ما أسباب تعثر المنتخب الألماني في مونديال روسيا ؟

ودع المنتخب الألماني نهائيات كأس العالم لكرة القدم في #روسيا من الدور الأول للمرة الأولى منذ عام 1938، وفشل بالتالي في سعيه ليصبح أول منتخب يحتفظ باللقب منذ عام 1962.

سيتعين على منتخب “المانشافت” الآن أن يجد أسباب الفشل التاريخي، بعضها بدا واضحاً على أرضية الملعب من خلال خط دفاع غير مستقر وغياب هداف حقيقي، وأسباب أخرى على الارجح تتعلق بالاستعدادات لمونديال روسيا والمشاكل البعيدة عن الرياضة والتي أثرت كثيراً على المنتخب في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً الجدل حول “ولاء” اللاعبين من أصل تركي إلكاي غوندوغان ومسعود أوزيل.

في ما يأتي عرض لهذه الأسباب المحتملة:

بعيداً عن أي خرافة، ردد مدرب ألمانيا يواكيم لوف مرات عدة قبل بدء البطولة أن “الاحتفاظ باللقب سيكون صعباً جداً”، سواء أرادوا ذلك أم لا، سمع الألمان وقرؤوا لشهور أنهم لا يهزمون، انتهى بهم الأمر إلى الاعتقاد بذلك.

وفي كل تعثر في مباراة إعدادية، تكررت مقولة “نحن فريق بطولة، سنكون جاهزين في اليوم الموعود”، لكن ضد أبطال العالم، لعب المكسيكيون (فازوا 1-0)، السويديون (خسروا 1-2) والكوريين الجنوبيين (حققوا المفاجأة بالفوز 2-0) مباريات حياتهم، وغابت عن المانشافت الروح الإضافية التي تمكنه من التفوق.

بعد الخيبة الروسية، سيتركز الحديث مرة أخرى عن بعض اختيارات المدرب يواكيم لوف.

ولم يوجه إليه اللوم لاستبعاده نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، لوريه ساني، وفي مواجهة كوريا الجنوبية، اتضح أن المانشافت لا يملك لاعبا لديه القدرة على اختراق الدفاعات المتكتلة بفضل فعالية مراوغاته.

ولاء لوف للاعبي الخبرة وصف بـ “العناد” من قبل بعض المراقبين، مسعود أوزيل الذي كان بعيداً عن مستواه في المباراة الأولى ضد المكسيك، عاد إلى التشكيلة الأساسية ضد كوريا الجنوبية بعدما جلس على مقاعد البدلاء في الثانية أمام السويد.

كما أن ركيزتين أساسيتين في التشكيلة مر ظهورهما دون أي تأثير في النسخة الحالية هما سامي خضيرة وتوماس مولر على رغم الثقة التي وضعها فيهما المدرب.

وفي رأي بعض المحللين، يمثل هذا الإقصاء نهاية جيل ذهبي كان لا يزال ممثلاً في روسيا من قبل مانويل نوير وماتس هوميلس وجيروم بواتنغ وتوني كروس وأوزيل ومولر.

لسوء حظ ألمانيا، جيل المستقبل متمثلاً بليون غوريتسكا ويوليان براندت ويوشوا كيميش، لم يتمتع بالنضج الكافي لتحمل المسؤولية.

وكان الضعف الدفاعي سبباً في الهزيمة الأولى ضد المكسيك، عندما فرضت ألمانيا سيطرتها على المجريات، كشفت نفسها وتركت مساحات للمكسيكيين لشن هجمات مرتدة، لم تستطع احتواءها.

وظهر ذلك في المباريات الودية الإعدادية، إذ كان قطبا الدفاع مرات عدة في مواجهة وجهاً لوجه مع مهاجمي المنتخبات المنافسة.

وفي عام 2014، بدأ لوف المونديال بأربعة مدافعين يملكون خبرة كبيرة في الخط الدفاعي، وقتها تعرض لانتقادات لغياب المقاربة الهجومية، ولكنه على الأقل أمَن الاستقرار.

وخلال تلك البطولة، شغل القائد السابق فيليب لام الجهة اليمنى، لكنه كان يملك خبرة وقراءة للعب بعيدة كل البعد عن الشاب يوشوا كيميش.

وفي الهجوم، كان الافتقار إلى الواقعية قاتلاً.

وتبحث ألمانيا عن هداف منذ الاعتزال الدولي لميروسلاف كلوزه، حامل الرقم القياسي في عدد الأهداف في نهائيات كأس العالم (16 هدفاً).

وكان خليفته مولر بعيداً عن كونه قناصاً حقيقياً للأهداف، ففي كأس أوروبا 2016 في فرنسا، كان غياب قلب هجوم فعال وواقعي عائقاً أمام المانشافت، خاصة ضد البلد المضيف في الدور نصف النهائي.

وضعت ألمانيا ثقتها مبكراً بالمهاجم الواعد تيمو فيرنر (22 عاماً)، المتألق مع فريقه لايبزيغ، معتقدة أنه سيصبح “مدفعجي” العقد المقبل.

قلب الهجوم الشاب، تألق في كاس القارات العام الماضي، لكنه صام عن التهديف هذا الصيف في روسيا.

وعلى الرغم أنهما كانا على يقين من قدرتهما على تجاهل الجدل السياسي، إلا أن اللاعبين واجها لأسابيع في المؤتمرات الصحافية والمقابلات الأسئلة نفسها حول “القضية”.

ومنذ أن التقى أوزيل وغوندوغان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انقسمت ألمانيا لمعرفة ما إذا كان طفلاها المهاجران مواليين أم لا للقميص الوطني.

ووحاول الجهاز الفني للمانشافت التخفيف من حدة هذه الانتقادات، لكن لوف أقر بأن اللاعبين عانيا من هذه القضية، وعلى الارجح أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف عما اذا كانت الأجواء السائدة داخل المجموعة مثالية مثلما أراد اللاعبون والجهاز الفني توصيفها، وصفها اللاعبون والجهاز الفني. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها