متطوعون في الدفاع المدني يتحدثون عن تفاصيل ” إجلاء الخوذ البيضاء بمساعدة إسرائيل ” .. و المئات منهم ما زالوا عالقين و متخوفين من بطش النظام

ما يزال مئات من عناصر “الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني) في مناطق الفصائل المعارضة، عالقين جنوبي البلاد، وفق ما أكد اثنان منهما، الإثنين، وأبديا خشيتهما على مصيرهما غداة إجلاء أكثر من 400 منهم مع عائلاتهم إلى الأردن.

وأعلنت “الخوذ البيضاء” في بيان الإثنين، أن إجلاء عناصرها كان “الخيار الوحيد” لتجنب “خطر الاعتقال أو الموت” على أيدي النظام السوري وحلفائه الروس.

ووصل 422 شخصاً من عناصر “الخوذ البيضاء” وأفراد عائلاتهم إلى الأردن الأحد، بعدما تولت إسرائيل نقلهم من جنوب سوريا، على أن تستقبلهم لاحقاً بريطانيا وألمانيا وكندا وكذلك في فرنسا.

وناشد سيزار (23 عاماً)، وهو إعلامي في صفوف المجموعة في مدينة درعا، “المعنيين مساعدتنا على الخروج” من جنوبي سوريا.

وقال لفرانس برس عبر الهاتف، إن نحو 400 عنصر ما زالوا في مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي، على الحدود مع الأردن، ومحافظة القنيطرة المحاذية لهضبة الجولان التي تحتل اسرائيل قسماً منها.

وعلم سيزار “عن طريق الصدفة” قبل أيام بوجود خطة لإخراج عناصر الدفاع المدني. ولدى مراجعته مركز مدينة درعا لتسجيل اسمه، تم إبلاغه بأن ذلك ليس ممكناً بعد رفع الأسماء إلى الجهات الدولية المعنية.

وتوشك قوات النظام السوري على السيطرة على محافظتي درعا والقنيطرة، وأبدى سيزار خشيته على مصيره ورفاقه العالقين في جنوب سوريا، معتبراً أن “خروج قسم من الدفاع المدني وبقاء قسم آخر هنا أضرنا أكثر مما أفادنا”.

وتابع “خروج الدفعة عن طريق إسرائيل (زاد الطين بلة) ونخشى ردود فعل النظام وروسيا”.

وتساءل عماد (20 عاماً)، المسعف في مركز قرية جباتا الخشب في محافظة القنيطرة، “كيف سحبوا هؤلاء ولا يتمكنون من سحبنا؟” مضيفاً عبر الهاتف “نحن 18 عنصراً في المركز، يحاصرنا النظام من ثلاث جهات واسرائيل من الجهة الرابعة”.

وأوضح أن “اجتماعاً لبحث وضعنا عقد اليوم في الأردن، وكان الجواب الذي تبلغناه بأن نذهب الى الشمال السوري” عبر عمليات الاجلاء التي تم بموجبها اخراج أكثر من سبعة آلاف مقاتل ومدني من محافظة القنيطرة في الأيام الأخيرة، لكن عماد شدد على انه “ليس هناك طريق لكي يكون متاحاً لنا الوصول الى الحافلات التي ستنقلنا لاحقاً إلى الشمال”، قائلاً “نحن ورقة محروقة بالنسبة للنظام السوري ولن نجد أي مغفرة”.

وفي بيان أصدرته الإثنين، قالت منظمة “الخوذ البيضاء” إن اجلاء 98 عنصراً مع 324 من أفراد عائلاتهم “كان الخيار الوحيد لمتطوعينا العالقين الذين كانوا يواجهون خطر الاعتقال أو الموت على أيدي النظام السوري وحلفائه الروس″، وأفادت بأن “أكثر من ثلاثة آلاف” من عناصرها ما زالوا في سوريا.

وقال رئيس المنظمة رائد الصالح، إن عملية الاجلاء كانت “معقدة” وأن بعض العناصر لم يتم اجلاؤهم لانهم لم يكونوا مسجلين على اللوائح، فيما لم يتمكن “عدد كبير” من العناصر من الوصول الى نقطة الاجلاء، وأشار إلى أنه لم يتم التخطيط لعملية إجلاء أخرى.

وطلبت منظمة “الخوذ البيضاء” من المجتمع الدولي مساعدة عناصرها الذين ما زالوا عالقين في جنوبي سوريا، وقالت “في غياب الحماية المطلوبة للجميع، نحن نشكر كل الحكومات التي ساهمت في نجاح عملية الانقاذ هذه، ونطلب منها ان تفعل المزيد لمساعدة” من تبقى من العناصر في جنوبي سوريا. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها