكية الأرض، لا سيما وأنني أعرف أنني لن أحقق رغبات والدي، المتمثلة بالزواج، وإنجاب الأطفال الذين سيحملون اسم العائلة، ويساهمون بالحفاظ على الأرض”.

“لقد كان أصدقائي المراهقون، في المدرسة الثانوية ، منشغلين بالوقوع في الحب، واكتشاف أجسادهم.. كل واحد منهم لديه صديقة أو أكثر، ويسمعون الأغاني التي تصف المرأة بأنها وطن للرجل.. حتى هذا الوطن لم يكن متاحًا لي، حيث أنه لا يمكنني الوقوع في حب أي فتاة.. وحين كان أصدقائي يتفاخرون بعلاقاتهم الجنسية، كنت أخشى الاعتراف بعدم اهتمامي بالفتيات.

وأصبح الوضع أكثر تعقيدًا في سنوات الجامعة، وكنت مختلفًا جدًا عن زملائي الطلاب، وكنت أشعر بأن وطني قد طردني”.

وأشار الكاتب إلى أن المثلية الجنسية في سوريا تعتبر “وصمة عار للمثلي وعائلته، وتبقى ملتصقةً به طوال حياته، في ظل مجتمع متشرب بأفكار نمطية ذكورية قديمة، تعززها القصص الشعبية والدين”.

وتابع مصطفى: “أما الوطن بالنسبة لحزب البعث السوري الحاكم، فهو مجموعة من أمور مادية، كالوظائف والمال والنفوذ، وهي حكر لمجموعة محدودة من الناس، التي تحكم الآخرين.. وحتى هذا المعنى للوطن لم يكن يناسبني، وكنت متحمسًا للتغيير مع بدء الثورة السورية، وكنت آمل بوطن يحققه لي الربيع العربي، لقد كانت الثورة فرصتي الوحيدة.. لكن مع مرور السنين رأيت الثورة تتخلى عن مبادئها الثقافية والتحررية، وأصبح يهيمن عليها المتعصبون الدينيون، الذين ينكرون حقوقي بالمطلق، بصفتي مثلي الجنس، حتى أنهم يستحسنون قتلي.. لقد كنت مهددًا بالسجن في ظل النظام، أما المتطرفون فيقتلون المثلي برميه من بناء، وهذا ما حدث في المناطق التي سيطرت عليها داعش، مدعيةً بأنها بذلك تطبق إرادة الله”.

“لقد غادرت سوريا في عام 2014، بعد أن أصبح من الواضح لي بأنني لن أجد وطناً هناك.. وكانت رغباتي المتعلقة بالوطن قد انخفضت إلى مفردات قليلة، متمثلة بالحياة في مكان يتم قبولي فيه مثلما أنا، دون إقصائي، أو إجباري على العيش حياة ذات وجهين، أو الاضطرار للكذب.

أنا أعيش منذ ثلاثة أعوام في برلين، التي أعتبرها مدينةً محفزةً فكريًا، ولا أشعر فيها بأنني غريب… تعرفت على أسرارها وتاريخها ومعانتها، التي قادت في نهاية المطاف، إلى التسامح الموجود اليوم، في مسائل التوجه الجنسي.

لكنني ما زلت لاجئًا من سوريا، وما زلت أوضع في ملفات تحمل مسميات، مثل المشرقي، أو المسلم أو الرجل الأسمر.. و14٪ من الألمان الذين اختاروا حزب البديل من أجل ألمانيا، لا يقبلون وجودي في هذا البلد”.

وختم الكاتب بقوله: “ما زلت أبحث عن وطن، أستطيع الشعور بانتمائي إليه، جسدًا وروحًا.. وطن أستطيع أن أقول فيه أنه وراء رجل ناجح، لا يجب أن يكون دائمًا امرأة، بل يمكن أن يكون رجلًا أيضًا”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. انت واحد تافه مختل. انت تبحث عن شيء حتى يقبلو فيك لاجىء . لعنة الله عليك لانك تبحث عن مكان يأويك على حساب شرف السوريين

  2. جزء يدعي المثلية وجزء من اعتنق ديانات أخرى ويدعون انهم لا يستطيعوا العودة ويسألونك عن الراتب لماذا تأخر راتبي وتسألهم هل أنت موظف يقول لا هل تعمل لا إذا هذا دعم لتعيش ولا تقول راتب بعد اليوم

  3. تفو عليك وعلى أمثالك …. تخليت عن هويتك الحقيقية والتي هي رجل ذكر…. لذلك تهت كما تاه غيرك من المجرمين بحق أنفسهم… أنت لم تؤذيني شخصياً لقد آذيت المجتمع البشري كلياً بممارستك لأقذر رذيلة على الإطلاق. أنت عار على جبهة البشرية.

  4. دعو الخلق للخالق …نحن قمنا بثورة في سوريا للمطالبة بالحرية السياسية الاولى كان ان نطالب بثورة فكرية اجتماعية تهدف الى بناء الانسان وبناء مجتمع منفتح متقبل الاخر دون وصم او تميز لمجرد ان الشخص الاخر لا يوافق ارائي ومن هنا تبداء الحريات الاخرى تباعا بالظهور وتطفو العلاقات على علاقات المجتمع