ألمانيا : خلاف حول مراقبة حزب البديل اليميني المتطرف من قبل جهاز الاستخبارات

طالب نائب رئيس البرلمان الألماني توماس أوبرمان بمراقبة تعاون محتمل بين حزب البديل من أجل ألمانيا واليمينيين المتطرفين من قبل جهاز الاستخبارات.

وقال السياسي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في حديث صحفي: “قضية اللاجئين تقسم المجتمع وحزب البديل من أجل ألمانيا يركب بصفة أكثر راديكالية هذه الموجة”، ولذلك وجب على جهاز الاستخبارات أن يراقب بدقة متناهية “التعاون بين حزب البديل من أجل ألمانيا والنازيين الجدد”.

ووصف أوبرمان “مطاردة” الأجانب في كيمنيتس بـ “نقطة التحول”، معتبراً أن العنف السياسي بدوافع عنصرية ضد أشخاص، لا يجوز ان تسمح له الدولة ويجب مكافحته بكل شدة.

بدوره، شدد نائب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي توماس شتروبل على مطلبه الداعي إلى نهج أكثر تشدداً لجهاز الاستخبارات الألمانية تجاه حزب البديل من أجل ألمانيا.

وقال شتروبل في تصريح صحفي بأن حزب البديل من أجل ألمانيا ينزلق إلى “اليمين المتطرف”، رابطاً ذلك أيضاً بحوادث كيمنيتس، التي تستدعي الآن “تركيز جهاز الاستخبارات على حزب البديل، في ظل شروط مراقبة، تستدعي التحرك بسرعة”.

من جانبه، أوضح نائب رئيس وزراء ساكسونيا مارتن دوليش لصحيفة “دي فيلت” أنه يوجد سياسيون لدى حزب البديل من أجل ألمانيا يصفهم هو”بالفاشيين الجدد”، وطالب بوجوب “التحرر من معتقل حزب البديل من أجل ألمانيا”.

وبالمقابل، يوجد سياسيون يعارضون مراقبة حزب البديل، مثل وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر، الذي لا يرى حالياً سبباً للمراقبة.

وشدد زيهوفر على وجوب تدقيق النظر بتصريحات بعض أعضاء الحزب أو بتعاونهم مع بعض المجموعات، ودراسة ما إذا كانت نابعةً من آراء شخصية أم من توجه سياسي حزبي، وهذا ما يفعله جهاز الاستخبارات الداخلي.

كما أن رئيسة لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان، أندريا ليندهولتس، تحدثت أيضًا عن معارضة مراقبة الحزب في الوقت الراهن، مع اقتراحها في نفس الوقت مراقبة بعض الاتحادات التابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا “بانتقاد قوي”، وشككت في جدوى مراقبة حكومية لليمينيين المتطرفين من أن تكون حلاً للمشكلة.

وأوضحت ليندهولتس أن المواطنين مطالبون الآن بالابتعاد عن المنظمات اليمينية، وذلك عن طريق الانتخابات القادمة.

ومنذ نهاية الأسبوع طالب رئيس كتلة الاتحاد المسيحي فولكر كاودر بجدال سياسي أكثر حدة مع حزب البديل من أجل ألمانيا، حين قال إن هذا الحزب يمنح من داخله “المساعدة لليمين المتطرف”.

ورد زعيم كتلة حزب البديل من أجل ألمانيا، ألكسندر غاولاند، في حديث صحفي، بقوله إن تصريحات كاودر “كلام غبي وسخيف”، وأوضح أن الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا لا تدعم اليمين المتطرف.

وأضاف: “إنها محاولة كاودر للجمنا وإقصائنا من الجدل الديمقراطي، لأننا نحصل باضطراد على تأييد مزيد من المواطنين”.

جدير بالذكر أنه في نهاية شهر آب المنصرم، تعرض ألماني يبلغ من العمر 35 عاماً للطعن بسكين في مدينة كيمنتس، وأن اثنين من الجناة المشتبه بهما، هما عراقي في الـثانية والعشرين من العمر وسوري في الـثالثة والعشرين، يلبثان في الحبس الاحتياطي، وأن هذه الحادثة تسببت في مظاهرات عنيفة من اليمين المتطرف وشُنت بعدها هجمات ضد أجانب.  (REUTERS – AFP – DPA – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها