خبير اقتصادي : إنشاء ألمانيا لنظام مصرفي بديل للأمريكي هو مناورة سياسية

أعرب الخبير الاقتصادي والأستاذ في جامعة السوربون الفرنسية شبل السبع، عن رؤيته بأن الاقتراح الألماني لتطوير نظام مصرفي بديل لنظام التعريف المصرفي الأمريكي “سويفت”، هو مناورة سياسية وورقة ضغط تستخدمها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بحنكة.

وقال السبع إن هذا الاقتراح “سيسمح للأوروبيين بالتعامل باليورو أو عملات أخرى غير الدولار من دون علم الأمريكيين.”

وفي نفس الوقت، اعتبر شبل السبع أن “المشكلة في النظام المصرفي الأوروبي البديل هو بأن 70% من التبادلات التجارية حول العالم تتم بعملة الدولار، مما سيشكل صعوبة في التبادلات التجارية”.

وأضاف: “من الممكن خلق نظام مصرفي بديل للنظام الأمريكي، لكن هذا النظام لا يمكنه استبدال نظام “السويفت” الأمريكي، لأن الأخير يبقى الأساس، فكل المصارف المركزية في العالم، باستثناء روسيا تمتلك احتياطها المالي بعملة الدولار”.

وتابع: “الاقتراح الألماني هو موقف سياسي كبير ويشكل تحديا لأمريكا، لكن هذا النظام الأوروبي المصرفي الجديد وفي حال تم اتباعه لن يلغي نظام “سويفت” ولن يستبدله”.

وردا على سؤال حول ما كان الاتحاد الأوروبي قادر على حماية مصالحه في إيران أجاب السبع قائلا: “الأوروبيون ليسوا قادرين على حماية مصالحهم في إيران في وجه العقوبات الأمريكية. ولو كانت أوروبا فعلا قادرة لما انسحبت بعض الشركات الأوروبية الكبيرة كشركة “توتال” الفرنسية من إيران”.

وتابع: “في حال اعتمد الأوروبيون نظاما بديلا لسويفت فذلك لن يفيد الشركات الكبيرة كـ”توتال” مثلا، لأن الأوان قد فات أصلا ولأن هذه الشركات الكبيرة تتعامل مع الولايات المتحدة. لكن ذلك قد يفيد الشركات الصغيرة التي لا تعمل في الولايات المتحدة وليس لديها مكاتب هناك”.

وقال شبل السبع بأن “الصين بدورها تحاول اتباع طرق جديدة لتجنب العقوبات الأمريكية، فهي مثلا بدل أن تستورد النفط الإيراني عبر حاملات نفط صينية، تستورده عبر حاملات نفط إيرانية مستخدمة العملة الصينية وليس الدولار”.

وبحسب الأستاذ في جامعة السوربون فإن الشركات الصغيرة، التي لا تتعامل مع الولايات المتحدة ستستفيد من العقوبات الأمريكية على إيران، لكي تجد مدخلا لها للسوق الإيراني على عكس الشركات الكبيرة.

واعتبر السبع أن تصريحات وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، التي دعا فيها لحماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية ضد إيران عبر إيجاد نظام أوروبي بديل لـ”سويفت”، اعتبر أن هذا المقترح الألماني هو “ورقة ضغط تريد ألمانيا استخدامها خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة”.

وقال: “ميركل لم تتخذ موقفا بهذا الشأن بعد فهي تنتظر الانتخابات الفرعية الأمريكية، لكي ترى إذا ما كان معسكر ترامب سيخرج قويا أم ضعيفا. ففي حال ربح معسكر ترامب الانتخابات الفرعية سوف يفرض ترامب رسوما جديدة على السيارات، ومنها الألمانية، مما سيدفع ألمانيا ربما لاعتماد نظام مصرفي بديل عن نظام “سويفت”.

أما في حال خسر معسكر ترامب في الانتخابات فستستخدم ميركل مسألة خلق نظام مصرفي بديل كورقة ضغط على الإدارة الأمريكية”.

وتابع: “ألمانيا تدرك جيدا كيف يتم استغلال الأزمات لصالحها وهي دائما تخرج منتصرة وقادة العالم يدركون ذلك. ألمانيا ستستغل هذه الأزمة لكي تعزز اقتصادها القوي أصلا”.

وأفاد السبع أن المقترح الألماني يمكن اعتباره “ابتزازا” للولايات المتحدة. وقال: “ميركل تستخدم ورقة تمتلكها وقد دفعت بوزير خارجيتها هايكو ماس، الذي ينتمي لحزب غير حزبها إلى إلقاء هذه التصريحات مدركة بأنها تستطيع لاحقا أن تتنصل من تصريحاته”.

وتابع: “من خلال التصريحات، التي ألقاها هايكو ماس، ميركل تريد أن تقول للجميع إنها قادرة على التحدي، لكن الوقت ما زال مبكرا، وهي بذلك تفرض هيبتها على العالم. ولا يستطيع أحد أن يتخذ مثل هذا الموقف سوى الروس، لكنهم في الوقت الحالي معاقبون”.

وختم قائلا: “ألمانيا هي نقطة التقاء كل الدول المعادية لأمريكا، ودونالد ترامب يدرك قوة ألمانيا، ولذلك لم يفرض الرسوم الجمركية على ألمانيا بعد. وستحاول كل الدول مستقبلا تحسين علاقاتها مع ألمانيا، من الصين إلى تركيا وحتى سوريا. ويجب ألا ننسى بأن ألمانيا محمية من أوروبا، فمن يتعرض لها، يتعرض لكل الاتحاد الأوروبي.”

وقد كان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس دعا، أمس الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي لتطوير نظام مصرفي بديل لنظام التعريف المصرفي الأمريكي “سويفت” لحماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية ضد إيران.

وقال ماس في مقابلة نشرتها صحيفة “هانديل سبات”: “في ظل هذا الوضع توجد أهمية استراتيجية، لكي نقول لواشنطن نحن نريد التعاون، لكننا لن نسمح بالتصرف بطريقة تضرنا.. ولذلك سيكون من الصحيح حماية الشركات الأوروبية من العقوبات من الناحية القانونية”. (sputnik)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها