وكالة أنباء الأناضول : ” أطباء أتراك يعيدون الأمل لطفلة سورية مزقت الحرب جسدها “
في إحدى مستشفيات العاصمة التركية أنقرة، خطت الطفلة السورية “ريان قاسم” أولى خطواتها بعد أكثر من عام ونصف العام على فقدانها القدرة على المشي، إثر تعرضها لإصابات بليغة في جسدها، وفقدانها ليدها اليسرى جراء قذيفة أصابت منزلها في مدينة حلب السورية عام 2016.
وتعيش ريان ذات الأعوام الثمانية فرحة قدرتها على المشي مجددًا، وتركيب يد اصطناعية لها بدلًا من التي فقدتها.
وفي حديث للأناضول، شرح شاهر قاسم والد ريان المصاعب التي عاشوها في سوريا، قائلًا: “في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016 انقلبت حياتنا رأسًا على عقب، كانت أسرتي في البيت وقت الحادثة وأبنائي يلعبون في الخارج، وفجأة سمعنا صوت طائرة وسقطت قذيفة”.
وأشار إلى أنه خرج للبحث عن أولاده بعد الانفجار، وأنه رأى قرابة 16 شخصًا يرقدون على الأرض بين قتلى ومصابين، وأضاف: “استشهدت ابنتي نور ذات الأعوام الأربعة، إضافة إلى ابن شقيقة زوجتي وطلفين من أبناء الجيران وأصيبت ابنتي ريان وابني الآخر”.
ولفت إلى أنه أخذ أبناءه بالسيارة وتوجه إلى أقرب مستشفى لإسعافهم، وطلب مساعدة من منظمة “Human Appeal”، لعلاج ابنته ريان.
وأردف: “بعد التنسيق نقلت ريان إلى مستشفى “غوفان” الخاصة في العاصمة التركية أنقرة، وبدأت مراحل علاجها”.
وأكد قاسم أنهم شعروا بالأمان بعد دخولهم تركيا. معربًا عن شكره الكبير للأطباء الأتراك وموظفي المستشفى والمنظمة لتوفيرهم العلاج لابنته.
وذكر الأب أن الابتسامة بدأت ترتسم من جديد على محيا ريان، إثر تركيب يد اصطناعية لها، وتشعر بالفرح لقدرتها على المشي مجددًا بعد انتهاء مراحل علاجها.
وتحدث قاسم عن أهوال الحرب في سوريا، وإمكانية البقاء تحت القنابل والقذائف بأي لحظة. مبينًا أن ابنته ستواصل حياتها وأثار الحرب عليها بعد تعرض جمجمتها لشظايا وإصابتها بكسور.
بدورها، أعربت ريان عن رغبتها في التحسن بأقرب وقت ولقاء أمها وإخوتها القاطنين في حلب، قائلًة: “سأحضن أمي وإخوتي وأصدقائي، ورغم حبي الشديد لتركيا ولكن اشتقت لمنزلي وأسرتي”.
وروت ريان ما وقع يوم الحادثة قائلة، “أنا وإخوتي ارتدينا ملابس جديدة، أختي نور التي قتلت في القصف كانت تريد الخروج واللعب فقالت لي أمي اخرجي مع أختك، وعندما كنا نلعب فجأة سمعنا صوتًا شديدًا وجاء أخي وطلب منا الاستلقاء على الأرض ولكن رفضنا لأننا لم نرد أن تتسخ ملابسنا النظيفة وبعدها سقطت القذيفة”.
وأعربت الطفلة السورية عن سرورها الكبير حيال تركيب يد اصطناعية لها بعد أن كانت حزينة للغاية لفقدانها يدها، بجانب إصابتها بشلل أفقدها القدرة على المشي.
وأكدت أن الأطباء الأتراك اعتنوا بها بشكل كبير، وأنها بدأت بالمشي، وقدمت شكرها لكافة الأطباء ولتركيا إزاء ذلك.
من جانبها، ذكرت الطبيبة “غُل بالتاجي”، رئيسة قسم العلاج الفيزيائي في المستشفى، أن ريان تعرضت لإصابات بليغة في جسدها، ورأسها.
وقالت: “بعد إجراء عملية للجزء السفلي من فخذها الأيمن تم تضميده بالجبس، ومن جانب آخر تعرضت للشلل بسبب إصابات في الدماغ، فضلًا عن فقدانها ليدها اليسرى من الكوع”.
ولفتت إلى أن ريان لم تكن قادرة على أداء أي نشاط حركي لدى وصولها المستشفى، واستدركت بالقول: “ولكن خلال فترة قصيرة وبفضل مثابرتها وبرنامج تأهيل على مدار 6 ساعات يوميًا، تمكنا من رؤية وضعها يتحسن يومًا بعد يوم”.
وبيّنت أنهم ركّبوا يدًا اصطناعية لها بهدف تمكينها من ممارسة النشاطات، وتحقيق التوازن، وأكدت أنهم طبقوا عليها علاجًا من أجل قدرتها على استخدام فخذها بشكل صحيح لتتمكن من المشي.
وأضافت بالتاجي: “ريان تستخدم جزئها السليم من فخذها بشكل رائع، وتمكنت من تحقيق التوازن واستعادت ثقتها بنفسها، ونجحت في اتخاذ خطواتها خلال فترة قصيرة من التأهيل”.
وأوضحت أن ريان تحتاج إلى مزيد من الوقت لتتمكن من المشي وحدها، وأنها ستضطر لمراجعة المستشفى كل 6 أشهر لحين بلوغها الـ 15 من عمرها لإجراء الفحوصات لها، وتبديل اليد الاصطناعية لتتناسب مع نمو حجم يدها. (ANADOLU)[ads3]
يا قلبي
الله يحميكي ويحمي كل اطفال العالم
ولعنة الله على الأسد من الجد للولد