دلفين يتعلم المشي و ينقل خبراته في السباحة إلى رفاقه ( فيديو )
لأغلب الحيوانات سلوكها الخاص في الحياة وأنماط التعلم من بعضها البعض، وتعتبر الدلافين من المخلوقات الذكية في هذا الإطار، واستطاع دلفين تعلم المشي على ذيله أثناء وجوده معزولاً، أن يعلم تسعة من رفاقه هذه المهارة، بعد أن تم إطلاقه في البرية.
ويُدعى هذا الدلفين “بيلي” وهو من النوع القاروري الأنف وقد تم إنقاذه من خور ملوث في يناير من عام 1988 ليحصل على حياة خاصة ولكن في ظروف العزلة.
وفي سنوات الأسر، تعلم حيلة المشي من دلافين أخرى كانت هناك، وذلك بموقعها في أديلايد بأستراليا، داخل دولفيناريوم حيث يتم تدريب الدلافين بهدف إمتاع عامة الناس والترفيه.
والخدعة تقوم على الوقوف منتصبًا ومن ثم الركض إلى الوراء قليلاً على طول خط الماء، ما يدفع الدلفين للسباحة إلى الإمام وهو يشق عباب الموج، بحسب ما اوردت قناة “العربية” السعودية”، وهذا السلوك في المشي أو السباحة، مألوف لدى الدلافين التي تعيش في الأماكن المغلقة أو الترفيهية، لكنه نادر جداً في البرية والمناطق المفتوحة حيث تعيش الدلافين على سجيتها.
نقل الخبرات
بعد إطلاق بيلي في البرية بدأت بتعليم تسعة من رفاقها هذه المهارة، ونجحت في ذلك بشكل مذهل، ومن ثم بدأت الدلافين الأخرى في تقليدها.
وبرغم أن هذه التجربة تمت منذ عام 2011 إلا أنه لم يتم الكشف عنها إلا مؤخرًا في رسائل علمية للجمعية الملكية تتعلق بعلم الأحياء.
ويقول العلماء إنه أول نموذج لتعليم الثدييات في البرية أقرانها مهارات، من المفترض أن تتعلم في الأصل بواسطة مدرب بشري، وأن هذا يرصد لأول مرة.
التكيف مع المناخ
وقال خبراء في جامعة إكسيتر إن هذا النوع من الذكاء يمكن أن يساعد في إنقاذ الأنواع من تغير المناخ.
فمن خلال تعلم تقليد الآخرين بسرعة، يمكن للحيوانات تطوير مهارات جديدة للبقاء على قيد الحياة أسرع من ترك الأمر فقط للانتقاء الطبيعي، لاسيما تعلم سلوكيات جديدة للبحث عن الطعام أو الصيد.
ويقول الدكتور مايك بوسلي، من منظمة “حفظ الحيتان والدلافين”: “كنت أعرف تاريخ بيلي وتمكنت من تتبع سلوكها وسلوك الدلافين الأخرى في المجتمع على مدى فترة طويلة”.
تقليد
وقالت فيليبا براكس التي شاركت في الدراسة إن الدلافين تظهر أنها يمكن أن تقلد بعضها البعض بما يؤشر إلى إمكانية قوية للحفظ.
وتضيف: “إن فهم المزيد حول انتقال السلوك الاجتماعي، سيساعدنا على التنبؤ بكيفية استجابة الأنواع المختلفة للتغيرات في بيئتها”.
وتقول: “إن الانتشار السريع للسلوكيات المستفادة اجتماعيًا يمكن أن يعمل بشكل أسرع بكثير من عملية الانتقاء الطبيعي بين الأجيال، وقد تكون هذه الميزة سلبية أو إيجابية، اعتمادًا على نوعية السلوك المنقول”.
[ads3]