عن اللغة و الاندماج و العمل .. صحيفة تسلط الضوء على تجربة لاجئ سوري في ألمانيا
أجرت “ريغينا براندل”، وهي واحدة من المساعدين الذين يعتنون باللاجئين منذ عام 2015، زيارة إلى منزل سوري وعائلته، برفقة صحيفة ألمانية.
وقالت صحيفة “اوبريايشريسه فولكسبلات” الألمانية المحلية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن حسن حصل على منزل في مجمع مبانٍ، لمساعدته على العيش، في بلدة روت، جنوبي ألمانيا.
وأضافت الصحيفة أن حسن في الواقع “لا يحب الظهور في العلن”، لكنه يريد أن يظهر للناس في بلده المستضيف، أن هناك حالات اندماج جيدة.
وجلبت زوجته الحلويات الصغيرة المخبوزة في المنزل، وبينما كان يركض أطفاله حوله، تحدث بهدوء وصبر، كيف تحولت بلدة روت إلى وطنه الثاني.
و في منتصف عام 2015، قرر مغادرة مدينته دمشق، وقال حسن شارحاً قراره في مغادرة سوريا: “أنا مدرس ولست قاتل”.
وذكرت الصحيفة أن حسن الحسن درس الأدب العربي في جامعة دمشق، وقال: “حربنا تدمر كل شيء، لم تعد هناك مدارس، وبالتالي أصبحت الصفوف المدرسية أكبر حجماً، وهو أمر لم يكن موجوداً قبل الحرب”.
وأوضحت الصحيفة أن حسن لم يرد الذهاب إلى الخدمة العسكرية في سوريا، وقد أصبح الوضع أكثر صعوبة بالنسبة له ولعائلته، وأضاف: “فقدنا منزلنا، كان علينا أن نبحث عن مسكن جديد مرة أخرى، لأن القصف أو القتال على الأرض لم يسمح لنا بالعيش هناك بعد الآن”، ولذلك قرر حسن الحسن الفرار من وطنه.
واستغرق الأمر أربعة أسابيع للسفر عبر تركيا واليونان ومقدونيا والمجر، مروراً بمدن باساو وديغندورف وميونخ وإنغولشتات وراوبلنغ، إلى أن وصل إلى بلدة روت.
بعد ذلك، تعلم حسن الحسن اللغة الألمانية، واجتاز دورة الاندماج، وعمل في عدة وظائف، إلى أن وجد عملاً دائمًا في مصنع “دينجل” للشوكولا، في بلدة روت.
وقال حسن: “أنا أحب الشوكولا”، وهو سعيد جداً بالعمل هناك منذ شهر آب من العام الماضي، لكي يتمكن من إعالة أسرته لوحده.
وعندما ترك حسن وطنه في منتصف عام 2015، كانت زوجته سناء حاملاً في شهرها السابع، وتقدمت الزوجة البالغة من العمر 40 عاماً بطلب لجمع شمل الأسرة في أقرب وقت ممكن، ومنذ نهاية شهر شباط من العام الماضي، تم لم شمل الأسرة.
وذكرت الصحيفة أن سناء، التي درست الاقتصاد في دمشق، ستبدأ بتعلم اللغة الألمانية اعتبارًا من شهر أيلول، وقد بدأت متأخرة في تعلم الألمانية، بسبب انشغالها في رعاية أطفالها الإثنين.
وقال حسن للصحيفة: “آمل أن يحل السلام في بلدي”، ورداً على سؤال حول ما إذا كان لديه العديد من الأصدقاء الألمان هنا، أجاب: “لديّ صديق ألعب معه كرة القدم دائماً، ولكن ما عدا ذلك فإن الألمان لديهم القليل من الوقت، فهم دائما يعملون”.
كما أن حسن ليس لديه الكثير من وقت الفراغ بسبب عمله، وأضاف: “لكن عندما يكون لدينا وقت، نذهب للنزهة أو نذهب لتناول الطعام في مدينة روزنهايم”.
وقالت ريغينا: “يسير الاندماج في بلدة روت بشكل سلس نسبياً، باستثناء الصعوبات الطفيفة”، وأضافت إن جميع اللاجئين تقريباً يكسبون رزقهم من كد جبينهم، لكن البعض ما يزال عليهم العثور على بعض الشقق، وليس هذا الحال في جميع الأماكن.[ads3]