ألمانيا : صحيفة تسلط الضوء على منظمة من الناشطين الألمان و السوريين تدعم الناشطين في سوريا في كفاحهم من أجل تقرير المصير و ضد إرهاب الدولة
تحدث وسائل إعلام ألمانية، عن منظمة “تبني ثورة”، التي تدعم الناشطين السوريين على الأرض.
صحيفة “تاغس تسايتونغ” الألمانية، نشرت مقالاً للكاتب يان لوكا تسينسر، قال فيه بحسب ما ترجم عكس السير: “في عام 2011، زار مؤسس المنظمة، إلياس بيربو، سوريا، وفي تلك الأوقات كان المرء متأكداً من أن الربيع العربي لن يندلع هناك، بالإضافة إلى ذلك، بدا بشار الأسد أكثر استنارة من الديكتاتوريين في تونس أو مصر، حيث كانت تقوم عدد من الأجهزة السرية المخابراتية بقمع كل حركة معارضة في مهدها”.
وتابع قائلاً: “ومن خلال صديق، اكتسب الياس نظرة عن النشاط الحركي الصغير في البلاد، ثم سأل نفسه: ماذا سنفعل لو كنا سوريين؟ أقنعت هذه المسألة أيضاً فرديناند دور، بضرورة القيام بشيء ما، حتى ذلك الحين، كان كل من إلياس ودور، نشطين بشكل رئيسي كناشطين ضد تغير المناخ”.
وأردف: “وبالتعاون مع زميل سوري لهم (أكثم أبازيد)، أسسوا منظمة غير ربحية تدعى “تبني ثورة”، منذ ذلك الحين، مع فريقهم المكون من ثمانية موظفين بدوام جزئي، كانوا يحاولون إقناع الناس بأن المجتمع المدني في سوريا يحتاج ويستحق التضامن”.
وذكرت الصحيفة أنه من خلال القيام بذلك، يعتمد الناشطون بشكل صريح على المساعدات الإنسانية بشكل أقل، ولكنهم يعتمدون أكثر على دعم الهياكل السياسية المدنية في سوريا وعلى الجمهور، لأن الناس في سوريا يقعون في غياهب النسيان.
وذكرت الناشطة “صوفي بيشوف” كيف تشهد بؤس الناس على أساس يومي، وكيف تحتفظ بعلاقات وثيقة مع النشطاء على الأرض، وأن هاتفها لم يتوقف عن الرنين أثناء تعرض ضواحي دمشق للقصف لأسابيع.
وقالت صوفي: “البعض أراد فقط أن يقول وداعاً لأنهم كانوا خائفين من الموت، كنت أعرف أنني لا أستطيع حمايتهم من القنابل، ولكن أقل ما يمكنني القيام به هو الاستماع إليهم”.
بدوره قال الياس: “كل مظاهرة أصبحت جنازة، كل جنازة أصبحت مظاهرة”، وأضافت الصحيفة أن عنف الأسد ولّد شقاء كبيراً وكراهية كبيرة وفوضى عارمة ومهد الطريق للمتطرفين، أما اليوم، يتوزع ملايين اللاجئين السوريين في كل الاتجاهات، فالبلد في حالة خراب، وما يزال الأسد في السلطة بفضل حلفائه”.
من ناحية أخرى، يضع الناشطون في منظمة “تبني ثورة” مفهومهم الخاص للمساعدة، حيث يحاولون بشكل ملموس تقوية المجتمع المدني المقاوم في كفاحه ضد الديكتاتورية والتطرف.
وقال الياس مؤسس المنظمة: “التضامن يعني أيضاً الاستمرارية، وبفضل الجهات المانحة، وحتى المبالغ الصغيرة، يمكن تأمين استمرار المشاريع لدعم الناشطين”.
أما الكاتب السوري حايد حايد فقد نشر، بالتعاون مع المنظمة، دراسة حول كفاح المجتمع المدني ضد التطرف في سوريا، والذي أظهر أن تبني منهج منظمة “تبني ثورة” يمكن أن يكون ناجحًا، أي إذا حصلت الهياكل المحلية على دعم دولي، فيمكن أن تصبح هياكل مرنة بناءة، وبالتالي مقاومة للراديكاليين.
ومع ذلك، ظل هذا الدعم هامشيًا منذ البداية والتضامن الدولي كان كاذباً إلى حد كبير، وفي هذه الأثناء، تحولت مصالح الفاعلين الدوليين، وبدأت الحروب بالوكالة، ولم يعد أحد يهتم بالمدنيين.
وتشارك المنظمة في العلاقات العامة في ألمانيا، وتركز عملها على الجمهور الألماني، على سبيل المثال، يتم تقديم المشورة والدعم للاجئين الذين يستخدمون صيغة “الحديث عن الثورة”، من أجل المشاركة في الخطابات، كما أن ناشطي المنظمة أنفسهم مطلوبون كخبراء في المؤتمر الصحفي الفيدرالي.
وختمت الصحيفة بالقول إن المدنيين في سوريا ما زالوا بحاجة إلى كل الدعم، وبحسب ما أشارت الناشطة غايدة: “حتى إذا استعاد الأسد البلاد بأكملها، فهذا لا يعني أن هناك سلام، وهذا غالباً ما يبدو أنه أمر فيه خلط في ألمانيا، ما زال عشرات الآلاف من الأشخاص في السجون، والملايين من النازحين، القمع من قبل النظام أكثر فظاعة من أي وقت مضى، وطالما ظل نظام الأسد في السلطة، فأنا محكوم علي بالنفي”.[ads3]