العلماء يقتربون من إيجاد حل لذوي فئات الدم النادرة
يبدو أن حل العثور على فصائل الدم النادرة موجود في الأمعاء؛ إذ أعلن فريق من الباحثين برئاسة البروفيسور بجامعة كولومبيا البريطانية ستيفن ويذرز، أنه تم التوصُّل إلى إنزيمات من شأنها إزالة المُستضّدات (مولد الضد) -وهي المواد التي تثير الاستجابة المناعية- لفصيلتي الدم A وB من خلايا كريات الدم الحمراء على نحو أكثر كفاءة 30 مرّة من الإنزيمات التي اعتقد الباحثون فاعليتها سابقاً.
وبحسب ما نقله موقع SCI News العِلمي، 21 أغسطس/آب 2018، قال الطبيب ستيفن ويذرز: “كنّا مُهتمين بشكل خاص بالإنزيمات التي تساعد على إزالة مُستضّدات فصيلتي الدم A وB من خلايا الدم الحمراء؛ فإذا تمكّنت من إزالة تلك المواد المُحفّزة للاستجابة المناعية، والتي هي مُجرّد سُكّريات بسيطة، فستتمكّن إذاً من تحويل فصيلة الدم A أو B إلى الفصيلة O”.
وأضاف قائلاً، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”: “تتبّع العلماء فكرة تحويل الدم الذي يتم التبرّع به إلى فصيلة شائعة فترةً من الزمن، إلا أنهم لم يجدوا حتى الآن إنزيمات فعّالة ومُختارة، على أن تكون أيضاً آمنة واقتصادية”.
وكي يتمكّن الفريق البحثي من تقييم الإنزيم المُحتمل، استعان الدكتور ويذرز وزملاؤه بتقنية تُدعى “ميتاجينوميكس”.
وقال قائد الدراسة، التي قدّم الباحثون نتائجها في لقاء الجمعية الأميركية للكيمياء في بوسطن، 21 أغسطس/آب 2018، إنه “من خلال تقنية ميتاجينوميكس، نقوم بأخذ الأجسام الحيّة كافة من بيئة ما، ونستخلص الحصيلة النهائية للحمض النووي لتلك الأجسام مُجتمعةً”.
وأضاف قائلاً: “طرح مثل هذه الشبكة الواسعة يُتيح لنا أخذ عيّنات من جينات ملايين الأجسام الدقيقة، دون الحاجة لإجراء ما يُعرف بالمزارع الفردية، التي تتم لكل نوع من البكتيريا لتتبّع تكاثرها وخصائصها”.
وتابع: “ثم نستخدم لاحقاً البكتيريا الإشريكية القولونية -وهي نوع من البكتيريا التي توجد في الأمعاء الدقيقة للكائنات ذوات الدم الحار- لتحديد الجينات المُحتوية على الحمض النووي الذي يرمز إلى إنزيمات من شأنها تجزئة رواسب السكّر”.
وفي أثناء الدراسة؛ بحثَ الفريقُ مسألة أخذ عينات الحمض النووي من البعوض وديدان العلق؛ إذ إنها من أنواع الكائنات الحية التي تُحلِّل الدم، إلا أنهم وجدوا في نهاية المطاف إنزيمات مرشحة ناجحة في الكائنات الحيّة الدقيقة التي تعيش بالأمعاء البشرية.
ويشار إلى أن ثمة بروتينات سُكّرية تُدعى “Mucins” تُبطّن جدار الأمعاء، وتوفّر السكّريات التي تعمل لاحقاً كنقاط تعلّق تمد بكتيريا الأمعاء بالتغذية اللازمة، في حين تقوم بدورها في المساعدة بعملية الهضم.
وتتشابه بعض سكّريات تلك البروتينات في تكوينها مع مستضدات فصيلتي الدم A- وB-.
وصوّب الباحثون دراستهم نحو الإنزيمات التي تستخدمها البكتيريا لإخراج السكّريات من تلك البروتينات السكّرية المُبطّنة لجدار الأمعاء، وتبيّن لهم وجود عائلة جديدة من الإنزيمات تزيد فاعليتها في إزالة مستضّدات خلايا الدم الحمراء بنحو 30 مرّة مقارنة بالإنزيمات التي اعتقد الباحثون فاعليتها سابقاً.
وقال الفريق: “نحن نعمل حالياً على التحقق من ثبوت فاعلية هذه الإنزيمات، واختبارها على نطاق أوسع؛ من أجل إخضاعها لاختبارات سريرية مُحتملة”.
وأردفوا: “بالإضافة إلى ذلك، فإننا نخطط لإجراء تطويرٍ موجَّه، يتمثّل في تقنية هندسة البروتينات التي تحاكي التطوّر الطبيعي، بهدف خلق الإنزيم الأكثر كفاءة لإزالة السكّر”.[ads3]