” لقد تركوهم يغرقون ببساطة ” .. صحيفة ألمانية تتحدث مع طبيب سوري حول أهوال رحلة لجوء أقاربه التي انتهت بغرق العشرات

تحدثت صحيفة ألمانية مع طبيب سوري، عايش أخبار غرق قارب لجوء في البحر المتوسط، الأسبوع الماضي، كان يحمل أخاه واثنين من أبناء عمومته.

وقالت صحيفة “كولنر شتات أنتسايغر“، الإثنين، بحسب ما ترجم عكس السير، إن 160 شخصًا كانوا على متن القارب، قضى منهم 30 شخصًا، ولم يتم العثور على 30 آخرين حتى الآن.

ويقول الشاب السوري (28 عاماً)، الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، وهو يمسك صورةً لابن عمه الغريق، كان وجدها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي: “لقد استسلم أخي لمصيره واعتقد أنه سيموت قريباً، قبل أن يمد إليه أحدهم طوق نجاة، تعلق به لساعات في البحر.. فيما ما يزال ابن عمي الآخر في عداد المفقودين”.

ويضيف الشاب، الذي كان يعمل جراحاً في سوريا، بكلمات هادئة، متحدثاً عن القصة المفجعة: “لقد أطلق اقاربي ومن معهم نداء استغاثة لخفر السواحل بعد دخول قاربهم في حالة طارئة، لكن أحداً لم يستمع، لقد تركوا الناس يغرقون ببساطة.. وتمكن عدد قليل من الرجال السباحة في مياه البحر لمدة ثماني ساعات طلباً للمساعدة، إلى أن عثروا في النهاية على سفينة فيتنامية قدمت لهم المساعدة”.

وبالنسبة للكثير ممن كانوا على متن القارب جاءت المساعدة بعد فوات الأوان، “كان القارب من طابقين، ولم ينج من كان في الطابق السفلي، أما أخي فقد أخبرني أنه نقل إلى وحدة العناية المركزة في تركيا بعد إنقاذه، قبل أن تزول حالة الخطر .. ليقرر لاحقاً العودة إلى سوريا، رغم استمرار وجود حالة الخطر على حياته، ولن يحاول مرةً أخرى بعد هذه التجربة الرهيبة ركوب البحر، حتى وإن واجه الموت في وطنه”.

وسألت الصحيفة الشاب، الذي يعيش في مدينة ليفركوزن منذ عامين، ما إذا كان يشعر بالخوف من وجود أخيه وعائتله في منطقة حرب في سوريا (لم تذكر الصحيفة اسم المدينة)، فأجاب بهدوء: “من يدري ماذا سيحدث في الأسبوع المقبل”.

وعلقت الصحيفة على إجابة الشاب، بقولها إنها ليست غريبةً على من أصبحت المسائل الوجودية مثل الموت، والوطن، والأسرة، والحرب، جزءاً من حياته اليومية.

ويعرف الشاب تماماً ما يعنيه أن يكون في مثل هذا القارب، حيث كان قد ركب قارباً مطاطياً في رحلة لجوئه، عام 2015، بعد أن تم اعتقاله مرتين في سوريا من قبل نظام الأسد، وهكذا شق طريقه عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

ويتذكر الشاب رحلة لجوئه بقوله: “لقد امتلأ القارب بعشر بوصات من الماء، لذا اضطررنا إلى رمي جميع أمتعتنا إلى البحر”، واستطاع الشاب الوصول إلى ألمانيا، بعكس ابن عمه، الذي غرق الأسبوع الماضي في رحلة لجوء مشابهة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف الشاب على مصير أفراد عائلته في سوريا، لا تثنيه عن تحقيق هدفه الأهم في ألمانيا، وهو العودة للعمل كطبيب مرةً أخرى.

وذكرت أن الشاب يكدح الآن في الدراسة من أجل تجاوز عدة اختبارات تتعلق بالمصطلحات الطبية والخبرة، ومن أجل الحصول على رخصة لمزاولة الطب في ألمانيا، في نفس الوقت الذي تمكن فيه من الحصول على تدريب في أحد مستشفيات ليفركوزن.

وعلق الشاب حول حياته في ألمانيا قائلاً: “لقد تلقيت مساعدات كثيرة في ألمانيا وأرغب في البقاء هنا”.

وختمت الصحيفة بالقول إنه على الرغم من الحنين إلى الوطن، لم يتبق لدى الشاب سوى فرصة واحدة للعودة إلى سوريا، حيث قال: “سوف يكون هناك أمل في العودة إذا رحل بشار الأسد، واستقر الوضع السياسي للبلاد”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها