ألمانيا : انتقادات للشرطة الألمانية بعد تسريب مذكرة توقيف في قضية طعن ألماني أدت لأعمال عنف عنصرية

واجهت الشرطة في شرق ألمانيا الاربعاء تهماً باثارة التوترات بتسريبها إلى جماعات اليمين المتطرف مذكرة اعتقال في جريمة الطعن التي قتل فيها شاب ألماني وأدت إلى أعمال عنف عنصرية.

وصرّح مارتن دوليغ نائب رئيس الحكومة الإقليمية في مقاطعة ساكسونيا، حيث توجد مدينة كيمنتس في حديث لإذاعة «ام دي ار» الرسمية الإقليمية أنه «من غير المقبول أن يعتقد رجال شرطة أن بإمكانهم تسريب أمور كهذه رغم أنهم يعلمون أنهم يرتكبون مخالفة» واصفا ما حصل بأنه «فضيحة».

وأصبحت مقاطعة ساكسونيا، في ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقا، مركزاً لكراهية الأجانب بعد أن أدت جريمة القتل بالسكين التي وقعت في مدينة كيمنتس إلى تظاهرات تخللتها عملية مطاردة للمهاجرين في الشوارع من قبل متطرفي اليمين.

والاثنين اعتقلت الشرطة عراقيا (22 عاما) وسوريا (23 عاما) للاشتباه بأنهما قتلا ألمانيا (35 عاما) عرف عنه فقط باسم دانيال هـ من خلال طعنه عدة طعنات بعد شجار في وقت متأخر من الليل.

ولم تكشف السلطات بعد عن هوية الضحية أو المشتبه بهم طبقا للأعراف الألمانية الهادفة إلى حماية هوية الاشخاص الذي يخضعون لإجراءات قضائية.

إلا أن مذكرة اعتقال أحد المشتبه بهما وجدت طريقها إلى أيدي الجماعات اليمينية التي نشرتها على الانترنت وتم تبادلها بشكل كبير، وتحمل الاسماء الكاملة للمشتبه بهما والضحية والشهود والقاضي.

ووصف وزير الداخلية الفدرالي هورست سيهوفر التسريب بأنه «غير مقبول بتاتا»، وقالت النيابة أنها بدأت تحقيقا في الاشتباه بانتهاك قواعد الاسرار الرسمية.

وقال المحامي سيباستيان شارمر الذي دافع عن ضحايا عنف النازيين الجدد، أنه تقدم بشكوى جنائية ضد ناشط نشر مذكرة الاعتقال يدعى لوتز باخمان من حركة بيغيدا اليمينية المتطرفة.

وقالت «حركة المواطنين المناصرين لكيمنتس» التي نشرت مذكرة الاعتقال كذلك، على صفحتها على فيسبوك، إن «شرطة الانترنت» مسحت المذكرة التي قالت أنها تظهر كيف قام المشتبه فيهما «بذبح» الرجل الألماني.

أما رئيس وزراء المقاطعة مايكل كريتشمار الذي دافع عن الشرطة في مواجهة التهم بأنهم غير مهيئين للتعامل مع تظاهرات اليمين المتطرف، فقد وعد «بتوضيح المسألة»، وذلك في تصريح لاذاعة «إم دي ار» الاقليمية.

وتعتبر ساكسونيا معقلا للأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة التي تعارض بشدة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بسبب قرارها في 2015 فتح الحدود الألمانية أمام تدفق اللاجئين والمهاجرين.

كما تعرضت الشرطة في المقاطعات للانتقادات للاشتباه بتعاطف بعض رجالها مع حركات مثل بيغيدا وحزب «البديل لألمانيا» المعادي للهجرة.

والاسبوع الماضي اعتذرت شرطة ساكسونيا لاعاقتها عمل طاقم تلفزيوني في تجمع يميني معاد لميركل بتحريض من أحد المحتجين القوميين الذي تبين أنه شرطي خارج الخدمة.

وقال دوليغ «يجب أن يكون واضحا أن بعض الامور لا يمكن التساهل معها في قوة الشرطة».

وتأتي هذه التطورات فيما لا تزال الأجواء مشحونة عقب المشاهد المروعة في كيمنتس الاحد بعد أن هاجم متطرفون مهاجرين من افغانستان وسوريا وبلغاريا.

وليل الاثنين الثلاثاء خرج نحو سبعة الاف محتج معظمهم من مشاغبي كرة القدم والقوميين اليمنيين، إلى شوارع المدينة واشتبكوا مع متظاهرين معادين للفاشية ما أدى إلى أصابة نحو 20 شخصا.

وقالت الشرطة إنها تحقق في عشرة حوادث لمحتجين رفعوا اشارة هتلر المحظورة.

وواجهت الشرطة التي لم تتمكن من التعامل مع الاحتجاجات بالشكل المناسب الأحد، انتقادات جديدة بسبب نشرها 591 شرطيا فقط الاثنين أي أن أعداد المتظاهرين كانت تفوق أعداد رجال الشرطة بنسبة 1 إلى 10.

وجاء نشر هذا العدد الصغير من الشرطة رغم تحذير جهاز الاستخبارات الداخلي من أن الاف المتطرفين يتوجهون إلى كيمنتس.

وتحدثت الوكالة في تقرير لها عن «تعبئة على مستوى البلاد» من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بواسطة جماعات مشاغبي كرة القدم.

وأعلنت حركة انصار كيمنتس عن تنظيم تظاهرة جديدة الخميس، بينما دعت حركة بيغيدا وحزب البديل لألمانيا إلى مسيرة صامتة السبت في شوارع كيمنتس في ذكرى الضحية الألماني الذي قتل طعنا وضد «التعددية الثقافية الجبرية» التي تفرضها ألمانيا. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها