” لقد خذلتنا البشرية ” .. مسرب صور المعذبين في سجون بشار الأسد : أنا سجين لصوري و مخابرات النظام تتجسس على السوريين في أوروبا

أجرت صحيفة ألمانية لقاء مع المصور العسكري السوري المنشق الملقب بـ”قيصر”، الذي سرب عشرات الآلاف من صور المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في سوريا، منذ بدء الثورة ضد نظام الأسد، عام 2011.

وقالت صحيفة “بيلد” الألمانية، إنها التقت مع قيصر في مكان ما في أوروبا، حيث يعيش فيها منذ خمسة أعوام تحت اسم مستعار “سامي”، لأنه لاجئ.

وذكرت الصحيفة أنه في عام 2013، قام سامي بتهريب 53275 صورة لحوالي 11 ألف شخص تم تعذيبهم حتى الموت، بالإضافة لصور أخرى فظيعة، وهي أدلة دامغة ضد السوري بشار الأسد وأتباعه.

وأضافت أنه إذا ما تمت محاكمة الأسد يوماً أمام المحكمة الدولية، فإن هذه المواد المسربة ستحدد مصيره، ويعد سامي شاهداً رئيسياً، وهو تحت برنامج حماية خاص، من قبل الاتحاد الأوروبي.

وقالت مراسلة الصحيفة، كارينا موسباور: “أنا أول صحافية تزور سامي هنا، ولا ينبغي أن أصف ما إذا كان سامي يعيش في منزل أو في شقة”، وذكرت الصحافية: “نحن لا ننشر الصور التي تظهر الأثاث، فقد تستخدمها المخابرات السورية لتقفي أثره”.

وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء كان فقط بين مراسلتها وسامي، ولم يتم استخدام مترجم أو مصور، لأن الأخير خائف من تعرضه للخيانة، وقام سامي بالاتصال بصديق يترجم عبر مكبر الصوت في الهاتف، وقال سامي: “أنا سجين لصوري، أعرف أن ضباط المخابرات لدى الأسد يتجسسون على المواطنين السوريين في أوروبا”.

وقال سامي إن المخابرات السورية قامت بتفتيش منزله في سوريا مرتان، وصادرت المعدات التقنية والهواتف والكمبيوتر، وكان الكمبيوتر المحمول الذي يحوي ملفات التعذيب مخبأ في مكان آخر.

وأضاف: “عرفت أن قوات الأسد يمكن أن تأتي في أي وقت، كنت خائفاً أن ينتهي بي الأمر مثل الناس في الصور”، وذكر سامي أنه تم القبض على اثنين من أبناء عمه، أحدهم توفي في السجن، والآخر لا يعرف عنه أي أثر حتى يومنا هذا.

وعن حياته في أوروبا، قال سامي إنه يكتب القصائد لتهدئة روحه، ويقوم باصحطاب أولاده إلى المدرسة كل يوم، ويعيدهم بعد انتهاء الدوام، وفي المساء يقرأ قصصاً عربية قصيرة لهم.

وأضاف: “ربما يكبر أطفالي من دوني، ولكنهم سيفهمون في النهاية أنني فعلت ما كان علي فعله لمساعدة الأطفال الذين قُتل آباؤهم”، وذكر أنه يحلم بالعودة إلى سوريا عندما يخيم في سوريا السلام، ويريد العدالة للضحايا.

وذكر أن الصور تم عرضها في المتاحف وفي البرلمان الأوروبي ومقر الأمم المتحدة، كما أظهر النشطاء الصور للسياسيين والوزراء ورؤساء الدول، وتناولتها صور وسائل الإعلام الشهيرة.

كما تحدث القيصر أمام الكونغرس الأمريكي، وقال بخيبة أمل:”الصور موجودة هناك، لكن لم يحدث شيء، ما تزال المذبحة في سوريا مستمرة، لقد خذلتنا البشرية”.[ads3]