باحثون يعيدون بناء أغنية لم تسمع منذ ألفي عام ! ( فيديو )

أصبح بالإمكان اكتشاف الموسيقى التي كان يستمع إليها اليونانيون القدماء، بعد أن شكلت هذه الموسيقى لغزا حير العلماء على مدى آلاف السنين.

وشكلت الموسيقى جزءا لا يتجزأ من الثقافة اليونانية القديمة، مع الكثير من الشعر، مثل أغنيات هوميروس وسافو في الفترة ما بين 750 إلى 350 قبل الميلاد، والتي تم تأليفها وأدائها على هيئة موسيقى مغنّاة، أو مصحوبة أحيانا بالرقص.

وقدمت النصوص الأدبية القديمة تفاصيل وفيرة ومحددة حول التدوين الموسيقي بما في ذلك الموازين وطرق الأداء والأدوات المستخدمة، لكن إحساس صوت الموسيقى اليونانية وإعادة تجسيدها ظل بعيد المنال، لأن الرموز المستخدمة والمصطلحات والمفاهيم الموجودة في المصادر القديمة كانت معقدة وغير مألوفة، أي أن الموسيقى التي يمكن إنشاؤها استنادا إلى تلك الملاحظات تبدو غريبة وغير جذابة.

ولكن مشروعا بحثيا عن الموسيقى اليونانية القديمة، عمل عليه البروفيسور أرماند دانجور، الأستاذ المساعد في قسم الموسيقى الكلاسيكية بجامعة أكسفورد، منذ عام 2013، أنتج رؤى مذهلة حول كيفية قيام الإغريق بإنتاج الموسيقى.

وساعد عدد من الخبراء الفنيين والباحثين المرتبطين بمشروع الآثار الأوروبية للموسيقى، في إعادة بناء الموسيقى اليونانية القديمة، وهو ما مكن من إدراك أنها أصل التقاليد الموسيقية الأوروبية الغربية.

وساعد دانجور في إعادة بناء آلة “aulos” الشعبية، وهي آلة مزدوجة من أنابيب القصب، فضلا عن تنظيم الموسيقيين في العزف والغناء، بحسب قناة “سكاي نيوز”، وعلى الرغم من عدم وجود علامات دالة على سرعة إيقاع الموسيقى القديمة، إلا أنه غالبا ما يستشف وجوب الإسراع أو الإبطاء في الإيقاع بالاعتماد على أوزان الشعر.

وفي عام 2016، أعاد دانجور إنشاء موسيقى أوريستيس اليونانية القديمة التي كانت مرسومة على ورق البردي، كما أعاد أداءها ضمن جوقة مصحوبة بآلة “aulos”، ونُفذ الإيقاع الحيوي كما أشير إليه بواسطة وزن الشعر ومحتوى الكلمات.

وتم تنفيذ جوقة أوريستيس من قبل جوقة وعازف “aulos” في أوكسفورد، في يوليو 2017.

ويقول دانجور إن إعادة إنشاء الموسيقى اليونانية القديمة وتنفيذها أظهر أنه يجب الاعتراف بأنها أصل التقاليد الموسيقية الأوروبية، وليس كما كان يعتقد سابقا، بأن التقاليد الغربية للموسيقى الكلاسيكية تبدأ من الموسيقى الغريغورية التي ظهرت في القرن التاسع بعد الميلاد.

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها