باحثون يكشفون عن مخاطر تشكلها حمية الكربوهبدرات على سلامة الفرد
شاعت حمية الكربوهيدات في الفترة الأخيرة كطريقة جيدة لإنقاص الوزن والحفاظ على الصحة العامة، لكن دراسة أميركية جديدة تحذر من أنها قد تخطف بعض السنوات من عمر من يتّبعها.
وتعتمد حمية الكربوهيدرات على اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، يدفع جسم الإنسان إلى استهلاك الدهون التي في الجسم، وتلك التي في الغذاء، كمصدر أساسي لإنتاج الطاقة.
تنصح هذه الحمية بتقليل مصادر الكربوهيدرات في الغذاء، وزيادة كميات البروتين والدهون المتناولة. ويقع على الراعب في الرشاقة والصحة المعتدلة الامتناع عن تناول المعجنات والخبز والأرز، وتعويض ذلك باللحوم والجبنة والزبدة، وهو السبب الذي يجعل متّبعي هذه الحمية يطلقون عليها “الريجيم الفاخر”.
وبحسب ما ذكرت صحيفة “إيلاف”، كتب العلماء الأميركيون الآن يقولون إن حمية الكربوهيدرات لا تخفض شيئًا من الوزن فقط، وإنما تقلل فترات من العمر الافتراضي للفرد. وحسب باحثين من “مستشفى بيرغهام والنسائية” في بوسطن فإن حمية الكربوهيدرات المتبعة لفترة طويلة تقلل المتوقع من عمر الإنسان بما يزيد على 4 سنوات كمعدل.
نشر العلماء دراستهم في مجلة “لانسيت الصحة العامة”، وجاء فيها إن التحذير من العلاقة بين الكربوهيدرات وطول العمر ينطبق أكثر على طريقة التغذية الغنية بالسكريات المتبعة في العالم الغربي. وينبغي على الراغب في اتباع حمية السكريات أن يعوّضها بالبرويتنات النباتية بدلًا من الحيوانية.
كما تنصح الدراسة باعتماد حمية الكربوهيدات المنخفضة بدلًا من حمية “اللاكربوهيدرات”، لأنها الأمثل في تقليل الوزن من دون التأثير على الصحة العامة.
أجرى العلماء استطلاعًَا شمل 15400 متطوع، كان عليهم ملء الاستمارات حول شدة حمية الكربوهيدرات التي يتبعونها، ونوع الأغذية والمشروبات التي يتناولونها، وحجم كل وجبة طعام. وقدر العلماء بعد ذلك عدد السعرات الحرارية التي يتناولها كل متطوع يوميًا، وحصة الكربوهيدرات والدهون والبروتينات من هذه السعرات.
كانت الخضر والفواكه والسكر تشكل جزءًا مهمًا من الكربوهيدرات التي يتناولها المتطوعون، لكن المصدر الأساسي كانت المواد التي تحتوي على النشاء، خصوصًا الأرز والخبز والبطاطا والمعجنات والحبوب.
واتضح من البحث أن المتطوعين الذين كانت الكربوهيدرات تشكل من 50 إلى 55% من مصادر الطاقة التي يتناولونها (حمية معتدلة) يعيشون بشكل صحي أكثر وعمرًا أطول من أفراد المجموعات الأخرى الذين يتناولون كمية ضيئلة جدًا من الكربوهيدات، أو كمية كبيرة منها يوميًا.
قدر العلماء الأميركيون أن المتطوعين من عمر خمسين سنة، في مجموعة الحمية المعتدلة، سيعيشون 33 سنة أخرى بالمقارنة مع أفراد المجموعات الأخرى. وهذا يزيد 4 سنوات كمعدل على ما قدره العلماء لأفراد مجموعة حمية الكربوهيدرات القاسية التي تقل فيها حصة السكريات من الطاقة في طعامهم عن 30%.
هذا يعني أنهم، أي أفراد مجموعة الحمية المعتدلة، سيعيشون سنتين أكثر من أفراد المجموعة الذين تشكل السكريات نسبة من 30 إلى 40% من مصادر طاقتهم، و1.1 سنة أطول من حياة أفراد المجموعة الذين تشكل الكربوهيدرات نسبة 65% من الطاقة التي يتناولونها.
قارن الباحثون بعد ذلك حياة الذين يتناولون كربوهيدرات أقل في طعامهم مع الكثير من البروتينات والدهون الحيوانية، بالناس الذين يتناولون كربوهيدرات أقل أيضًا، لكن يكثرون من تناول البروتينات والدهون النباتية.
وظهر من ذلك أن الذين يتناولون الكثير من اللحوم الحمراء والبيضاء والجبنة يتعرّضون لخطورة موت مبكر أكبر قليلًا من الذين يتناولون الدهون والبروتينات النباتية.
وكتبت الدكتورة ساره سيدلمان، من”مستشفى بيرغهام والنسائية” في بوسطن، إنها تستنتج من الدراسة أن حمية الكربوهيدات التي تعوّض السكريات بالدهون والبروتينات الحيوانية تعني حياة أقصر. ونصحت سيدلمان بتجنب حمية الكربوهيدرات التي تعتمد البديل البروتيني الحيواني، والاعتماد على الحمية التي تعتمد على البديل النياتي، لأنها تضمن حياة أطول وأصح.
تقصّر التغذية الغربية الغنية بالسكريات الحياة بشكل ظاهر، لأنها تبعد الإنسان لاشعوريًا عن تناول الخضر والفواكه والحبوب، وتدفعه باتجاه التغذية الغنية بالبروتينات والدهون الحيوانية. ومن الطبيعي فإن التغذية بهذه الطريقة تعجل من سرعة تقدم عمر الخلايا، وتقصر بالتالي عمر البشر.
وكتبت سيدلمان إن “الرسالة” الأساسية التي تبعثها الدراسة للناس هي أن المهم ليست نسبة السكريات في التغذية فحسب، وإنما مصادر الطاقة الأساسية، وما إذا كانت حيوانية أو نباتية، وإن حمية الكربوهيدرات ينبغى أن تترافق بتعويض الطاقة عن طريق البروتينات والدهون النباتية”.[ads3]