علماء ألمان يبتكرون علاجاً يوقف تقدم الزهايمر
لا عجب أن يرفع المؤتمر الدولي حول مرض الزهايمر في برلين شعار”لا وقت نضيّعه”، لأن أحدث الدراسات العلمية تتوقع أن تتضاعف الإصابات بمرض الزهايمر مرتين ونصف مرة حتى العام 2050، ما لم يتم التوصل إلى علاج له.
المهم أن على الطب، كي يتوصل إلى علاج شافٍ للزهايمر، أن يتغلب على مشكلتين. تتعلق الأولى بالعثور على عقاقير قادرة على اختراق الحاجز الدماغي الدموي وصولًا إلى الخلايا المصابة. وتتعلق المشكلة الثانية في إيجاد عقاقير تمنع تراكم بيتا أميلويد مباشرة في خلايا الدماغ.
سبق للعديد من الدراسات الواعدة أن أثبتت عقمها. أما بسبب اقتصار نجاح عمل العقاقير الجديدة على التجارب المختبرية في أنابيب الاختبار، وفشلها في التجارب على البشر، أو لارتباطها بمضاعفات تهدد حياة المريض.
من بين هذه الدراسات تجارب للدكتور ريشارد دوبل من جامعة بون، التي تحدثت عن استخدام الأجسام المضادة على 5 مصابين بالزهايمر طوال ستة أشهر، وحققت نتائج إيجابية على صعيد تحسن حالة المرضى. أجريت الدراسة على أساس اختبارات سابقة أجراها فريق عمل دوبل تثبت أن دماء كل إنسان تحتوي على أجسام مضادة للبيتا-أميلويد، التي تعتبر أساس الدمل البروتينية التي تتراكم في الدماغ، وتسبب مرض الزهايمر.
نجحت هذه الأجسام المضادة في تفكيك البيتا-أميلويد، وبالتالي الحيلولة دون تراكمه في خلايا الدماغ، إلا أنها كشف لاحقًا عن مضاعفات غير مستحسنة.
ونشرت جامعة ميونيخ التقنية تقريرًا صحافيًا، قالت فيه إن علماء من جامعات ومراكز ألمانية عدة توصلوا إلى ماكروسايكلو بيبتيد قادر على اختراق الحاجز الدماغي الدموي وعلى وقف تراكم بيتا أميلويد في الخلايا العصبية.
سيصدر التقرير أيضًا في مجلة “الكيمياء التطبيقية” بنسختيها الألمانية والدولية. ويقول العلماء إن هذا الإنجاز يعد بوقف تقدم السكري 2، الذي يُسمّى أيضًا سكري تقدم السن.
شاركت في البحث البروفيسورة أفروديت كوبرنيوتو من جامعة ميونيخ التقنية، والبروفيسور مارتن زكريا من مركز أبحاث فاينشتيفان، والبروفيسور يورغن بيرنهاغن من معهد أبحاث العته والزهايمر في جامعة لودفيغ ماكسيميليان.
تحدث الباحثون الألمان عن بيبتيد تم تطويره، كماكروسايكلو بيبتيد تحديدًا، لمعادلة بيتا أميلويد، في خلايا الدماغ. وأكدت البروفيسورة كوبرنيوتو أن الماكروسايكلو بيبتيد كان ثابتًا في بلازما الدم، ولم يتفكك أو يتأثر، كما إنه اخترق الحاجز الدماغي بسهولة في التجارب على خلايا مختبرية حية.
وعبّرت كوبرنيوتو عن ثقتها بأن البيبتيد الجديد، رغم اقتصار نجاحه الأولي على أنابيب الاختبار، سيثبت جدارته في التجارب المقبلة التي ستجري على بشر يعانون من الزهايمر. وأضافت إن مواصفاته تكفي للتنبؤ بنجاحه ضد الزهايمر والسكري.
واعتبرت الباحثة تقديم طلب الحصول على براءة اختراع ماكروسايكلو بيبتيد الجديد، من قبل جامعة ميونيخ التقنية، دليلًا آخر على مستقبله في الطب، وفق ما اوردت صحيفة “إيلاف”، وتوقعت أن يصبح العلاج بالماكروسايكلو بيبتيد بديلًا من الطرق العلاجية التي تبحث عن أجسام مضادة تحيِّد البيتا أميلويد في الدماغ.
أضافت كوبرينوتو أن إنتاج الماكروسايكلو بيبتيد سهل وغير مكلف بالمقارنة مع الأجسام المضادة، كما إنه يتفوق على بقية الخيارات، لكونه يعمل ضد السكري 2 أيضًا. فضلًا عن ذلك، يمكن على أساس الماكروسايكلو بيبتيد الجديد إنتاج بيبتيد صغير اسمه “بيبتودوميميتكا”، ويتخصص في وقف تراكم البيتا أميلويد والكوليسترول.
وكان علماء من جامعة ماسترخت الهولندية حذروا من علاقة الكوليسترول بالزهايمر، وذكروا أن من يعاني من انخفاض كوليسترول LDL في منتصف العمر سيكون أقل عرضة للزهايمر عند الشيخوخة.
جاء في دراستهم هذه أن من يعاني من ارتفاع الكوليسترول إلى 250 مغم، وهو في الأربعين، يكون عرضة لخطر الزهايمر 3 مرات أكثر من غيره حينما يبلغ الشيخوخة.
جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تقدر معاناة 35 مليون إنسان من مرض الزهايمر على المستوى العالمي، منهم أكثر من مليون ونصف مليون ألماني، وأكثر من 5 ملايين أميركي. ويطلق العلماء على هذا المرض اسم “السكري 3” بالنظر إلى سرعة انتشاره، وتحوّله إلى “مرض” شعبي يقلق بال البشرية منذ سنوات. وهو سادس مسبب للوفيات في الولايات المتحدة في العام 2014.[ads3]