استثناءات تسبب إرتباكاً .. ما هي الرموز النازية المحظورة في ألمانيا
للوهلة الأولى يبدو الوضع القانوني واضحا: علامات ورموز المنظمات المعادية للدستور غير مسموح بها. وطبقا للفقرة 86 في القانون الجنائي يشمل ذلك أعلاما وأوسمة والزي الرسمي وعبارات وأغانٍ وتحيات. وهذا الحظر يطال حتى رموز المنظمات والأحزاب الشرعية التي تشبه الأحزاب والاتحادات المعادية للدستور.
ويتقدم لائحة الرموز النازية المحظورة الصليب المعقوف وصورة هتلر وتحية هتلر. وفي 1983 انضم إلى هذه القائمة بسبب تشابهه “تحية المقاومة” “لجبهة عمل الاشتراكيين القوميين.
وتشمل هذه القائمة حسب جهاز الاستخبارات الداخلية رموز وشعارات مثل صليب “حركة ألمانيا الاشتراكية الشعبية/ حزب العمل” ومثلث “اتحاد البنات الألمانيات” ورمز الموت للاتحادات النازية والعلم الحربي النازي وشارة الذراع بالصليب المعقوف والخنجر النازي وشعارات حليقي الرؤوس.
وبين 1980 و 2015 صنف جهاز الاستخبارات الداخلية 46 منظمة وناديا بأنها معادية للدستور، بينها “الاشتراكيون القوميون في كيمنيتس” الذين تم حظرهم في 2014 من قبل وزارة الداخلية في ساكسونيا. وحتى رموزهم لا يجوز تداولها علناً على الرأي العام. والقائمون بخروقات يمكن ملاحقتها بعقوبة الحبس التي قد تصل إلى ثلاث سنوات أو بغرامة مالية.
كثير من الحظر وكثير من الاستثناءات
وبالرغم من أن الحظر واضح للوهلة الأولى، تتسبب في الغالب الكثير من القوانين الاستثنائية في حصول ارتباك، لأن الرموز النازية ليست محظورة عندما تُستخدم بغرض ” التنوير المدني ومواجهة التطلعات المعادية للدستور والعمل الفني أو العلوم والبحوث أو التعليم والتغطية الإعلامية حول التاريخ أو أغراض مشابهة”.
ومن المسموح به قطعا حسب القانون هو استخدام شارات الذراع الشعبية التي يكون فيها الصليب المعقوف مخفيا والعلم النازي للفترة بين 1867 و 1921.
هاتف نقال بالصليب المعقوف
وفي الغالب ما يكون تفصيل تافه يقرر ما هو محظور و ما هو مسموح به. فالمواطنون لهم الحق في ألمانيا في امتلاك أغراض بها صليب معقوف أو رموز نازية أخرى معادية للدستور، لكن ما داموا يضمنون أن عددا محدودا من الناس فقط ينتبه إليها. فمن الشرعي مثلا امتلاك هاتف نقال يحمل رموزا نازية.
وحتى حظر بيع بضاعة برموز نازية به ثغرات، إذ لا لوم من الناحية القانونية على من يبيع في سوق الخردة خوذة نازية قديمة. في المقابل يكون بيع النسخ المماثلة النازية الجديدة محظورا.
السخرية بإمكانها كل شيء
ومن بين الحالات الاستثنائية المسموح بها رسميا “التشويه السخري أو الفني” للرموز النازية. فأحد البرامج التلفزيونية الساخرة في القناة الثانية للتلفزة الألمانية عرض الصليب المعقوف على فيسبوك مع شعار للانتخابات المرتقبة في النمسا. والادعاء العام لم يتدخل.
وحتى الصليب المعقوف المشطوب مسموح به عندما يوحي ذلك بمحاربة الإيديولوجية النازية. وهذا قررته المحكمة العليا في 15 مارس 2007، وعللت المحكمة قرارها بالقول إن الصليب المشطوب يعبر “بشكل واضح عن العداء لمنظمة ومحاربة أيديولوجيتها”.
والتخفيف الأخير في التعامل مع الرموز النازية حصل الأسبوع الماضي خلال فعاليات معرض ألعاب الكمبيوتر „Gamescom” في كولونيا حيث تقرر أنه من المسموح به إظهار الرموز النازية مثل الصليب المعقوف ليس فقط في الأفلام بل حتى في ألعاب الفيديو والكومبيوتر بألمانيا.
أستريد برانغه/ مارا بيرباخ – دويتشه فيله[ads3]