” دون قلب أو فرحة أو شغف ” .. ما هي أسباب الانتقادات القاسية ضد مسعود أوزيل و منتخب ألمانيا ؟
لم يكن مدير المنتخب الألماني لكرة القدم أوليفر بيرهوف راضيا بتاتا يوم الأربعاء عن الانتقادات القاسية التي وجهت للاعب وسط “أبطال العالم” مسعود أوزيل، إن كان ذالك قبل بداية المونديل أو بعد خسارة المنتخب الألماني في المباراة الأولى ضد المكسيك (صفر-1).
ورغم أن المنتخب بأكمله قدم مباراة مخيبة للغاية في مستهل حملة الدفاع عن اللقب العالمي، كان اوزيل اللاعب الأكثر استقطابا للانتقادات التي استندت إلى واقعة صورته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل تقييم التزامه بقميص “ناسيونال مانشافت”.
وكان قائد المانيا السابق لوثار ماتيوس أقسى المنتقدين للاعب وسط أرسنال الإنكليزي، إذ اتهمه بطل مونديال 1990 أنه يلعب “من دون قلب، فرحة، شغف”.
ورأى بيرهوف أنه “علينا التعايش مع الانتقادات بعد الخسارة مع المكسيك”، مقرا “أن غالبها مبرر”، لكنه استطرد “أجد من المؤسف أن بعض الانتقادات كانت من تحت الحزام (أي مؤذية للغاية) ولم تكن موجهة لمسعود اوزيل وحسب، بل بشكل عام”.
وحل أوزيل وزميله ايلكاي غوندوغان على الأراضي الروسية في ظروف صعبة على خلفية صورتهما المثيرة للجدل مع الرئيس التركي.
والتقى غوندوغان وأوزيل، وكلاهما من أصل تركي، مع أردوغان في لندن في أيار/مايو 2018 والتقطا معه صورة وسلماه قميصين موقعين، كتب الأول عليه “إلى رئيسي”. وفي حين أكد غوندوغان أن الاجتماع مع أردوغان لم تكن له أي دوافع سياسية، رفض أوزيل التعليق. وبعدما تم توبيخهما من قبل الاتحاد الالماني، تم انتقادهما من قبل بعض الشخصيات السياسية الألمانية من اليمين المتطرف والخضر على وجه الخصوص.
وكان لاعب الوسط الدولي السابق شتيفان ايفنبرغ من المنتقدين للنجمين حيث طالبا بطردهما من المنتخب بسبب هذه الفضيحة، لاسيما في ظل التوتر في العلاقات بين تركيا وألمانيا.
ثم صب ماتيوس الزيت على النار بمقال في صحيفة “بيلد” الألمانية قال فيه “بمشاهدتي اوزيل على أرضية الملعب، يراودني غالبا هذا الشعور بأنه ليس مرتاحا لارتداء القميص الألماني. كأنه لا يرغب باللعب بتاتا. (يلعب) من دون قلب، فرحة، شغف”.
وواصل “منذ عام أو إثنين، يقدم اوزيل مستوى ضعيفا، ما لا يبرر مكانه في فريق لوف”، متطرقا إلى عدم تعليق اوزيل على الانتقادات، بالقول “لا يفهم سبب هذه النقاشات الكثيرة في المانيا بشأنه. إنه لا يعي ما يتوقعه الناس في ألمانيا من لاعب في المنتخب الوطني”.
وقبل يوم من انطلاق نهائيات روسيا يوم الخميس الماضي، أكد مدرب المنتخب الالماني يواكيم لوف أن أوزيل وغوندوغان “عانيا” من الانتقادات التي وجهت إليهما.
وأقر لوف بأن صافرات الاستهجان التي أطلقتها الجماهير الألمانية على غوندوغان في ليفركوزن خلال المباراة الدولية الودية الإعدادية الأخيرة قبل المونديال أمام السعودية “قد تطلق مجددا في المباريات المقبلة”.
وبالنسبة لرئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غرينديل، فإن صافرات الاستهجان ضد اللاعبين الدوليين تتخطى كرة القدم وتعكس التوترات في المجتمع الألماني.
وقال الأسبوع الماضي “هناك شيء أكثر عمقا، يتجاوز هذين اللاعبين”، مضيفا “ثمة مشاكل في هذا البلد تتجاوز كرة القدم بكثير الناس يرون المشاكل ويتوقعون الوضوح، لاسيما فيما يتعلق بالولاء لقيم بلدنا. نحن نواجه مشكلة مجتمعية، تمس اتحادنا، لأننا مرآة لهذا المجتمع”. (REUTERS)[ads3]